فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل


لقاء خاص مع الشيخ المجاهد أبي عبيدة يوسف العنابي حفظه الله
عضو مجلس شورى القوى الجهادية بالمغرب الأسلامي ورئيس أعيانها

abubaida1


 

أجرته مؤسسة الأندلس للأنتاج الأعلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

- كيف تلقيتم نبأ استشهاد الشيخ أسامة رحمه الله؟ وهل من كلمة موجزة عن هذا الحدث الجلل؟
 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في البداية أشكر الإخوة الكرام القائمين على مؤسسة الأندلس على إتاحتهم لنا هذه المساحة الإعلامية لمخاطبة أمتنا المسلمة, في الوقت الذي أغلقت فيه المؤسسات الإعلامية الأخرى الأبواب أمامنا, رغم أنها تتشدق دومًا بشعار حرية التعبير وحرية الرأي, كل ذلك كذبًا وزورًا. وأغتنم هذه المناسبة أيضًا لأنوه بالدور الكبير الذي تقوم به المنابر الإعلامية الجهادية وكذا باقي المؤسسات الإعلامية الحرة لصد الحملات الصليبية وحملات أتباعها من الإعلام العربي العميل, هذه الحملات التي تسعى جاهدة لطمس معالم الهوية الإسلامية الأصيلة. وأما بخصوص مقتل شيخنا الحبيب هذا الجبل الأشم والأسد الهصور الذي جدد للأمة دينها في هذا العصر الشيخ الإمام أبي عبد الله أسامة بن لادن, لا شك أنّ مقتله مصاب جلل أصاب الأمة المسلمة, ويعز على الزمان أن يجود بمثله لأن أشباهه قليل عبر التاريخ, وعزاؤنا فيه أنه أدى ما عليه؛ فنصح للأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين -نحسبه والله حسيبه- ونرجو من الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يجعل الفردوس الأعلى متقبله ومثواه.

- هل يمكن أن يتأثر الجهاد عمومًا وتنظيم القاعدة تحديدًا بغياب الشيخ أسامة؟

 يخطئ من يظن أنّ بمقتل الشيخ أسامة ستموت الصحوة الجهادية المعاصرة المباركة, كما يتمناه رعاع البيت الأبيض ويمنون به الشعب الأمريكي وحلفاءهم في أوروبا والبلاد الإسلامية, ذلك أنّ الشيخ مع إخوانه قد شيدوا طيلة ثلاثة عقود من الزمن صرحًا عظيمًا لا ينهدم, وأسسوا قاعدة في الجهاد أحيا الله بها الأمة بعد أن كادت تموت, فلم يعد لكائن من كان من الداخل أو من الخارج أن يتسلط عليها كما كان الحال في الماضي القريب, وأرسوا ظاهرة تجذرت في عمق وجدان الشباب المسلم التواق لاسترداد مجد أمته المسلوب, ولن يتأثر كل هذا بكل تأكيد بموت شيخنا الحبيب, وقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يمت الإسلام بل ازداد اتساعًا شرقًا وغربًا حتى عمّ المعمورة كلها.

- أوباما لا زال يسعى إلى تلميع صورة أمريكا أمام أعين المسلمين, هل ترون أنه سينجح في محاولته بعد جنايته الأخيرة؟

 لا شك أنّ الأمريكان أدركوا أنّ سياسة الرئيس السابق بوش وطريقة تعاطيه مع قضايا المسلمين ألحقت ضررًا كبيرًا بسمعة أمريكا وبمصالحها, فجاء أوباما وحاول أن يتدارك الوضع بالتركيز على أمر أراد أن يقنع به المسلمين؛ وهو أنّ أمريكا ليست في حرب مع الإسلام بل هي في حرب مع الإرهاب ممثلاً في القاعدة, لكن الواقع على الأرض والممارسات الأمريكية المستمرة التي يشاهدها المسلمون أثبتت زيف ادعاءات أوباما, فالأمريكان مستمرون في دعمهم للصهاينة ضد المسلمين, والقصف الأمريكي الذي يحصد الأبرياء المسلمين في أفغانستان متواصل, ونهبهم لثرواتنا ودعمهم للحكام الفاسدين وتآمرهم على الثورات العربية التي تهدد بسقوط وكلائهم وعملائهم أمرٌ مشهود, ثم جاء مؤخرًا مقتل الشيخ أسامة رحمه الله الذي يحبه المسلمون في شتى بقاع العالم ويتعاطفون معه ليؤكد ما سبق ذكره وليفسد على أوباما خطته في تحسين الصورة القبيحة, فرميهم المزعوم لجثة رمز من رموز المسلمين في البحر هو طريقة همجية زادت من كراهية المسلمين للأمريكان, والحاصل إنّ بوش وأوباما وجهان لعملة واحدة, وأنهما لا يختلفان إلا في درجة المكر والدهاء لا غير.

