فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

الكرامات

bild von el-karamat.jpg

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل

محاجات

أزواد

أدب جهاديّ

مُوَثَّقات

بلاغات

أُساميات

رُدينيَّات

الملصق

رافِداينِيات

تركستانيات

طالبانيات

مقدسيات

أُمويات

مغاربيات

كنانيات

مساهمات فديوية

 

 

 

 

نيليات

أبينيات

صوماليات

فاروقيات


 وكنت إذا قـــوم غزوني غزوتهــم *** فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالمُ
 تحالـف أقوام عليّ سفاهـــة *** وجروا عليّ الحرب إذ أنا سالمُ
 فلا أنا أدعى للهــوادة بعدمـا *** تُمال على الحيّ المذاكي الصلادمُ
 متى تجمع القلب الذكيّ وصارماً *** وأنفاً حمياً تجتنــبك المظـالـمُ
عمرو بن براقة بن منبه الهمداني
ثَورَةُ الشَّامِ المِعطَاء وَ الواجِبَاتُ المتَحَتِّمَاتُ عَلَى حَمَلَةِ الدِّينِ وَ العُلَمَاء
للشيخ أبي خَديجةَ الشاميّ حفظه الله

 

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير,القائل في محكم تنزيله (و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرِّجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليّاً و اجعل لنا من لدنك نصيراً),و الصلاة و السلام على النبي الأكرم,و الرسول الأعظم,القائل (ما من امرئٍ يخذل امرءاً مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته),و على آله و صحبه و سلم..أما بعد:
فبعد انصرام عقودٍ تقطر ظلماً و قهراً,و انقضاء أزمنةٍ استحكمت فيها حلقات الطغيان على بلاد الشام,و أطبقت نواجذ الكفر و الإجرام على صدور أبناء الإسلام,فاجتالوا الكثير منهم عن دينهم و أزاغوا عن الحق أبصارهم,و من لم يلق لهم القياد سفعوا بناصيته إلى دركات زنازينٍ تستجير منها دياجير الأرض و سجونها,و من أعلى طرفه ينشد كرامةً مهدورةً أو عزةً مفقودةً,عاجله سوط الكلاب,و تناوله مخلب الذئاب قبل أن يرتدّ إليه طرفه,حتى غدت بلاد سورية الطاهرة مضرباً للأمثال في فنون إذلال الرجال,و ارتفعت راية النذالة و الحقارة سنوات عجاف طوال,لتظلل الناس بظلّ من يحموم,و لتحيط البلاد سرادق الخوف و أسوار الرعب المستمر,فلا هامة تنتصب و لا صوت يرتفع,إلا هامات الظالمين و أصوات سلاسلهم على ظهور البسطاء الضعفاء,فاستنسروا في الأرض و استأسدوا فيها,و طغوا و بغوا و عتواً عتواً كبيراً,و ما كانوا سابقين..
فإذا بالليل الداجي قد آذن بالأفول,و إذا بأمة الإسلام في سوريا قد اهتزت و ربت,و ثارت و أرعدت,نافضةً غبار الذل عن جبينها بعد أن تعفر ذلاً و عاراً,مطلقةً العنان لصيحات قهرها بعد سكون حراكها و خشوع صوتها,فلم تكن ترى لها ظلاً و لا تسمع لها همساً,فإذا بالمطاف ينتهي بهم إلى طوق النجاة,و بداية الفكاك..و إذا بالأحرار من أهل الشام يشيدون صرح حريتهم بروافد دمائهم و جمر كلماتهم,و يكابدون الآهات و الآلام,في مخاض عسير يبشر بولادة عظيمة تستأهل هذا الثمن,و تستحق تلك التضحيات..

