فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل


ناجي الحازب الذي يناصبني العداء

73

الأحتلال ، أكريل على قماش الرسم



لم أرَ أوعظ من قبر ولا آنس من كتاب ولا أسلم من الوحدة
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه



ياوطن الألف رفد ورفد
انني أتذكركَ مستقبلاً
أتقدمهُ مزهواً بثيابٍ بيضاءَ
جوادي أبيض منها


مُقطعاً
يتنشفني اللونُ هماً
يبدو أزرقاً
سيفيضُ بعد هنيهة هواءً
أتلمسكَ تربنتيناً
ومن يتنسمني سواكِ
آه هايدرونْ
أكادُ أنسى متذكراً عراقاً
وأنسى متذكراً عراقاً
ثم أنسى متذكراً إياكِ
ياروحي موهنة في الوادي المقدس طوى
وقد أسرى بكِ الحنينُ
ياروحي وقد ضيعكِ الحنينُ
وأنسى متذكراً يأسي
ياهذه اللعنةُ وياتلكَ
عراقٌ وآخرْ
وبينهما
العزيزُين هذين
طفلٌ يحاذي دجلة متوياً
وطفلٌ يحاذي نفسه مُقطعا
يلتحي الأربعين غيابا
هو الحضور بأم شبابهِ
التنائي يشفُ الوصلَ
والوصلُ يشفهُ
حنيني يترامى وصولاً إليها
بغدادَ
وأبعد: عاصمتها البصرةْ
هناك سيصير القمر قوساً
تنقطهُ نجمةٌ
ستفيضُ صوتاً
أريدهُ أزرقاً فضياً
آه ياهلال النخوة
وإذ أنسجُ من أنواركَ حريرَ ألواني
يتصاعدُ حنيني أكثر طراوةً
وأكثر رقةً
بل وأكثر نصوعاً ورحمةً
هو ذا جوادي يقفزُ في رأسي
ستنبسطينَ له أرضاً سمراءَ
آه أيتها العيونُ البابلية
دعي البحر يسقط في السماءْ


انقطعتُ عنكَ طويلاً
لأنقطع إليكَ مُقطعاً
وطويلاً
أسحبُ الخطَ خاطفاً بظلامكَ المختلط بحنيني المساحاتْ

وقد عبتني بالجنونِ
 وأبيتَ اللعنَ
عبتني بالتشبيبِ
وأنا الرجلُ المشبوبُ الشبوبُ
أضرمُ غلمةَ القصيدةِ مُفَّيضاً مياه عجانها
وماعبتني بالعيوبْ

ولاجرمَ انه الأنتحارُ
زاوية فيها لأبن بطوطةَ لياليه
وللنفريّ مواقفهُ آهلة بالمخاوفِ
وأنا المصابُ بنفسي
مذعوراً أقفزُ فيها
مُهرباً إليها
نفسي
هي تا وحشتي في بلادٍ حشونْ
وقد عبتني بالتشردْ
....................................

أظللُ الأسودَ بالأسودِ
وأحتمي بالوحشهْ
قلقاً أستقرُ
هادئاً أتفجرُ
وأخشى الحازب حين يشفُ حنيناً


شظيني بالذكرى
أو أقذف بي حجراً
اقذفه ذريا
ياأنتَ أغذيكَ بالمحبةِ
وأنتَ أنتَ تناصبني العداءْ

وأخشاه حين يصرخُ صامتاً
قريباً من الأنتحارِ
ولاتزال بغداد غلمة على شاعرها
قريباً من الأنتحارِ
وكانت دجلة قطينةُ بيتنا
حصنوا رؤوسكم بالضغينةِ
وأروني وجوهكم الشيوعيةَ المصفحة بحديد الأنتقامْ
ثمت الماضي ابن المراغةِ
الماضي المتواتر في سياقي يظعنُ بي
وما من مَرْبَعٍ
مامن نُجْعَةٍ أستمرأها
ياهذه الوحشةُ
طاب عفو النساء اللواتي يرابينَهُ
وأشرعُ نحوي
أضربُ المسحاة في صَّبيرٍ
باروحي تصابري
أمسُ كانت صبرا
أمسُ كانت شاتيلا
وماكدنا نهجعُ حتى جاءوا مسلحين بالحقدِ والرشاشاتْ
ياروحي
أمسُ غداً ؟
أم بعدُ غدٍ؟

وتعبرين للرؤيا
حصنوا أدمغتكم بأكاذيب أوربا
وتأولوني بالأشاعاتِ
فما بين لحْيَيَّ بينهما
مبظرةٌ لغتي
وهذه تضاريسي
يالغتي من أي ألقٍ آتيكِ تنتعظينْ
............


أنكَ الفارغُ بيّ
أنتَ الممتلئُ بصباباتي
تنحلُ بزيت اللوحةِ
بياضاً أبسط روحكَ في صحراءٍ زرقاءَ
كأنكَ تنوي أن تتملصّ
وقد ذكرني النسيانُ
ياهموماً غامقةً
خفيفيه بمياهِ شط يصبُ في السماءْ
سأحتسيهُ طيفاً
عريضٌ الشارعُ المحاذيني
في سماء أخرى أصغرُ منها بقليل
القصيدة على مرمى حجرٍ منه مساقطُ ألوانٍ
أتشهاها مزهرةً
مبظرةٌ لغتي
وهذه تضاريسي تذهبُ بي
ولامسافةْ
تنحلُ بزيت اللوحةِ
أمسيتَ صباحاً حيث السرمد يستغرقهُ
الحازبُ في وجهِ الحازبَ يمحوه الشعرْ
ياأنتَ المشويّ بجمري
أضعكَ بكفي وأنظرُ إليكْ


وقد أحتملتكَ طويلاً
مالي أراكَ هارباً؟
دعني أمضي ياهذا

كولونيا ـ ألمانيا الأتحادية
أيلول 1989


الطبعة الأولى 1990 كولونيا ـ ألمانيا الأتحادية
الطبعة الثانية جمادى الأولى 1430هـ ـ نيسان 2009 م ،أويس كرشن ـ ألمانيا الأتحادية