- قبل أيام أعلن تنظيم قاعدة الجهاد القيادة العامة عن تعيين الشيخ أبي محمد أيمن الظواهري خليفة للشيخ أسامة رحمه الله على ر أس إمارة التنظيم, فما تعليقكم على هذا الخبر الهام؟

 

من المعلوم شرعًا أنّ الإمارة على المسلمين واجبة في السلم والحرب, ولا يجوز لثلاثة في سفر أن لا يؤمروا عليهم أحدًا منهم, فكيف بتنظيم جهادي عالمي كتنظيم القاعدة؟ وبناءً عليه؛ فإن فقد الشيخ أسامة رحمه الله رغم جلالة الحدث وعظيم وقعه على نفوس المسلمين والمستضعفين في الأرض فلا ينبغي أن يوقف حركة القافلة عن سيرها نحو هدفها المنشود, واستخلاف الشيخ أيمن حفظه الله ورعاه على إمارة التنظيم جاء ليؤكد للعالم أجمع أنّ أمة الإسلام ولود لم يصبها العقم ولن يصيبها بإذن الله.
إذا ما مات سيدٌ منا قام سيدٌ * * * قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ
 والشيخ أيمن حفظه الله غني عن التعريف ويكفيه أنه أفنى عمره في سبيل قضية أمته العادلة -نحسبه كذلك والله حسيبه-. وبالمناسبة فإننا نحن المجاهدين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي نجدد بيعتنا لشيخنا الحكيم والعالم النحرير, ونضع أنفسنا رهن إشاراته, فلن تجد منا إن شاء الله إلا السمع والطاعة. وأصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في التنظيم أجدد بيعتنا لأميرنا المفضال الشيخ أبي محمد أيمن الظواهري, ونقول له: أيها الشيخ الحكيم, ما دمت ماضيًا بنا على طريق الحق والجهاد في سبيل الله فإننا نعاهدك على السمع والطاعة ونعتبر أنفسنا سهمًا من سهام الإسلام والجهاد وأنت عبد الله الرامي بها, فارمِ بنا حيث شئت فلن ترى منا بإذن الله إلا ما تقر به عينك ويدخل السرور على نفسك, ونسأل الله تعالى أن يلهم شيخنا الموقر السداد في القول والعمل وأن يفتح على يديه, إنه ولي ذلك وهو على كل شيءٍ قدير.
- ما قراءتكم للأحداث التاريخية التي تعيشها البلاد العربية منذ مطلع هذه السنة؟
 إنّ الأحداث التي استهل على وقعها العام الجديد 2011 لهي بحق أحداث غير مسبوقة في عصرنا الحاضر من تاريخ أمتنا, فلم يتفق أن تزامنت في آنٍ واحد عدة ثورات في البلاد العربية, ومعلوم أنّ هذه الثورات هي صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تميزت به أمتنا المسلمة عن بقية الأمم, وهو فرض على كل مسلم, وقد دلّت هذه الثورات على أمور عدة منها:
 أنّ ظلم هذه الأنظمة وفسادها وطغيانها قد بلغ مداه فصارت لا تطيقه حتى الشعوب المشهود لها بالصبر والقدرة على الاحتمال, فلم يعد ثمة ما يخشاه الناس بعد زوال الدين والدنيا.
 ومنها أنّ الأمة صار عندها من الفهم والوعي والإدراك ما يجعلها صعبة الانقياد على من أراد أن يستعبدها أو يعتدي على حقوقها.
 ومنها بداية تبدد الوهن من قلوب المسلمين, فخرجوا يبحثون عن الموت لتوهب لهم الحياة, وهم ينادون في ليبيا "ننتصر أو نموت", وفي سوريا "الموت ولا المذلة", فقد تبين للناس الآن -بفضل الله- أنّ الثورة على الظلم والظالمين وجهاد هذه الأنظمة وإسقاطها بكل الطرق المشروعة هو الحل, وأنّ الأمة إن لم تختر هذا السبيل عن طواعية؛ فرضته عليها هذه العصابات الإجرامية التي لا تتورع عن ارتكاب المجازر وعمليات الإبادة وإشعال نار الفتنة الطائفية والعرقية والتسبب في عودة الاحتلال الصليبي, كما هو مشاهد اليوم في ليبيا واليمن وسوريا, ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