وللحرية الحمراء بابٌ***بكل يد مضرّجةٍ يدقُّ

وقد آن لأهل الشام أن يخرجوا أضغانهم و أحقادهم على كلاب نصيريةٍ جبانةٍ رعديدةٍ,تغذت بدمائهم و ارتقت على أوصالهم,و سامتهم سوء العذاب بغياً و عدواً,و حق لهم أن يؤمِّلوا ما سيدركوه بحول الله و قوته,فهاهي الأصنام تهوي تباعاً,و هاهم الطغاة العتاة يندثروا سراعاً, وقد أهلك الله سبحانه في تونس و مصر من هو أشدّ قوةً من طغاة الشام و أكثر جمعاً,حتى أذلَّ رقابهم و أضرع خدودهم,فجعلهم سلفاً و مثلاً للآخرين,ليلحق آخرهم بأولهم في أودية الخزي في الحياة الدنيا,و لعذاب الآخرة أخزى,سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلاً..
غير أنَّ الحزن كلّ الحزن,أن تحرف الثورات عن وجهتها,و أن يحاط بثمرها,و إذا بالنّاس على اختلاف مشاربهم و مضاربهم,قد فرحوا بزوال رموز الظلم و اندحارهم-وحق لهم ذلك-,ثم لم تطرف أعينهم أو تحمر حدقهم للظلم العظيم,و الذنب الأثيم,و هو الإشراك مع ربهم في حكمه و تشريعه,بل لم ينادي أحد برفع هذا الظلم إلا قليل على استحياءٍ و خجلٍ!ثم ألفى الناس العلماء و الدعاة قد غابوا و تواروا عن مشهد الأحداث,و نأووا بأنفسهم عن إضرام أوارها و إذكاء نارها,لا سيما في بداية المعامع و بواكير احتدامها,مع أنه كان من الواجب عليهم و على كل من كانت تؤرِّق مقلتيه مآسي المسلمين و آلامهم,أن لا يألوا جهداً أو يوفّروا فرصةً في ركوبِ أي موجةٍ تحمل في طياتها تباشير الفرج و آمال التغيير..فكانت المحصلة أن اتخذ الناس رؤوساً جهالاً و قادةً ضلالاً,يلتحفون بالديمقراطية و يتدثرون بها,و آوى الكثير إلى أحضان تلك الأفكار و يمّموا شطرها,إيماناً بأنها البديل المشرق لليل داجي عاينوا ظلمته..وما ذاك إلا لإحجام أهل العلم عن الوصاية على تلكم الثورات,و التصدر للأخذ بزمامها,و إناخة رحالها في المواطن التي يريدها الله سبحانه و يرضاها,و هذا الإحجام لا نريده –كما كل الموحدين-,أن يتكرر في بلاد الشام في هذه الكرة,و لهذا فإننا نسطّر بعض الخواطر و النصائح,نوجّهها إلى دعاة الشام و مشايخها,نشد فيها على أيديهم في بيان الحق و أداء الأمانة التي استودعهم الله إياها,و ندعوهم إلى ريادة المسيرة و قيادتها,حتى تستبين للناس السبل,و يدركوا الخلل,فيعصموا من الزلل (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين)..
إن الله سبحانه أورد العلماء حياض معرفته,و خصهم بأشرف العلوم و أجل المطالب,و حري بمن آتاه الله هذه النعم و ابتلاه بها,أن يسعى في تصريفها على الوجه الذي يحبه الله سبحانه و يرضاه,و إلا انقلبت تلك المنن وبالاً على حاملها,و قد أخذ سبحانه على أهل العلم في كتابه عهداً أكيداً,و ميثاقاً غليظاً,أن يبينوه للناس و لا يكتمونه,و أن يعملوا بما علموا,و يصدعوا بما عرفوا و أدركوا,و ألا يقولوا على الله إلا الحق,متحملين في ذلك اللأواء و الضراء,غير آبهين بجبابرة الأرض و جلاديها,(يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله),فمن أوفى بعهده و اتقى,جزي بالحسنى,و أثابه ربه في الدنيا ذكراً حميداً,و سمعةً طيبةً نضرةً,و في الآخرة يبعث في جوار النبيين الذين حمل دعوتهم,و بلغ رسالتهم بيضاء صافية,دون دخنٍ يشوبها أو تلبيس يعتريها,أما من نبذ ما آتاه الله وراء ظهره,و اشترى به ثمناً قليلا,فأولئك الذين ماثلهم الله سبحانه في كتابه بأحقر الأمثال,و أذل الأحوال,فقال(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا),وقال سبحانه (مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث),فليبصر كل حامل للعلم أو طالب له,مبلغه من أمانيه و آماله,(و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)..
إن عقوداً حالكةً مرت على بلاد الشام عموماً و سوريا خصوصاً,أحكم فيها الطاغوت أنيابه على عباد الله,و أعمل سهام مكره في دين الناس و عقيدتهم,فسلخ عنه زمراً كثيرة,و جموعاً غفيرة,عبر أبواقه الجاثمة الحاقدة,و أدواته من أهل الردة و النفاق,المتسترين بوشاح الدين و سيما الصالحين,حتى أضحى التحزب للبعث ضرورةً من الضروريات,و أوجب واجب في ذمّة الناس,فلا تستقيم حياتهم و لا دنياهم و لا معيشتهم,إلا إذا عنت وجوههم لطاغوتهم بإخلاص,و قدموا لحزبه قرابين الوفاء,ممزوجةً بذل التبعية و عار العبودية لغير الله,مع تنكيس الرؤوس و طأطأة الرقاب إذعاناً لكل ما يمليه الطاغوت متى يشاء و كيفما يشاء,فوئدت عقيدة أبناء الإسلام في مهدها,و تمخض من مدارس البعث التي يؤطر عليها الولدان أطراً,جيل استحكمت عليه مخالب الشر و أيادي الكفر,حتى غيب دين الله في فهمه و تصوره,بل لا يكاد يفقه فيه قولا و لا يدرك منه رشداً,و حسبنا الله و نعم الوكيل..
ثم أمعن نظام الكفر في نشر الفساد و الرذيلة و إشاعة الفاحشة في كل زوايا البلاد و أرجائها,و أردى الناس إلى هوة نتنةٍ لا قرار لها,فحدث ما شئت عن أنواع الخنا و فنون الزنا,و العهر المقنن المنظم,و تعبيد الناس للشهوات و النزوات,دون وازع أو رقيب,مما هوى بالبلاد إلى أدنى دركات انحطاط الآداب و سفالة الأخلاق,و من زار الشام و سار في مناكبها,يدرك ذلك و يعاينه,و إلى الله المشتكى..

