فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل


البيان الحازبي في إطاره التأريخي ربيع الثاني 1421 هـ ـ تموز 2000م



بدأ ألأسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء.
" حديث نبوي شريف "
من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف ألأيمان
"حديث نبوي شريف"
فلي بعد أوطاني سكونٌ إلى الفلا    وبالوحش أنسي إذ من ألأنس وحشتي
عمر بن الفارض
إذا متُّ كان الناس صنفانٍ:شامتٌ     وآخرُ مُثنٍ بالذي كنتُ أصنعُ
حُميدٌ ألأرقط




هؤلاء هم الذين يأخذون بأفكار غيرهم ويتمثلونها دونما تمحيص ثم يذهبون مدافعين عنها وكأنهم أصحابها الأصليين حيث يصير المجتر إبتكاراً وينظر للطحلب وكأنه نخيلاً باسقاً وكريماً وللنخيل طحلباً والله مابيننا رويداً رويداً فما يبدو للوهلة ألأخيرة
إبتكاراً هو الأنتحال بمشترط ذاته مشخصاً إلينا وسرعان ماترى الكبير بحجمه الطبيعي بمجرد وضعه حيث هو دونما عدسات مكبرة وإذا بنا لانستطيع رؤيته بالعين المجردة أو نكاد نتوهمه خلابةً وويٍ لنا إذا سايرنا أنفسنا على هذا المنوال أو أطلقنا عنانها لتستطعم مخيلة الملأ بهذا البلاء العظيم غير ان مايميز بقياسنا البعض من هؤلاء المتثاقفين الممركزين أوربياً ألألحاح على مفاهيم مستدلهم الثقافي وإجترارها كحالة أبدية غير قابلة للتجاوز حتى بعد فشلها وموتها أو إنحطاطها حيث ظهرت ومهما يكن الحال فأننا لانجحد هذا البعض حقه في تمثل مايتصوره صحيحاً بالنسبة له فيما ننتظر نحن بالمقابل التعبير عن حقنا في المضادة وحتى المشادة إذا إقتضت الضرورة والدنيا بهذا الأتساع وهذا التعقيد وهذا التنوع وكل هذه التصادمات والحروب والحصارات واشكال القمع والأعتساف والتقتيل والماضي وذاك الحاضر وللمستقبل ألذهاب بنفسه بعيداً أو قريباً سيان وماعلى السيان بدوره إلا أن يتسيم فأن ماسنؤول اليه تلقائياً وبالقوة هو أن نحتملها ونتحملها بهذه الكينونة وبما تشترطه من صيرورات تتوتر وتتواتر في بوتقتها وبذلك سيكون علينا ألأقرار بمترتبات هذه الكينونة تفاعلاً وإنفعالاً بثاً وتلقياً بقصد التنوير وإعلاء شأن العقل والمعقول به وليس من قبيل الأعتباط مشاهدة الهذا يمجد شاعره هو الآخر هذا ولِمَ لايكون ذاك أو الآخر وربما سواه بالصورة المرسومة في ذهنه وليس بقيامه في العيان بمعنى آخر من المعاني وهي جمة التعرض بهذه الواسطة للمخيلة وإلحاق ألأذى بها والأصح محقها بحيث لم يك بوسعها سوى تعميل مايراد قيامها به: إستخلاص المستطاب من شخصيته إنتقائياً وفرضه بهذه الهيئة في البدء ضد آدميته المشترطة بالضرورة نفسه بمعتملاتها خيوراً وشروراً ولايضورنا الأخذ بتفسيرها في هذه الحدود تبعاً للعادة وإن كنا لانحبذ التعاطي بهذه الكيفية المطلق إستدلالها لتدامج عناصرها التي من الممكن أن تؤول في صحون شروط معينة إلى تفاعلات تعاكس من حيث نتائجها