 - ألا تعجبون من مواقف الغرب الصليبي من الثورات العربية وتخبطهم وكثرة تناقضاتهم؟
 هذه الثورات كانت فاجعة ونكسة عظيمة للكفار وهزيمة تاريخية للصليبيين لها ما بعدها, فقد أطاحت بأعظم عملائهم كفاءة وخدمة وإخلاصًا وولاء, فقد عاش حكام العرب عقودًا من الزمن يقدمون للغرب ما يحتاج وفوق ما يحتاج, وكل ما يطلب وفوق ما يطلب, فمن الطبيعي جدًّا أن يتأسف الكفار الصليبيون على أمثالهم, ولكن رأوا أنّ مصلحتهم في الوقت الحاضر تقتضي منهم التآمر على هذه الثورات عن طريق مواكبتها لا مصادمتها, ومسالمتها لا محاربتها, وكأن لسان حالهم يقول "ما لا يدرك كله لا يترك جله".
 نعم الغرب الصليبي تفاجأ في البداية بهذه الثورات الشعبية خصوصًا في تونس ومصر, ولكنه الآن يسعى بكل ما أوتي من قدرات سياسية وإعلامية وعسكرية لاحتواء هذه الثورات والعمل على توجيهها بما يخدم مصالحه بالدرجة الأولى.
 فالواجب على شباب الثورة في كل بقعة الحذر كل الحذر من التآمر الغربي الصليبي على ثورتهم وعدم الوثوق بأدوارهم المشبوهة ولا الرضوخ لضغوطاتهم المتعددة, وعليهم أن يحافظوا على صفاء ثورتهم ونقاوتها حتى لا تمتد إليها أيدي سراق الثورات وقطاع الطريق على الشعوب الذين يتربصون بالمكاسب والإنجازات من الداخل والخارج.

- هل هناك علاقة سببية بين الجهاد الذي تقومون به وبين هذه الانتفاضات؟
 

لا شك عندنا أنّ هناك فعلاً تراكميًّا تسبب في حدوث الثورات, منه ما هو دعوي وإعلامي وسياسي وجهادي واقتصادي واجتماعي, وبالتالي لا يمكن اختزال أسباب الثورة في عامل واحد, كما لا يصح أن تدعي جهة ما أنها هي من فجرت الثورة, إذ أنّ المساهمين فيها كثر بطريق مباشر أو غير مباشر, وبناءً على ذلك نحن نعتقد أنّ للجهاد العالمي دورًا مهمًا في نجاح هذه الثورات لا ينكره منصف, ويكفي فقط الإشارة إلى سببين:
 أنّ أول من دعا الشعوب بشكل واضح وصريح ومتكرر إلى الثورة على الأنظمة المستبدة بكل الطرق المشروعة ولو بالتظاهر والإضراب والعصيان المدني هم المجاهدون, فكان لتحريضهم المستمر وتصديهم باليد واللسان لهذه الأنظمة دور في كسر حاجز الخوف في قلوب الناس وإسقاط هيبة هؤلاء الفراعنة.
 وأيضًا مما لا ينكره كل منصف أنّ من أهم أسباب نجاح الثورات انحسار الدور الأمريكي والصليبي بشكل أعم الذي تراجع تحت وقع ضربات المجاهدين, فكان من بركات التراجع عدم القدرة على منع سقوط عملائهم المخلصين الذين ثار عليهم الشعب, وهذا معاكس تمامًا لما حدث في الجزائر سنة 1991-1992 حيث خرج الشعب الجزائري المسلم بالملايين رافعًا شعارات تنادي بإسقاط النظام, ولكن فرنسا والغرب الكافر منعوا سقوط الطغاة في الجزائر, ودعموا الانقلاب العسكري الذي قام به عملاؤهم من قادة الجيش الجزائري وباركوا قمعه الوحشي للشعب المسلم, وأكتفي بهذين السببين المهمين على سبيل الإشارة.
 إذن لا يمكن فصل حركة الأمة الأخيرة عن حركة أبنائها الصادقين على مختلف الجبهات والمجالات عبر عقود من الزمن خلت, والمجاهدون عبر العالم هم طليعة هذه الأمة في سعيها للانعتاق من قيود الاستبداد والقهر, هؤلاء الأحرار الذين أبوا إلا أن يضحوا بالنفس والنفيس لأجل رفع الغبن عن أمتهم المقهورة, ولله الحمد والمنة فإنّ تضحياتهم لم تذهب سدىً وتكللت بهذه الانتفاضات الشعبية العارمة, غير أنّ الأمر أولاً وآخرًا يبقى من صنع الله وحده الذي رحم هذه الأمة وكشف عنها همًّا وغمًّا كبيرين, ووضع عنها الأغلال والأثقال والآصار التي كانت عليها, فله الحمد أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.