و قد تآلفت في نظام الكفر ضغائن البعث مع أحقاد النصيرية,فتآكد الشنآن,و استعرت دوافع الإجرام,و تمخضت عن ذلك ألوان العذاب و أصناف التنكيل في أفظع سجون مرت على بلاد الشام,فمن تدمر إلى صيدنايا,مروراً بالمزة و فرع فلسطين,و انتهاء بأقبية الظلام المنتشرة في كل الأرجاء,و التي أمست أشهر معالم البلاد و أهم إنجازاتها!و شعارها لروادها "لابثين فيها أحقابا"!و كانت سنّة الله في فسادِ الأرض عندما يغيب الجهاد و تندرس معالمه,و تتلاشى مدافعة الحق للباطل,فتغدو له الصولة و الدولة,و الشوكة و المنعة,و صدق الله (و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض),و أعظم فساد لها هو فساد اديان عمارها,و اضمحلال عبوديتهم التي من أجلها وجدوا و لتحقيقها خلقوا,ليحل مكان ذلك في الصدور دين محرف,و في الأرض شرع مبدل,و الناس يتقلبون في رياح الأهواء و تيارات الشهوات..و من أبصر بلاد الإسلام التي استطال فيها ليل الطغاة,و غاب فيها القتال و النزال,يرى حجم تبعات التهلكة التي أثمرها الركون إلى الظالمين و الخنوع لهم,فتنشّؤ الشعوب في الحلية و الدعة,و يضرب على آذانها و تعمى أبصارها,و تعلو الوجوه سحائب الصغار و ترهقها الذلة التي لا تنزع حتى يؤوب الناس إلى دينهم و يرجعوا للجهاد في سبيل الله..و في خضم تلك الظلمات المتراكبة المتراكمة في سورية و أكنافها,و في وقت كان الناس فيه أحوج ما يكونوا إلى دعاة ذي بصيرة,و علماء ربانيين صادقين,عدمت السماء نجومها,و أفلت في الشام مصابيحها,ليخفت صوت الحق و يختفي,و يزداد الناس حيرة و تيها,و يتركوا فريسةً سائغةً للتيارات البعثية و العلمانية,ثم لتلحق المعرة و الأوزار بظهور الكثير من الدعاة و أكتافهم,الذين لبسوا الحق بالباطل و كتموا الحق و هم يعلمون,والذين اشتكت منهم منابر المساجد و جأرت إلى ربها,تعاني كثرة الدجل ووفرة الدجالين,فعليها زبن للناس البعث و استحسنت جرائمه,و عليها تذاع البيانات "القطرية"في كل جمعة وخلال كل مناسبة,بيانات الحزب منقحة بما حرفوه من الكلم عن مواضعه ليناسب المقام,و من على ظهر الكثير منها اليوم يدعى الناس للحور بعد الكون,و السكون بعد الفوران,بدعاوي الحكمة و تجنب سفك الدماء,من أناس لطالما أبرزتهم الفضائيات و صنعوا على عين النظام,ليكونوا واجهة أهل السنة هناك و أصحاب أمرهم,و اليوم هم حراب الطاغوت في صدر ثورة الناس لوأدها و دفعها,و لكن هيهات ترد الطلقة بعد انسيابها,و الثورة قد انطلقت و ما لها من دافع,و سيل العزة تدفق ليجرف ما عفن من الرؤوس و فسد من الأفهام..فالطاغوت اليوم في سوريا يعيش حالة ارتباك و طيش جنوني,ينبؤ عن حجم الخوف الذي يعتريه من تفاقم الأمور و خروجها عن سيطرته,و من ثم تزعزع ملكه و ضعف سطوته,فتحيق بآل الأسد و زبانيتهم دائرة السَّوء,و ما مآل آل مبارك عنهم ببعيد,و سينزل بهم ما كانوا يحذرون بحول الله و قوته..