مضامينها الأصلية ويتطارد الضد موتوراً على قوانين الحياة ومنظوماتها الغاية في التعقيد ومايترتب عليها من تجليات خروجاً على الوقائع وهي كيمياءات الحياة فأن مايكتب أو يقال أو يتم حمله بوسائط تعبيرية أخرى بتنوعها وجمومها لاتقوم له قائمة دونها ودونها أيضاً وبذات الدرجة من الحدة وبمستويات هي الأخرى غاية في الدقة لايمكن تفسيرها أو تأويلها أو استجلاء مصائرها الفعلية وإذا كان الهذا فيما إستسهله قد حسب الرمال الرمضاء نهراً قبل اشتواء قدميه في غمارها فأن الذاك كان قد أمتطى حماراً حسبه فرساً ولم تمض سوى هنيهة حتى استثبتنا الحمار نفسه بوهةً غير أن الهذا يعبر حسب الوضع الكائن فيه والمشترطه عملياً عن العلاقات الوصولية المستنمطتة عبر كيفيات التعامل مع الأحداث والأشخاص والظواهر على مختلف تلاوينها وهي غير قابلة للحصر وتحمل نفسها حيث نخوض دلونا على ضرورة استنباطها ثم جلوها وتوسم خاماتها الفعلية ومجمل العلاقات المصيرتها والقائمة بينها وفي شروط معينة حسب خطورة الحالة المعنية مختبرياً بحيث يصبح من الصعوبة بمكان إخطاء نوؤنا وحيث نضع إستحالة الغلط في عداد المستحيل ذاته فأن الصحيح بوصفه المأخوذ به من قبيل العادة قابل لكينونة الخـطأ على مجرى أكثر خطورة من الخطأ نفسه هو ذا المجرى ذاته الذي يجعلنا مقتنعين بضلالات المفاهيم الممركزة أوربا بالصورة التي تجعلها حيال الآخر والمسلم على وجه التخصيص مضعضعة الشخصية الى الحد الذي يهيجها مذعورةً حيث يمكن تشخيص علة هامة في بوتقة العلل العالة حسماً بصناعة العدوان ضد عالمه بقضه وقضيضه أن هذا العدوان هو المتحكم بمقاليد العلاقة بالمسلم وسيحدد مجراها وبأشكال مختلفة ستجلو تقاسيمها سيرورات الصراع ومستوياته وفيما يأخذنا اليقين في هذا الصدد بعيداً عن "لعل" أو "عل" ليأخذنا الظن فحسب :أن مايحتفزالتفكير حثيثاً بهذا الأتجاه هو ذاته الذي يجترح الوقائع عيانيةً ومتدامجةً على مدى قرون هي إذا كانت بمضامينها الفعلية والفاعلة صليبية وبصور مختلفة حتمتها عمليات التطور لاندري مالذي سيبرر توصيفاً غير هذا لها ثم مالذي يمنعنا من الذهاب أبعد بكثير وأعمق بكثير في مضمرات هذا التأريخ لنستنفج خزانه وإجتراحه في نفوسنا ورويتنا على حقيقته دموياً ومدمراً:هذا مالا يقبل مجالاً للشك أما إذا كان ثمت من يريد تسكينه أو كبته أو تلطيفه بألوان أخرى غير هذه المشبعة بالكارثة وجميع هذه الحالات تتشهى القبول وأبعد الأرتقاء به إلى مصاف الأمر الواقع والأعلاء من شأن مشاريعها الأستعمارية الحالية بوصفها بديلاً للقائم بأتخاذها جبلاته الأستبدادية ذريعةً لتنصب العدوالعدو نفسه وليس سواه ولياً ووالياً علينا وكأننا بهذه الدرجة من العجز والمازوشية بحيث نحتاجه لذبحنا ثم تحريرنا وذبحنا مرةً أخرى والمُقَّوم جوهرياً بالمقومهُ والقائم عليه والمقاومهُ لاينظر لنفسه