- ما ردكم على من يقول إنّ الثورات السلمية أثبتت فشل العمل المسلح في تحقيق التغيير المنشود؟
 

من يزعم هذا الزعم إما أن يكون جاهلاً بحقائق هذه الثورات وخباياها, وإما أن يكون مغرضًا يريد التمويه على ضعاف العقول وصرفهم عن حقائق الأشياء, وإلا فكيف تفسر بربك ما يحدث الآن في ليبيا؟ أليس جهادًا مسلحًا مباركًا يخوضه الشعب الليبي المسلم ضد الطاغية القذافي وكتائبه الأمنية, وهو جهادٌ وقتالٌ مسلح تعاطفت معه كل الشعوب المسلمة بلا استثناء, ويؤيده كل الشرفاء والأحرار, وتغطيه قناة الجزيرة الفضائية, ويتابعه على الهواء مباشرة الملايين من الناس, وقريب من هذا المنحى ما يحدث الآن لإخواننا في اليمن وسوريا حيث وجد الثوار المسلمون أنفسهم بحكم القمع والقتل المستمر مضطرين لحمل السلاح والدفاع عن أعراضهم وأنفسهم لإسقاط النظام, وحتى في تونس ومصر لا ننسى الكم الهائل من القتلى والجرحى والأسرى في صفوف المسلمين, ولا ننسى معركة الخيول والجمال, ولا ننسى أنّ فرار بن علي جاء بعد اقتحام المسلمين لأوكار الطغاة ومحاصرتهم لقصورهم, فمن الخطأ إذن التعميم والقول بأن الثورات سلمية, هذا يكذبه الواقع المشاهد.
 ثم من قال بأن الأنظمة سقطت وأنّ التغيير المنشود قد تحقق؟ نعم سقط الطاغية التونسي, وسقط الفرعون المصري, وهذا مكسب كبير من مكاسب الثورة ولا شك, لكن منظومات الطغيان لا زالت قائمة والأنظمة لم تسقط بعد لا في مصر ولا في تونس, وفلول مبارك وبن علي لا زالت تحكم وتناور وتتآمر على الثورة, والأيام القادمة لا زالت حبلى, والثورات لا زالت في مرحلتها الأولى ولم تكتمل بعد, وبالتالي فمن المغالطة للواقع وللتاريخ وصف الثورات بالسلمية, كما أنه من السابق لأوانه القول بأن الأنظمة سقطت اللهم في شرق ليبيا, ومن المبكر الآن أيضًا الحديث عن تحقق التغيير المنشود كله كما يريده الناس والثوار اللهم إلا في بنغازي, مع التذكير بأن سقوط النظام في بنغازي هو نتيجة للثورة المسلحة ويرجع الفضل الكبير فيه إلى العملية الاستشهادية المباركة التي استهدفت أكبر كتيبة عسكرية هناك والتي نفذها بطل من أحفاد عمر المختار نسأل الله أن يتقبله في الشهداء وأن يرزقه الفردوس الأعلى.

- أصبح من الواضح لكل الناس أنّ كل الطغاة العرب يتعللون بمحاربة القاعدة لتبرير ذبحهم لشعوبهم وقمعهم لكل تحرك شعبي يسعى للخلاص من طغيانهم, فما تفسيركم لذلك؟
 

الأنظمة الاستبدادية لا تنفك عن إيجاد مبررات للبقاء في سدة الحكم وقمع أي حركة تطالب بالإصلاح أو بالتغيير سلمية كانت أو مسلحة, واليوم المبرر لهم هو التخويف من خطر القاعدة لقمع الشعوب المستضعفة, والكل يعلم أنّ القاعدة لا تشكل كل المشهد السياسي في الساحة العربية وإنما هي جزء من هذا المشهد اختارت لنفسها طريقة عمل للتصدي للعدوان الخارجي الصليبي والطغيان والاستبداد الداخلي, والهدف من وراء هذه الفرية واضح وهو تخويف الغرب الصليبي ومساومته وابتزازه لدفعه لدعمهم ومساندتهم والسماح لهم بالفتك والبطش بالثورات المطالبة بإسقاطهم.

- حسنًا لنقف وقفات موجزة مع هذه الثورات ونبدأ بليبيا حيث تحولت الثورة السلمية إلى جهاد شعبي مسلح لنظام الطاغية القذافي, فكيف تنظرون لذلك وبماذا تنصحون إخوانكم المسلمين في ليبيا؟

 