و لذلك فنظام الرذالة يلعب بآخر أوراقه,و منها ورقة العمائم و اللحى,و كل داعيةٍ و خطيبٍ سقيم الجنان عليم اللسان,و استغلالهم لتخدير الناس و تفتير هممهم,حتى تثبط العزائم,و تفرق الجموع,و توصد الأبواب,ثم يثوب الناس إلى سيرتهم الأولى,التي إن قدر الله و عادت,فلن تكون كالأولى بحال,بل أشدّ و أنكى,و ستلتهم سراديب السجون السرمدية,كلّ من سينبو عنه سيف الانتقام البعثي النصيري,الذي سيكون حينها أحدّ شفرة و أعدم رحمة,و سيأتي على كل من حرض أو شارك أو لم ينكر إذ سمع!و لهذا فقد عمد النظام إلى حشد كل من عدم ماء الوجه ممن ينتسب للعلم و الدعوة,ليجعلهم أداة في حربه,و مرقاة إلى مراده,فيبرزهم في إعلامه الذي كان إلى عهد قريب محرما على أكثرهم إلا من أجاد منهم فنون التملق و الحقارة و الابتذال,و هاهم اليوم يخرجون ليجلدوا الضحية و يطعنوا في الثورة و الأبرار المشاركين فيها,دون أن ينزوي الدم في وجوههم حياءاً و خجلاً من مئات الثكلى و اليتامى,و آلاف الجرحى و الأسرى,و ما لا يحصى من قصص الآلام و المعاناة التي كابدها الناس في ثورتهم هذه,و التي ما زالوا يرفدونها فداءاً و دماءاً و عطاءاً غير مجذوذ,بلا كلل أو ملل,زحفاً بالصدور العارية إلى آخر النفق المظلم,حيث بصيص النور و باب الفرج و التحرير..
إن على الدعاة و العلماء اليوم في هذه الظروف الحرجة,و التحولات المصيرية و المهمة,أن يعروا للناس أبواق النظام ممن يلبس مسوح الدين و طيالسة العلماء الصالحين,و أن يكشفوا تلبيسهم و يهتكوا سترهم,حتى لا ينجح البعث في تجيير الناس إلى مبتغاه من بث تلك الأفاعي,بالتالي يحجم الناس عن المواجهة فتستقيم له الأمور في المحافظات,ثم لينفرد بكل بلدة و يعيث بأهلها انقاماً و ترويعاً,في مجازر يخطط لجعلها تذكرة للأجيال القادمة ممن سيراوده حلم التحرر و التغيير..فالطاغوت لن تعييه ثورة تنفرد بها محافظة دون أخرى,فحينها سيملك القدرة على التركيز و السيطرة و الإدارة,و سينجح في حشد قواته إليها و صب جام غضبه و جهده لجعلها نكالاً و موعظةً لباقي المدن و القرى,و هذا هو الحاصل في درعا اليوم,فلا بد من تبصير الناس بهذا,و تحريك سائر المدن و القرى في آن واحد,و حينها تتشتت جهود الكفر و يفقد قدرته على التوازن و الثبات و تكون عاقبة أمره وبالاً و خسراناً و اندحاراً بإذن الله..
كما أن على الصادقين من أهل العلم و الدعوة في سورية الأبية,أن يكفروا عن سيئات ما أسلفوا من صمت و مداهنة,و هذا هو أوان الصدع بالحق و إلقائه بقوة و حزم,و البيان الآن لا يجوز بحال تأخيره أو الصمت عنه,لأنه وقت حاجة ضرورية إليه,لحفظ دين المسلمين و سائر ضرورياتهم,و إلا فإن البعث إن ذهب عنه ما يسوؤه,فلن يوفرهم من بطشه و لو بعد حين,و لو وفرهم فمن ذا ينجيهم من بطش الله و أليم عقابه و عذابه؟ ماذا سيجيبونه سبحانه و هو القائل لهم (و اذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا و أطعنا),و كيف سيكون حالهم حين يذكرهم جل و علا (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق),و أين سيشيحون بوجوههم أمام ربهم بعد نقضهم ميثاقهم و عهدهم الذي عاهدهم به (و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس و لا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما كانوا يشترون),ألا بعداً لكل ثمن يشترى به العذاب بالمغفرة,و يؤثر به الوعيد الشديد بدل الرحمة و الرضوان,فبئس للظالمين ثمنا و بدلا,(و من يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا)..