بهيئة أخرى غير المموضعة هو فيه والمكونتهُ جبلوياً والعامل على إستقطاب بطونها تواترياً في العيان أن رؤية كهذه تشترط بالضرورة القناعة بأزالة الفاشية البعثية ونحن نتوفر عليها حالياً أكثر من أي وقت مضى ومن الضرورة بمكان بحيث يصبح التخلي عنها بمثابة إستغناء عن التغيير أن الشعر يسمح بهذا القدر من التخييل المضاد للجاذبية ونحن بحكمنا لانجانبنا إذا ماذهبنا أبعد من ذلك متسلقين الهواء ذلك مالايمكن تطبيقه على وطن برمته كهذا العراق على هذه الأرض تحت هذه السماوات ولنا العودُ على عدم التعويل عليه ـ الحكم فيما استطاع هو لوحده بلورته دموياً أما مراقيه الأديولوجية فأنها مضطربه وغامضة ومختلطة عصاراتها بكل ماهو مضاد للأسلام وماسيكون سبباً لتفجيره من جوفه وهو غير قابل للحياة وإن حاول هو ذلك في تطوير نفسه بنفسه ليصبح مشروعاً وسوف لن يصبح بحكم بعثيته بصفة الأستبداد المركوز هو عليها أن الروية تقتضي في وضع مدمر كهذا الموجود في إتونه هذا الوطن الحزين الحزين جداً ألجهاد والجهاد هو الدعوة للحق وفي سبيل الحق وقد أسقط عليه تعسفياً شعار(الحرب المقدسة) للحروب الصليبية والعود للجهاد أحمد في سبيل إستنصاره ودفع التهديدات الخارجية الواسعة النطاق وبمختلف التلاوين عنه وبكل الوسائل الممكنة بما فيها حمل السلاح وإستخدامه ليبقى الوعاء ألأكثر شمولاً لوجودنا بما تحتمله صيرورات التطور وتعبيراتها المتنوعة والمترتب عليها من حاجات هي بنهاية التحليل غير قابلة للأستبضاع ألبتة ونحن نرى من الضروري بمكان طرحها في جميع ألأوقات والأوقاف كمواقف نقدية ولكن بقدر كبير من الحصافة بحيث تستطيع تمييز نفسها عن إسقاطات القوى المضادة وإنثيالاتها المرضية لكي لاتندرج في إتون المشاريع الأستعمارية الغاية في العدوانية والمكر لئلا تكون سبباً من أسباب معاضدة معاقدها التي من شأنها تمكين هذه المشاريع من النجاح: أن الوضع بهذه السواد الكثيف الكثيف وليس بوسعنا تغييره حسب الرغبة كما نفعل ذلك شعرياً وتشكيلياً وذلك شغل قد يستغرق بضعة ساعات أو دقائق معدودات ولِمَ لا نتطاول على التأريخ بصروفه الشديدة الصلابه والقسوة بهذه الكيفية في حدود الشغل الأبتكاري تلوعاً وتلوعاً غير انه ينبغي علينا أن لاننسى في خضم الغياب في تضاعيفه مجاهدين اننا لانزال موصولين بوقائع هذا التأريخ وشروطه وعلاقاته المتدامجة جوانياً وبرانياً وعلى جميع مستوياتها بما فيها تلك التي لم تخطر على بال وهي بجبلاتها هذه تحدد وجودنا بأشكال تمتد إلى مالانهاية وتتمادى كثيراً عبر هذا التنوع في تحدي المخيلة وعود على بدء حيث الصرعات بهيئة مدارس ثقافية تضيق ذرعاً بنفسها وتكاد تختنق سأماً في مواطنها الأصلية وإذ تُصدَّر إلينا أو تستورد من قبل عشاق الأفكار الجاهزة كأدوات مستعملة تصلنا بوقت متأخر جداً بعد إستحالتها خردةً بفعل التواتر السريع في صناعة