 أولاً: نهنئ أمتنا المسلمة بهذه الاستفاقة المحمودة والنهضة المباركة إن شاء الله.
 وثانيًا: نحيي فيها شجاعتها وإقدامها وإصرارها لتحقيق حريتها وكرامتها.
 وثالثًا: نترحم على قتلى المسلمين في هذه الثورات ونسأل الله عز وجل أن يرزق أهلهم الصبر والسلوان.
 وأما عن الوضع في ليبيا فقد أخذ منعرجات خطيرة بدخول الدول الصليبية ساحة المعركة, وما كنا لنرضى لأهلنا في ليبيا أن يستعينوا بالصليبيين في معركتهم للتحرر من حكم الطاغية المرتد, والآن هناك شكوك كبيرة ودور مشبوه يلعبه حلف الناتو في محاولة لفرض توجهات معينة على الشعب الليبي المسلم, وهناك مؤشرات تدل على ابتزاز حقير يقوم به الصليبيون مقابل دعمهم الجوي. وعليه فنحن ندعو إخواننا الثوار المجاهدين من أبناء ليبيا إلى لزوم الصبر في معركتهم لإسقاط الطاغية ونحثهم على التمسك بسلاحهم وتقوية صفوفهم وتنمية قدراتهم الذاتية حتى لا يتمكن الصليبيون من فرض أي إملاءات أو شروط على أهل ليبيا, وحتى يمنعوهم من التدخل في شؤونهم الداخلية, كما يتعين عليهم أن يحافظوا على أصالتهم وإسلامهم وعلى ثورتهم من الانحراف عن أهدافها المشروعة.

- هل تتوقعون أن تحدث المواجهة بينكم وبين الصليبيين بعد أن صار لأمريكا وللحلف الأطلسي موقع قدم ببلاد المغرب الإسلامي وفي ليبيا تحديدًا؟
 

لا أظن أنّ الغرب وعلى رأسهم الأمريكان من مصلحتهم فتح جبهة جديدة وهم لا زالوا غارقين في العراق وأفغانستان, ومع ذلك لا نستبعد أن يتورطوا في المستنقع الليبي ويغرقوا في وحله أو ترمي بهم لججه إلى دول أخرى في المغرب الإسلامي أو الساحل والصحراء, فالحروب هكذا من طبيعتها أنها تأتي بالكثير من المفاجآت.
 وأما بالنسبة لنا نحن المجاهدين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فإننا لا نرضى ولن نرضى أبدًا بأي تواجد صليبي أو يهودي على أرضنا في أي شكل من الأشكال أو تحت أي مبرر من المبررات ونحن على استعداد تام إن شاء الله لرد عدوانهم وقتالهم حتى إجلائهم عن آخر شبر من أراضي المسلمين أو أن تنفرد سالفتنا, وهنا نوجه نداء لأهلنا في المنطقة بأن يعدوا للحرب عدتها ويستعدوا لها قبل أن يتفاقم الوضع ويداهمهم العدو ويصبح الاحتلال أمرًا واقعًا.

- تواترت أنباء عن دور جزائري رسمي يسعى لإجهاض الثورة في ليبيا فهل تؤكدون ذلك أو تنفونه وما هي دوافع النظام الجزائري في رأيكم؟
 

المواقف الرسمية للنظام الجزائري واضحة في انحيازها للمجرم القذافي, وعلى أرض الميدان الجيش الجزائري يحكم الحصار على الحدود الشرقية الجنوبية لمنع المسلمين في الجزائر من دعم إخوانهم الثوار في ليبيا, وبناءً على ذلك فنحن لا نستبعد تورط النظام الجزائري في صفقة سرية خسيسة مع القذافي, وإن كنا لا نملك معلومات دقيقة لإثباتها أو نفيها, والأيام القادمة كفيلة بفضح دسائس ومؤامرات أبناء فرنسا على الشعب الليبي المسلم.
 ولكن طبيعة النظام الجزائري لا يستغرب منه فعل مثل هذه الأمور وقد سبق أن وقف هذا النظام ضد القضايا العادلة لأمتنا مثل قضية فلسطين حيث خذل أهلنا في غزة وتركهم لوحدهم يعانون الحصار الصهيوني الظالم ولم ينصرهم, بل بلغ به الحد قبّحه الله أن منع المسيرات المنددة بإسرائيل وقمعها بكل قوة وكذلك فعل مع أهلنا في الصومال, وها هو اليوم يقف في جانب أنظمة الاستبداد والقهر في ليبيا واليمن وقبلهما في تونس, ومن الأمور المضحكة المبكية أن يحاول النظام الجزائري تبرير موقفه المنحاز للقذافي بكون الثوار استعانوا بالناتو ضد القذافي بينما هو نفسه ولأجل قتال أبناء شعبه المسلم سمح بتواجد قاعدة أمريكية سرية في الصحراء الجزائرية, ويستعين بالجيش الأمريكي الصليبي الذي يدرب جنوده لقمع المجاهدين في الجزائر ويدعمه بالمعدات الحربية والخبرات العسكرية في حربه على أبناء شعبه المسلم, وعلى سبيل الذكر لا الحصر أذكر أنه في العمليات الأخيرة التي نفذها المجاهدون ضد الجيش الجزائري غنمنا منهم معدات اتصال أمريكية الصنع دعمهم بها أسيادهم. وأما عن الدوافع من وراء هذا الانحياز فبطبيعة الحال هو الخوف من انتقال العدوى إلى داخل الجزائر, وكذلك الخوف من قيام حكم إسلامي في ليبيا على أنقاض حكم الطاغية القذافي يكون سببًا إن شاء الله لإعادة انبعاث الأمة واستنهاضها لدك عروش طواغيت الجزائر بإذن الله.