فيا أهل العلم و حملة الدين في سورية الأبية الطاهرة,أترضون أن يثبت أطفال درعا و دوما و اللاذقية و غيرها,رجولتهم أمام أهل الأرض قاطبة,ثم تعجزون عن إثباتها بل حتى إظهارها؟أترضون أن يصافح الناس طلقات الحقد بشجاعة و تفاني و إقدام,و يسمعوا العالم ترانيم التضحية و الفداء في وقت لا يسمع منكم إلا ارتعاد الفرائص و صرير الأسنان؟ ألستم أحق الناس بالإقدام و قد عرفكم سبحانه فضائل الشهداء و منزلة الصادعين بالحق في وجه طواغيت الظلم و الجور؟أهانت عليكم دماء إخوانكم و قد علمتم أنها ما سفكت إلا مهراً لخلاص الأمة من براثن تريد محو هويتها,و إزهاق عقيدتها,و تبديل ثقافتها,فما للإحجام و النكران,و قد صرح الشر و أمسى و هو عريان؟ فهذا يوم امتحانكم و ابتلائكم,و سنة الله في إهلاك الطغاة ماضية بكم أو سواكم,فأدركوا الركب تمهدوا لأنفسكم و تدفعوا عنها عذاب يوم عظيم,و من تنكب فلعمري الحق لهو أحق الناس بالاحتقار و الازدراء,و السقوط من عين ربه و شعبه..إن دعم الثورة اليوم أمانة في أعناقكم و عنق كل مكلف قادر,نصرة للمظلوم و رداً لعادية الظلم و الإجرام,و لهذا فإننا و كلّ موحد مخلص لدينه مؤمن بعقيدته,ندعوكم إلى إذكاء انتفاضة أهل الشام و النفخ في نارها,لتحرق كل ما تأتي عليه ممن أمعن فينا تقتيلاً و تشريداً,إنها فرصة الثأر لمن وتر دينه و قتل الآلاف من بني جلدته,بدءاً من مجازر حماة و انتهاءاً بالمذابح الحاصلة اليوم في الأرض التي بارك الله فيها,فسارعوا إلى ما فيه خيركم و رشدكم و صلاح أمركم,(و إن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)..إن زلَّتكم اليوم ستوجب ذِلّتكم غداً,و لن ينفع أن تداووا بالرفق من بدأكم بالظلم,و أدال عليكم فتنةً باقرةً إن أنفذها البعث فستأتي على دينكم و دنياكم جميعاً,و من بقي منكم ملكت رقبته و ذلّ وجهه ما أقلته أرضه و أظلته أقدام البعثيين,فلتحمل أكتافكم يسيراً من نصبٍ و عذاب,في سبيل نزع ناب الكفر و مخلابه,و إخراج الناس من ظلمات التيه و الذلة و الشقاء,إلى نور الإيمان و عزة الجهاد و الصلاح و التقى,ثم يؤول مثواكم إلى خير مستقر و مآب عند ربكم,و يخفض الناس لكم جناح الذل هيبةً و إجلالاً,فضلا من الله و نعمة,و الله عنده حسن الثواب..فاخطبوا في الناس خطبا تقدح ناراً و لهيباً,لتشعلوا فيها حماسهم و تضرموا عواطفهم,و تذكروهم بعداء الباطنيين و جرائمهم بحق الإسلام و أهله,و إن تدروا لعلها رحمة من الله عليكم و منة ساقها إليكم,أن أدار تلك الرحى الساكنة الهامدة,و ابتلى الناس بهؤلاء المجرمين,حتى تستبين سبيلهم,و تنكشف سوأتهم التي طالما سترها المرقعون و زينها المطبلون,فالآن و بعد أن أثخن سيف النصيرية و الرافضة في رقابهم,سيدرك الناس حجم الحقد الذي تكنه صدور هؤلاء و تغلي به,و سيكون ذلك مدعاة لإحياء عقيدة الولاء و البراء المفقودة,و سبباً في مفاصلة أهل السنة للقوم الظالمين و إغراء العداوة و البغضاء بينهم.