الصرعات وهكذا نرى مشايعي الحداثة يتسابقون إلى شرورها دونياً لتُخلفهم مابعد الحداثة كثيراً وتضعهم في مواقف هي من حيث تفاعلاتها شاقة ولاحرج فالماركسية والوجودية والعبثية والبنيوية وسواها إلتهمتها التجريدية وسفهتها قصيدة النثر التي ذهبت تبحث مذعورةً عن نفسها بأتجاه اللامعنى وقد وصلته وتواصلت به كل هذا التلفيق يغتمر موته هو الآخر صرعات تقاتل أخرى رفساً وركلاً وهذا كسارها الخواء وهو يلتذ بالـ :( الدبرسيون ـ الحباط ) – السوداء ولاندري ماذا سيكون على المتثاقفين العرب الممركزين أوربياً أن لايثـقفوا ليدركوا بأبصارهم مالم يتمكنوا من إدراكه برويتهم والله سيكون بعوننا إذا كانت التجريدية بتوصيفها هذا تشكيلياً ومن قبيل التمثل بتوفرها على المادة وخضوعها في العيان لقوانين الفيزياء والكيمياء وشروط العلوم ألأخرى منطقياً ونفسانياً وإجتماعياً ومايترتب على هذه الشروط من معالق وتساوقات فأنها بالضرورة تفقد هذه الصفة المطلقة وبذات المستوى تضع القدرة التخييلية المطلقتها موضع شك ولنذهب مُشَّرحين جبلات قولنا حيث رقاع الرسم وهو قبل إكتسابه هذه الصفة قطعة قماش يعكس بدوره مادته وهو بعد التأسيس يبقى قماشاً ولكنه يكتسب وجوداً آخر سيستوعب مايسقطه عليه الشغل الأبداعي حيث تعمل الألوان متفاعلةً بأعتبارها مادة مستخلصة هي ألأخرى من مادة على حمل ذاتها كحركة تجترح مصيرها فيزياكيمياوياً وهي بهذه الكينونة ليست وجوداً مجرداً مطلقاً ولايمكن أن تكونه بسبب علاقتها بذاتها ثم علاقة هذه ألذات بمحيطها إرتجاعياً والحال هذا فأن القبول بالحد المطلق المحمولة به التجريدية تعسفياً على بساط المقبولات التشخيصية المستدل عليها عامياً هو شكل من أشكال تبني تأسيسات مضطربة يأخذها التلبيس بالأساس وقد كان من شأنها كجميع المفاهيم العمومية الموصوفة سطيحاً تلك المتتبعة حالات معينة في سيرورات تأريخ الفن أن تعمل على تكريس المركزية الأوربية والأرتقاء بها الى مصاف نظام ثقافي عالمي إستطاع تخريم مساحات شاسعة من أدمغة مامتفق على خطلاً تسميته بالمثقفين العرب وحسب العيان احتلال أكثر نياطها فعالية وإستخدامها بقدر كبير من النجاحات وعلى مدى عقود طويلة في عمليات تدميرية للحضارة الأسلامية بأتجاهات مختلفة مموهة بشعارات فضفاضة حيناً وممارسات متعجرفة حيناً آخر وبين هذه وتلك أكثر السياسات الخبيثة مكراً عنواينها التي تجعل الحق باطلاً والباطل حقاً وجميعها تدخل في ذاتها السادية المعتوهة ألأشمل وهي تعيث فساداً بالأنسان تقصيفاً وتجويعاً وإسقاماً وحيث يقبع هذا الأنسان نفسه تحت وطأة هذه المصيبة ممزقةً أوصاله كيف سيكون بوسع المرء أن يعاف المنطق والذهاب مذهباً يصورالقاتل نفسه منقذاً له وإذ يتدامج هذا في ذاك وذاك في هذا فأن جبلات هذا الضرب من التفكير يجتبل طبيعته حادة وبهذه الدرجة من القسوة الهذا نفسه بعد