- لنعرِّج على الوضع التونسي, ما هو تقييمكم لما وصلت إليه الثورة التونسية, هل حققت أهدافها أم لا؟
 

أهلنا في تونس قطعوا شوطًا كبيرًا نحو التحرر والانعتاق وذلك بعدما أزاحوا بن علي عن الحكم, ولكن ما زال ينتظرهم عمل كبير ومشوار طويل لا يقل شأنًا عن الإنجازات السابقة, فلا ينبغي عليهم أن يتوقفوا عند حدود إزالة طاغية ما, ولكن يجب عليهم مواصلة العمل دون ملل أو كلل لاستبداله بحكم إسلامي يستمد شرعيته من الشريعة الإسلامية الغراء التي بها وحدها تصان الحقوق وتحفظ الحرمات وتسترجع الكرامة المهدورة العزة والسيادة والريادة للأمة.

 - إذًا ما هي نصيحتكم لإخوانكم المسلمين في تونس؟
 

على كل حال نصيحتنا لإخواننا في تونس وباقي البلاد العربية والإسلامية في خضم هذا المنعطف الخطير في تاريخها المعاصر هو ضرورة الاستمرار في المقاومة والحركة والإصرار على استرداد كرامتهم وحريتهم وحقوقهم, ولن يتحقق لها ذلك كاملاً غير منقوص إلا في ظل الحكم الإسلامي, وعليهم بالصبر ومواصلة التضحيات.
فللحرية الحمراء بابٌ * * * بكل يدٍ مضرجةٍ يدق

 كما ننصح الجميع بضرورة المحافظة على سلامة هذه الثورات من الانحراف عن أهدافها المشروعة والتنبه جيدًا لقوى الشر المتربصة التي تسعى جاهدة للحيلولة دون تحرر وتخلص الأمة المسلمة من الهيمنة الداخلية والخارجية. وعلى إخواننا في تونس من طلبة علم ودعاة وأئمة اغتنام الفرص المتاحة لنشر الدعوة الإسلامية بين الناس والتركيز على الأولويات وأولها التوحيد والمعنى الحقيقي لـ "لا إله إلا لله" مع مراعاة ظروف الشعب التونسي الذي سلط عليه منهج تغريبي بقوة الحديد والنار طيلة عقود متتالية.
 

- التصريحات الخطيرة للراجحي وزير الداخلية السابق كشفت أنّ النظام الجزائري يحرض الجيش التونسي على الانقلاب على الإسلاميين في حال فوزهم بالانتخابات القادمة ويؤكد لهم على دعمه للانقلابيين إن حدث ذلك, فهل تعتقدون أنّ التجربة الجزائرية ستتكرر في تونس؟
 

هذا يكشف الطبيعة الدموية والدور القذر الذي يلعبه حكام الجزائر في التآمر على الثورة التونسية, فهم لم يكتفوا بجريمتهم في حق الشعب الجزائري المسلم سنة 1992 بل يريدون تصديرها لجيرانهم ويحثون على تكرارها في تونس, ولا يخفى عليكم أنّ الصراع الدائر رحاه في البلاد العربية والإسلامية هو صراع بين منهجين: منهج تغريبي علماني يهدف إلى إخراج الأمة عن دينها ومسخ هويتها وطمس أصالتها, ومنهج إسلامي أصيل يهدف إلى حفظ دين الأمة وأصالتها من التحريف والتدنيس, والحرب بين المنهجين قائمة على عدة جبهات ولا يُتصور أن يتصالح أو أن يعيش أصحابهما فوق صعيدٍ واحد, ولأجل ذلك فالتدافع بينهما سيظل قائمًا لا يفتر على مر الزمان, ومؤامرات التيار التغريبي العلماني على المشروع الإسلامي سوف تتواصل, وجهوده في محاولته فرض نظام علماني على الشعبين المسلمين في مصر وتونس ستستمر, لذلك المطلوب من الأمة أن تبقى متيقظة متأهبة لكل الاحتمالات, فما حدث في الجزائر أواخر القرن الماضي أو ما حدث في تركيا يمكن جدًّا أن يتكرر في باقي بلاد المسلمين, وعليه فلا بد للمسلمين أن يستعدوا لكل الاحتمالات.