ثم إنكم إن دعمتم و أيدتم الانتفاضة الفتية,و صدعتم بالحق الذي عليكم,سيطمئن الناس إلى دينكم و يفيئون إلى ظلكم,و سيلقون إليكم أزمتهم فيما بعد لتكونوا رأس حربتهم,و القائمين بأمرهم,و في ذلك فضل من الله عليكم و على الناس,فحينها سيكون توجيه التيار عليكم يسيراً,و قطف الثمار يمسي طيعاً هيناً,فتستغلونها بدعوة الناس إلى إقامة سلطان الله في الأرض,و تطبيق شرعه و توحيده في حكمه و تشريعه,ثم تزيلون ما علق في أذهانهم من تلبيس و ما اعتراهم من جهل في ذلك,و ترفعون عن أعينهم غشاوةً نسجها الباطل عشرات السنين,لتعبدوهم إلى ربهم و تبصروهم بأهم المهمات في دينهم,و علة خلقهم و سبب وجودهم,و هي توحيد الله عبادة و قصداً,و حكماً و تشريعاً,أمراً و خبراً,فإن حققتم ذلك فتح الله عليكم بركات من السماء و الأرض,و زال الظلم و ساد العدل,و أكل الناس من فوقهم و من تحت أرجلهم,و لانكفأ الباطل و تقوقع,و لعلا بناء الحق و ارتفع,و لأبدلكم ربكم بعد خوفكم أمنا,و بعد تيهكم رشداً,وعد الله و من أصدق من الله وعداً..
(وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا)..
أما من تهيب الباطل و خافه و ارتعد منه,فحري به أن يخلع القميص الذي ألبسه الله إياه,ثم ينأى بنفسه عن تلك المدامك,فلا مكان للمتذبذبين في مواطن انتزاع الحقوق و رد المظالم,فالخوف في بعض المواطن إثم و جريمة,و لا ينبغي لمن استوطن العلم صدره و وقر الإيمان في قلبه,أن يخشى الخلق كخشية ربه أو أشدّ خشية,و أن يعلوه الجبن و يلجمه الإحجام,فتلك سمات مرضى القلوب و صفات المنافقين و الذين ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون..ثم إن العجب أن ينادي بعض أهل العلم و المخلصين بالحفاظ على السلم و الوئام,و الابتعاد عن الشدة و السلاح في مواجهة من لا يرقب فينا إلا و لا ذمّة,فيخرج الناس ليرموا بالورود من يرميهم بالرصاص,و يشهروا اليافطات و الشعارات على من أشهر في وجوههم سيوفاً لا زالت تقطر من دمائهم و دماء آبائهم,و في هذا سفاهة و سماجة لا تخفى على البصير,فقد اتفق أولوا النهى و الفطر القويمة السليمة,أن القتل أنفى للقتل,و أن حد السيف لا يفل إلا بحد مثله,و عادية الكفر و البغي لا تدفع إلا بالفزع إلى السلاح و القتال,أما سوى السيف فلا يبطل مظلمةً و لا يرد مكرمةً,و صدق الله القائل (و قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك و حرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا و الله أشد بأساً و أشد تنكيلاً),فكف بأس الكافرين لا يتحقق بإعلاء أصوات الحناجر,و لا بالهتافات الرنانة,و لا بتجمعات العزّل و مظاهرات المنادين بالسلمية و اللاعنفية,إنما تتكسر عواصف المجرمين على صخورٍ راسخةٍ متينةٍ و جبالٍ ضربت في الأرض أوتادها و رجالٍ كماة يسبق سيفهم سوط جلادهم..
 