أن يكون قد استلفق بهيئة السياسي من قبل القاتل نفسه غير أنه مع ذلك لم يغادر البائع ذمته الذي عرفناه في مستهل مستقرءنا هذا وسنتعرف عليه في غضونه بهيئات متنوعة ككاتب وصحفي وصاحب دار نشر أو كشئ آخر يبقى المرتزق متلبساً بالخيانة أو بأقل منها بقليل ربما بمشتقاتها كالتشفي بالمسلمين بينما يتشرد العالم فيهم أو بالمسلمين أنفسهم وقد تضورهم الجوع وربما بهم وهم يجهشون بالضحك من التمييز العنصري المتعرضة له المرأة في خطابات المدافعين عن حقوقها لأنهم يفصلون هذه ألحقوق تعسفياً عنها هي نفسها ويغيهبونها في دهاليز الديمقراطية وقد فشتست بما فيه الكفاية لتستخدمها ذريعة لأعطاء شرعية للظلم ذهاباً الى عولمته ليصبح بمقدور القوى الأستعمارية المعاصرة تجديد نفسها وعبر ذلك إستبدال صورتها المكروهة بصورة جميلة تراعي فرضها بأشكال من العنف النفساني والمالي والعسكري " كاوبوياً " غير أن يذهب الهذا بهيئاته المختلفات أبعد بكثير من هذه الغاية وصولاً للهيام بها فأمر وإن بدا من حيث المظهر غريباً يبقى من حيث سيرورته الجبلوية طبيعياً لأنه بمعتبره خلقةً كان قد مرس الخسة ولسنوات طويلة في وطنه بما يمكن تسميته " برياضة ألأنحطاط " على أيدي السلطة ليتخرج منها بعد تفريغه تماماً من العفة أن شخصاً كهذا المتمرس على قبول بيع نفسه يومياً للحاكم في وطنه سوف لن يتورع عن بيع ذمته للعدو الخارجي حيث ينبغي البحث عن الأسباب الموجبة لأنهيار الهذا في أحضان الأعداء بذلك نصل المربط وهاهي جيادنا تستثبت ذات الجبلات التي جعلته ينتقل من وضع الى ضديده والحال فيما يتعلق بهذه العينة أعقد بكثير وأخطر بكثير من إنتقالات آلية معتادة في المحيط الواحد انه انتقال من حالة المقصوف الى صف القاصف ومشاركته إياه في أعمال تذبيح المسلمين وفي بعض الحالات المطالبة بتوسيع نطاقها وتصعيدها ان صفة الخائن لم تعد ذات رجع وليس لها أي تأثير نفساني أو عملي عليه في ظل الشعور بأنعدام الرقابة الأجتماعية الصارمة وحماية القاصف له بعيداً عن اية إمكانية للردع ولعل شعوره بسيادة القاصف عالمياً ومايترتب على هذه السيادة من إعتبارات ميكيافيلية يجعله يذهب متمادياً في تطبيقات أكثر نفاساتها دناءة: "الغاية تبرر الوسيلة "وهي تستحضر الماضي الأستعماري بصور براقة تبتهره وتمزه على الحاليات السياسية العربية وهي قهرية ولاريب وليس هناك مايجعلنا نتردد عن إستثباتها بقوامها هذا أو نتردد عن قبول مقارنة نتائجها ساطعة لصالح الماضي الأستعماري لو لم يك هذه الماضي نفسه إجرامياً الحقيقة المبطلتها تماماً وإذا قيض للهذا ومن حقه أن يفعل ذلك عدم إعترافه بها فما عليه إلا أن يأخذ بعين الأعتبار أهم عنواينها احتلال بلاد المسلمين من قبل الدول الأستعمارية بوسائط مختلفة كلها قهرية بما فيها أعمال المكر التي استخدمتها الى جانب الحروب لتكريس هيمنتها عليها ثم