- وماذا عن الجزائر؛ هل تتوقعون أن تهب رياح التغيير والثورة في الجزائر؟
 

الجزائر وباقي البلاد العربية والإسلامية ليست بمنأى عن هذه الثورات, والمتابع للحراك الشعبي في الساحة الجزائرية لا شك أنه سيقطع بقرب انفجار الوضع الداخلي, فالغليان السياسي الاجتماعي لم ينقطع على مر الأيام, والاحتجاجات متواصلة مستمرة, والسلطة اليوم وضعها هش؛ فالأرض ترتج تحت قدميها وهي تقدم التنازل تلو التنازل طمعًا في أن يمر الإعصار عليها بسلام ولكن هيهات! فقد ينجحون مؤقتًا في تأجيل حدوث الطوفان لوقت قصير ولكنه في تقديرنا قادم ولا شك.

- ما هو تقييمكم لخطاب بو تفليقة الأخير ولمشروع الإصلاحات الذي تضمّنه, هل يمكن أن ينجح في إرضاء الشعب وامتصاص غضبه؟
 يا أخي الأنظمة العربية ومنها النظام الجزائري كسبت خبرة كبيرة في النفاق السياسي, فهي متمرسة على امتصاص غضب الشارع واحتواء مظاهر العصيان, غير أنّ الهزة الأخيرة التي كادت أن تأتي على أركان هذا النظام الجزائري جعلته يعيد حساباته لأنه وجد نفسه أمام ظاهرة احتجاجية عابرة للحدود, فاضطر بو تفليقة الذي كان في غيبوبة سياسية متخفيًا عن الأنظار بسبب مرضه العضال إلى الظهور ومخاطبة الشعب, لكن خطابه جاء على عادته يضخم إنجازاته ويسوّف ويعد بإصلاحات لم يصدقها حذّاق الناس وعوامهم, وعلموا أنه يسعى فقط لكسب مزيد من الوقت لإضعاف الحراك الشعبي وصرفه عن مطالبه الحقيقية إلى جملة من الإجراءات الرمزية, خاصةً بعد أن كلف بها بعض رموز الشر من أبناء النظام الذين ولدوا ونشؤوا في كنف الفساد, فينبغي إذًا على الصادقين من أبناء أمتنا الاستمرار في التعبئة والتحريض, وعليهم تنظيم صفوفهم جيدًا, وبإذن الله سيصلون إلى تحقيق مطالبهم ولو بعد حين, وما ضاع حق وراءه طالب.

- الكل يعلم أنّ الشعب الجزائري مهمّش ومحروم من التنمية وخاصة سكان الجنوب الذين ظلوا لعقود طويلة يعانون من التهميش والإقصاء, فكيف تفسرون الالتفاتة الأخيرة من المسؤولين في هذا النظام الظالم وعلى أعلى مستوياته واهتمامهم بسكان الجنوب منذ انتفاضة أحرار ليبيا على الظلم والظالمين؟

 
لعل الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس وليبيا خصوصًا هي التي دقت ناقوس الخطر ودفعت بالنظام الحاكم في الجزائر إلى الجري غربًا وشرقًا وشمالاً وجنوبًا لصد أي محاولة لزعزعة نظامه الفاسد, فأخذ يصرف مليارات الدولارات لشراء ذمم الناس وإسكاتهم, وخصوصًا في منطقة الجنوب التي تشهد تهميشًا لا مثيل له بالمقارنة بالمناطق الأخرى في البلاد, فهي لا تستفيد من عائدات البترول والغاز إلا النزر القليل جدًّا, وما زالت تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة, ونهيب بأهلنا في جنوب البلاد وشماله وفي شرقه وغربه أن لا ينخدعوا بهذه الرشاوى التي تريد الحكومة أن تستميلهم بها وهي في الحقيقة عبارة عن فضلات موائدهم, بينما هي -أي الحكومة بالطبع- تستحوذ على ما لذ وطاب من خيرات البلاد وتصرف على مصالحها الخاصة دون حسيب ولا رقيب.

- في رسالة سابقة لكم وجهتم خطابًا لرؤساء وحكام دول الساحل والصحراء ذكرتم فيها بوضوح أنّ المجاهدين يستهدفون الصليبيين ومصالحهم فقط ولا يرغبون في الصدام مع أنظمة دول الساحل, فهل وجد خطابكم صدىً لدى هذه الأنظمة عمومًا وعند نظام ولد عبد العزيز خصوصًا
؟
 

في خطابنا سالف الذكر أردنا بعث رسالة واضحة لشعوب وحكام المنطقة على حد سواء إبراءً للذمة ونصحًا للأمة, ولئن وجد الخطاب قبولاً واستحسانًا عند عموم الأهالي والقبائل الشريفة فإن الأنظمة الحاكمة على عادتها دومًا تدير ظهرها لكل مبادرة صادقة من أبناء الأمة وذلك رضوخًا لإملاءات دول الصليب الكافرة, وهذا ما وجدناه في رد فعل النظام الموريتاني تحديدًا, فقد زاد في غيه وبطشه بأبناء أمتنا الشرفاء تنفيذًا لأوامر أسياده في "الإليزيه" والبيت الأبيض, وحسبنا أننا بذلنا النصح وبرأنا الذمة, ونأمل أن يتعظ العقلاء في هذه الأنظمة من تجارب غيرهم, وقد أعذر من أنذر.

