فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل


رسالة إلى الأمير الشيخ المجاهدأيمن الظواهري حفظه الله
من الشيخ المجاهد أبي بصير ناصر الوحيشي حفظه الله
 

 

الحمد لله ولي المؤمنين, والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والحق المبين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين, أما بعد:
 إلى أميري الحبيب, وشيخي المفضال, أيمن الظواهري حفظه الله وأيده ونصره وأعانه, من الجندي ناصر الوحيشي:
 أبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره, والعسر واليسر, وعلى أثرة علي على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقتال أعداء الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً, أنا ومن معي من جنودك الأوفياء في ثغر جزيرة العرب, ولن تروا منا إلا صدق اللقاء, والصبر عند البلاء, والرحمة بالأولياء, والشدة على الأعداء, لا لين ولا استسلام حتى يحكم الإسلام بعون الله وقوته.
 أميرنا الغالي,
 عظم الله أجركم وجبر مصابكم وكتب أجركم في استشهاد الإمام المجدد أسد الإسلام أسامة بن لادن رحمه الله تعالى (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
 لقد كان الشيخ رحمه الله أسطورة في حياته, ملحمة بعد استشهاده, إذا قال سمع له العالم أجمع, وإذا ضرب أفجع وأوجع, وكأني بالفارس المسجى ينادينا كما كان ينادينا قبل استشهاده أن نكف عن ذرف الدموع وأن نحمل السلاح.

كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرى ارتياحي
هذا سبيلي إن صدقتَ محبتي فاحمل سلاحي
فبه إلى القدس الوصول وإلى الكرامة والنجاحِ

 اليوم ثناء وعزاء, وبذل وعطاء, وملحمة للإباء, وانتصار للشهداء.
 أيها الأمير,
 أمورنا بحمد الله تسر, وفي تقدم جيد على المستوى الداخلي والخارجي, وعلى ضوء الخطة المرسومة من قبلكم, ولقد زاد بحمد الله من تسارع نهاية العدو وفشل خطته هذا الثورات التي اكتسحت بعض البلدان العربية وأسقطت طواغيت المنطقة وأذهبت أحلام أمريكا أدراج الرياح, وبدأت الأمة تنفض عن كاهلها التبعية للغرب الصليبي, وترفض مشروعه وتشق طريقها بنفسها لتعود إلى ماضي عزها, وسيادتها للأمم كما كانت من قبل.
 وأبشركم أن نظام الطاغية علي صالح أوشك على الزوال, ونهاية الطاغية علي مع بن علي عند آل سعود في منفى الحداد, بلاد الحرمين, ذلك البلد الحرام, قبلة المسلمين, الذي جعله آل سعود قبلة للتآمر ومأوى لأصنام العصر وطواغيت الزمان, تآمر على ثورات بصكوك فتاوى أحبار السوء, ومباركة رهبان الدجل, (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ), فما رضي عنه حكام آل سعود فهو ثورة مباركة وجهاد مقدس, وما لم يرضوا عنه فهو فتنة للناس وخروج على ولي الأمر! ولكن أهلنا في بلاد الحرمين لن يصبروا على هؤلاء وسيهبون لنصرة إخوانهم في تونس واليمن, ويخرجوا الطاغيتين من أرضهم بإذن الله تعالى.

 أيها الأمير,
 أعلمكم أن أهلنا في أرض اليمن بحمد الله قد تجاوزوا الأحزاب التي تريد أن تختزل نصر الأمة لصالحها, وتسعى في رضا أمريكا والغرب الصليبي, وهذه الأحزاب قلة لا يمثلون الشعب, ولا جديد لديهم إلا نفق التبعية للصليبيين الذي يريد الشعب أن يخرج منه, وقادة هذه الأحزاب يريدون مصير الثورة كما أريد لها بالأمس: يخطط لها الأحرار, وينفذها الأبطال ويحتكرها العملاء الذين لا يتقنون إلا سرقة تضحيات الصادقين, ولا هم لهم إلا الكرسي ومصالح أحزابهم, فيجب أن يرحل كل من شارك في هذا المشروع منذ عقدين من الزمن, سواء كان في سلطة أو معارضة, وعليهم أن يدعوا الشعب يقرر مصيره في ظل الشريعة وحكم الإسلام.
 أما نحن المجاهدون فأبناء الأمة منها وإليها, نشاركها أفراحها وأتراحها, نصرها نصرنا, وعزها عزنا, ونحن معها في ساحات التغيير وميادين الحرية ليحكم بالشريعة وتبسط الشورى ويعود الأمن ويسود العدل.
 أما العدو الأمريكي الصليبي فقد وقف عاجزًا حيال الأوضاع في اليمن إلا من العمل الاستخباراتي, والقصف الجوي بالطائرات بدون طيار برضا من السلطة والمعارضة, وسكوت من المؤسسات الأخرى على هذا التدخل واختراق الأجواء, ولن نقف مكتوفي الأيدي (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) فحربنا مع الحملة الصهيوصليبية مستمرة, فهم من اختار الحرب وصفقت لهم شعوبهم, ونحن أبناء الحرب, من رحمها ولدنا وفي غمارها نشأنا, فكأنا لم نخلق إلا لحربهم والتنغيص عليهم, ومشروعنا تحكيم شريعة الله في الأرض, ونبذ القوانين الوضعية والدساتير الأرضية, ولن يحكم البلد إلا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا بكلمة في دستور تكتب مخادعة: الشريعة الإسلامية مصدر التشريع, فأين الشريعة وعدلها من ظلم هذا الدستور وجوره, ولن تنطلي هذه الخدعة والأكذوبة على الشعب مرة أخرى, وإننا في سبيل تحكيم شريعة الله نسعى في هذه المرحلة إلى:
 أولاً- الدفاع عن المظلومين من المسلمين الذين يقتلهم الطغاة, ونصرة الشعوب المظلومة التي تسلط عليها طواغيت أفسدوا دين الناس ودنياهم.
 ثانيًا- بسط الشورى بين الناس, وتعليم الناس هذا الواجب وكيفية العمل به بعد أن أقصي من حياة الناس.
 ثالثًا- إشراك أكبر قدر من الأمناء والعقلاء والشباب الناضج في مشروع التغيير, مع إشراك الأمة في قرارها ومستقبلها.
 رابعًا- تقسيم الثروة والحفاظ عليها من السرقة والتبديد, وتوزيعها على مستحقيها من الشعوب المظلومة التي تتكفف على موائد الطواغيت اللصوص, الذين نهبوا ثرواتها وباعوها بأبخس الأثمان للصليبيين, واحتكروا الأموال لهم ولأبنائهم في بنوك الغرب, مليارات في إثرها مليارات, والشعوب تموت جوعًا.
 خامسًا- تحرير المقدسات وتطهيرها وطرد الصليبيين المحتلين وجهادهم .

 أيها الأمير,
 نحن جنودكم, ماضون في طريق الدعوة والقتال حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا, نصر يقر الله به عيون الموحدين, وتحكم فيه شريعة رب العالمين, أو شهادة في سبيل الله مع الذين مضوا إلى ربهم من النبيين والصديقين والصالحين, والحمد لله رب العالمين.

نُشرت في 26 شعبان 1432 هـ ـ 27 تموز 2011 م