متى تجمع القلب الذكي و صارماً***و أنفاً حميّاً تجتنبك المظالمُ
 

أما ما شاهدناه من أحداث في تونس و مصر,خيّل للناس فيها أن العصا أمضى من السيف,و أن السواعد العزلاء أسقطت عتاة الزعماء,فأمر ينجلي غباره في ضوء العلم بأنهم ما كانوا ليسقطوا إلا حين انقلبت عليهم أدوات مكرهم,و شلّت اليد الباطشة بتخلي جيوشهم عنهم,و ذلك بالضغوط المتزايدة من الغرب الذي يطمح إلى أنظمة موالية أكثر مرونة مع الناس و قبولا بينهم,و لكن الأمر لم نشاهده في ليبيا و اليمن و لن نشاهده في سوريا إلا أن يشاء الله,فقد تبين أن أواصر الولاء بين تلك الجيوش وطواغيتها أشدّ و أقوى,أضف إلى المصالح و المنافع المتبادلة من أسفل الهرم إلى رأسه,و لهذا فتلك النّظم القمعية النتنة لا زالت تتنفس بسلامة و عافية,بل ليست آيلة للسقوط و الاندثار,و في ذلك عبرة أن البلدان ليست سواءاً,و لا ينبغي تعميم وسائل استثنائية آتت أكلها لأسبابٍ آنيةٍ ظرفيةٍ على باقي البلاد و الأمصار,ففي بلاد سورية يعلم جل الضباط النصيرييون و المتنفذون و المحامون عن الطاغوت,أن مصيرهم بمصيره محكوم و مترابط,فسيُزالون بزواله و يبقون ببقائه,و لذلك فلن يتخلوا عنه لعلمهم أنه نبض شرايينهم و عليه مدار وجودهم..ففرض أهل العلم و الدعوة و الحاملين لدين الله في سورية اليوم,تحريض الناس على حمل السلاح و قتال هؤلاء,و استغلال حماستهم و دفعهم للجهاد في سبيل الله,و سيجدون بإذن الله قلوبا واعية و آذانا صاغية و أيادي ملبية,فلا ينقص الناس شجاعة و لا يفتقروا لإقدام,و قد رأى العالم نصبهم لصدورهم و تقديمهم لرقابهم و قد علموا أنها ستكوى و تضرب,فما عليهم و هم المكتوون في الحالتين,لو آلموا المجرمين كما يألمون,و أنزلوا بالجلاد ما يكف بأسه و يرد كيده و يدفع صولته؟
إن الجهاد إن اشتعلت جذوته في سورية فلن يقوى أحد على إطفائها بإذن الله,و سيلفح شررها اليهود الذين أجمعوا أمانيهم رجاءاً ببقاء نظام البعث حامي حدودهم و كابت عدوهم,أما إن تهاوى هذا النظام العفن فستنغص صواريخ المجاهدين الحياة الرائقة الراقية لكلابهم في الجولان,و هذا ما يخافوه و يحذروه,و لذلك فلازم على كل عالم و داعية و مجاهد,ألا تكتحل عينه بنوم,و لا يهدأ له بال,حتى يشتعل القتال في بلاد الشام,ففي ذلك من المصالح ما لا يحصر أو يحصى,أولها دفع نظام الكفر عن أهل الإسلام في سورية الغراء,و ليس آخرها خلق فوضى عارمة خلاقة للمجاهدين و مناسبة لإنشاء كياناتهم,و بالتالي تماسهم المباشر مع اليهود و تنغيص أمنهم بإذن الله.كما أنه ينبغي على الجماعات الدعوية و الجهادية العاملة في بلاد الشام,استغلال الثغرات الأمنية و استثمارها في ترسيخ أقدامهم و إقامة بنائهم,و إلا فسيصبحوا و قد ذللت للناس الثمار ليأخذوها,و لم يبق لهم إلا قرع سن الندامة,و لهم في تجارب المجاهدين في العراق خير مثال يقتفى,و الآمال معقودة أن يأتوا بخير منها أو مثلها,و يعدّوا أنفسهم لفترة الفوضى التي ستتبع سقوط نظام البعث بإذن الله,حتى يقدموا لبنة بلاد الشام في بناء صرح الخلافة الراشدة بحول الله و قوته..
و ختاماً فيا حملة الدين و العلم من أهل الشام في سورية الأبية العصيّة على كلاب البعث و ذئابه,هذا نداء من قلوب نخرها القهر لحالكم و الكمد لمصابكم,أن أدوا أمانتكم و ووفوا لأمتكم و ادفعوا عنها و طببوا جراحها,و انصبوا راياتكم في نجادها ووهادها,ثم أذّنوا في الناس ليأتوكم سعياً,فمن انحاز منكم إلى عدوة الأمة أفلح و نجا,و من تنكب عن طريقها زاغ و هوى,فالأمة قد انطلقت و أطلقت خطام ركائبها,فلا تكونوا أسرع الناس إلى كبح غضبها و إطفاء فورانها,و لا تكن أفئدتكم تهوي إليها غير أن ألسنتكم عليها,بل كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون,فأنتم حجة الله على الخلق,وورثة الرسل و الأنبياء,و جُنّة الناس دون الشبهات و الانحرافات, رفعكم ربكم مكانا علياً,و أورثكم الكتاب و آثار الرسالة,ثم جعلكم للناس سراجاً و نبراساً,لتضيؤوا المعالم,و تبتروا المظالم,و تصدعوا بالحق و تصدقوا الخلق,(و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)..
اللهم أبرم لأهل الشام أمراً رشداً,و نصراً مبينا مؤزراً,اللهم أرنا في النصيريين و أذنابهم و أتباعهم و أشياعهم عجائب قدرتك و آثار نقمتك و شديد سطوتك,اللهم أثلج صدورنا و صدور عبادك بزوال ظلمهم و اندحار شرهم,اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر,اللهم فرقهم شذر مذر لا تبق منهم و لا تذر,اللهم لا تذر على الأرض منهم ديارا,اللهم يتم منهم الأطفال و رمل النساء و امنح لأهل التوحيد أكتافهم يا قوي يا عزيز,اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أقم دولتهم و اجعل الدائرة لهم لا عليهم,إنك على ما تشاء يا ربنا قدير..و الحمد لله رب العالمين.
(و للهِ العزَّةُ وَ لِرسُولِهِ و للمُؤمنينَ و لكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ)