- نفيتم صلتكم بتفجيرات مراكش الأخيرة, هل من تعليق على من يقف وراءها وعلى أبعادها وانعكاساتها على الحراك الشعبي المغربي محليًّا وإقليميًّا؟
 

أنتم في مؤسسة الأندلس نشرتم بيان التنظيم بخصوص تفجير أركانه وفيه نفي واضح لأي صلة للمجاهدين عندنا بهذا التفجير, كما أنّ الإخوة في السلفية الجهادية في المغرب أصدروا بيانًا نفوا صلتهم بالتفجير وألمحوا إلى إمكانية وقوف جهات في النظام المغربي وراء عملية التفجير, ونحن نؤكد مجددًا عدم وقوفنا وراء ذلك التفجير, وليست لدينا معلومات دقيقة حول من يقف وراءه.
 وأما عن انعكاسات العملية على مسار التحرك الشعبي هناك فنأمل من الله تعالى أن تعود بالخير على أهلنا في المغرب الأقصى, ونؤكد لهم بالمناسبة أنّ القصر الملكي ما هو إلا أداة في يد أعداء الإسلام من اليهود والنصارى لسلخ الأمة عن دينها وقيمها ورميها في وحل الكفر والشرك وكل أنواع الرذيلة والمجون, وفي الحقيقة نحن نستغرب صبر شعبنا المسلم الأبيّ في المغرب على هذا الملك الماجن الذي لا يُستأمن على قطيع غنم والله فكيف به على وقاحته يزعم أنه أمير للمؤمنين؟! حاشا إمارة المؤمنين أن تعود لهذا الساقط أو لأحدٍ من أمثاله, ولقد سُرِرنا بالتحرك الشعبي الأخير الرافض لمشروع الدستور الجديد, ونحث إخواننا هناك على الاستمرار في تصعيد احتجاجاتهم ومواصلة تحركهم المبارك للتحرر من الطاغية المغربي وأزلامه.

- بما تنصحون الأمة في ظل هذه الأوضاع؟
 

على كل حال, ننصح أمتنا كما سبق ذكره بالعودة الحقيقية إلى دين ربها (الإسلام) الذي فيه صلاح حالها في الدنيا والآخرة فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها, ثم إننا ندعو المخلصين من أبناء هذه الأمة إلى جمع كلمتهم وتوحيد صفهم لإزاحة هؤلاء الحكام الفاسدين المفسدين ومنع تسلطهم على رقاب الناس والتحكم في مصائرهم, وينبغي على الجميع استغلال هذا المنعرج الحاسم في تاريخنا لمضاعفة الضغط على الأنظمة الحاكمة العميلة كل حسب طاقته وكل في مجال عمله, ونخص بالدعوة تحديدًا فئتين هما دعامتان أساسيتان في منظومة الحكم في الجزائر وفي غيرها من بلاد العرب والمسلمين وهما: أهل العلم المنحازون للحكام, والعسكر, فإلى متى أيها القوم ستظلون واقفين في صف أعداء أمتكم الذين ساموها شتى أنواع العذاب؟
 وإلى متى وأنتم غافلون عن مهمتكم الأساسية في الدفاع عن دين الأمة وأخلاقها؟
 ألم تعلموا أنكم أنتم ركيزة الأنظمة الحاكمة الخارجة عن دين ربها الظالمة لشعبها ولولاكم لما قامت لهم قائمة؟
 ألم تعلموا أنكم أنتم من تزيدون من عمر هؤلاء العتاة الجبابرة الكفرة؟
 ألم تعلموا أنكم أنتم لسانهم الخادع ويدهم الباطشة وسلاحهم الفتاك؟
 ألا تعودون إلى رشدكم وإلى الاصطفاف في خندق أبناء أمتكم الشرفاء؟
 ألا تعودون إلى رشدكم وتحولوا فوهات بنادقكم ومداد أقلامكم إلى أعداء أمتكم التاريخيين من اليهود والنصارى وأذنابهم من الخونة والعملاء؟

- هل من كلمة أخيرة؟
 

 أخي الكريم, في الأخير أكرر شكرنا لكم على إتاحتكم لنا هذه الفرصة لإسماع صوتنا لأبناء أمتنا, وأدعو باقي المنابر الإعلامية التي ترفع شعار حرية التعبير وصدقية الخبر وشرف المهنة أن تجسد هذه الشعارات على أرض الواقع بأن تعمل بما تؤمن به من قيم إعلامية نبيلة وتفتح أبوابها للرأي الآخر. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم, ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نُشر في 7 شعبان 1432 هـ ـ 8 تموز 2011 م