***أثناء كتابة هذه السطور,نزل على قلوبنا خبر أشد عليها من وقع الحواسم و ضرب الصوارم,و فجعنا كما سائر أمة الإسلام العظيمة,برحيل رمز رموزها و مشيد صرح عزها و سؤددها,قدوة الزهاد و درة العباد,الإمام الكبير و السراج المنير الشيخ المجاهد أسامة بن لادن تقبله الله و قدس روحه..و لا عجب إن ارتقى بعد سنين الضنك و الابتلاء,و التضحية و العطاء,و عقود نذر فيها نفسه للجهاد في سبيل الله,و شمخ له في ذلك بنيان لا يطاوله بنيان,و لم يزل يبذل لهذه الأمة و يدفع عنها بصدره و راحتي يديه,حتى انتهى به المطاف إلى بداية مطاف أعز و أكرم و أبقى بإذن الله,(و لئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله و رحمة خير مما يجمعون)..جاد بنفسه وولده و كرائم أمواله ليعيد للأمة منارتها المفقودة,و يحيي فيها نبض العزة المسلوبة,و يعيد إلى جنباتها و أرجائها كرامة مهدورة و أمجادا طويت و انتست,حتى تمالأت عليه الأرض بأسرها,فطلب الكون رأسه لينهي أسطورته..عظم مطلوبه فقل مساعدوه,و كثر مبغضوه و شانئوه,و مكر المجرمون بالليل و النهار,سعيا لإطفاء جذوة النار التي اكتووا بلهيبها ردحا طويلا من الزمن,ثم آن للفارس أن يترجل,و للقمر أن ينكسف,فانتهت فصول سيرته العطرة بأشرف قتلة و أكرم خاتمة,صريعا مجندلا تحت أديم السماء,فإنا لله و إنا إليه راجعون..
 

ألا إن عينا لم تجد يوم الرحيل***عليك بغالي دمعها لجمود

و عزاؤنا أنه قتل و قد غرس في الأمة بذرة الجهاد في سبيل الله,و أقام عليها حتى اشتد عودها و استوت على سوقها,و رحل و قد أينعت ثمرتها و دنت قطوفها,و ضربت جذورها في صدور الكثير من أبناء الإسلام و شبابه,فجزاه الله عنا خير الجزاء,اللهم لا تحرمنا أجره,و لا تفتنا بعده و اغفر لنا و له..ثم إنه ختم حياته بأمنية نبي الله صلى الله عليه و سلم,و أمل الدعاة,و منتهى الكرماء,و مآل العظماء,و طموح المؤمنين الموقنين,تلك الشهادة في سبيل الله,(و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم,سيهديهم و يصلح بالهم و يدخلهم الجنة عرفها لهم)..و لن نبرح على نهجه عاكفين,و لطريقة سالكين,و لعدوه مقاتلين محاربين,حتى نشف صدورنا و نبرئ جراح قلوبنا,ووالله لنقاتلن الأمريكان بسيوفنا ما اشتملت عليها أيدينا,و بأرواحنا ما سكنت أجسادنا,و بأموالنا و أولادنا و أهل بيتنا و من استجاب لنا من أمتنا و أهل ملتنا,حتى نعلو جيفهم و نسلب رؤوسهم أو تنفرد دون ذلك سالفتنا,فأبشر يا شيخنا و يا إمامنا و قرة عيننا,و نم قرير العين حتى نلقاك بإذن الله و قد أدينا الأمانة و أكملنا المسيرة و أنجزنا المهمة,و من الله الثبات على ذلك,فاللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها..****
(و اللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَو كرِهَ الكَافِرونَ)
 

كتبه راجياً عفو ربه و مغفرته
أبو خَديجةَ الشاميّ
جمادى الثاني 1432