تقسيمها حسب رغائب وإتفاقات اشترطتها مصالحها العدوانية ألأخبث والأخطر على وجه ألأطلاق من بينها اتفاقية سايكوـ بيكو المشؤومة وهي الى جانب "معاهدة دارين " 1915 و"العقير" 1920 الأكثر حسماً في صناعة تمزيق أنسجة بلاد المسلمين وقد ترتب على هذا العمل ألأجرامي وهل عليه أن يفعل أكثر من ذلك ليكتسب هذه الصفة أول ماترتب شرذمة الأمة وإستنفاد نشاطها ومنعها بهذه الواسطة من النهوض وينبغي أن لاننسى بهذا الصدد أن كبواتها كانت أكثر من كبوات وهي قد خرجت للتو من انقطاع طويل مداه تستقطبه الهيمنة الأستبدادية العثمانية عن ذاتها الحضارية ألأسلامية الفعلية والفاعلة لم يك بمقدورها مواجهة ألقوى الأستعمارية الصاعدة لأفشال مشاريعها ولكنها مع ذلك لم تسمح لها بتحقيق نجاحاً يوفر لها وجوداً مستقراً في بلاد المسلمين في أي يوم من الأيام وفي هذا السياق كان من الطبيعي أن تجترح هذه البلاد المجرحها تحت وطأة هذه الأستعمارات على هيئة انتفاضات وثورات قضت مضاجعها وإضطرتها في كثير من الحالات للتراجع والألتفاف على نفسها هروباً لنراها تختبئ في ذوات صورية مهلهلة أن الباحث مهما ضعفت أدواته لايستطيع ارجاع الأسباب الموجبة لهذه ألأنتفاضات والثورات إلى أعمال البر والأحسان الأستعماريين من قبيل طلب ألظلم والعدوان مثل هذه النقيضة تبقى غير قابلة للهضم في مجمل العلاقات ألأنسانية الطبيعية وإذ يجوز للشاعر عمل ذلك فليس بالضرورة من قبيل الدعوة للأستبداد دونياً ومادام الهذا يخص الأستعمار الأنجليزي في العراق بمديح ديمقراطيته فأننا لانأتي على ذكر أكثر ألأعمال قذارة للأستعمار الفرنسي في المغرب العربي وبلاد الشام وأفريقيا لتشخيص جبلاته الأجرامية وإن كانت على مثالها اننا سنتخذ أفكارنا جملاً لخرق الصحراء على أمل الوصول لسجن نقرة السلمان في اتونها وسنعرج قبل ذلك الى سجن الكوت ثم الى سجن أبي غريب وبعده إلى سجن الحلة المركزي وغيره من السجون التي بناها هذا الأستعمار في العراق وإستخدمها فيه كسجون لعراقيين ناكروه في ثورة العشرين 1920 وناكروه في وثبة كانون الثاني 1948 وقبلها في منازلته انتصاراً لقضية فلسطين ومن أجل جلاءه وإلغاء معاهدة 1930 وفي الأضراب العام في مدينة الناصرية 1931 وفي مظاهرة الثامن والعشرين من حزيران عام 1946 ناكروه هنا ضد معاهدة برتسموث وهناك ضد حلف بغداد في أزمنة على تفاوتها كانت تتواصل بنفسها مختلطة بالدم والأوجاع والعذابات ونوري سعيد وجلاوزة الأستعمار البريطاني ومن المؤكد أن انقلاب 14 تموز 1958 كأمتداد لأنقلاب يوليو 1952 في مصر وماماثلهما من الثورات العربية لم يقيض لها النجاح دونها ودونها ولم تكتسب صورتها الغاء جميع المعاهدات والأحلاف الأستعمارية الجائرة شكلياً وتكريسها عملياً بحسب المرتجى الأستعماري بأشكال أخرى قابلة للهضم ولنذهب مجملين مالذي ستصير اليه ذكرى طفيل الأعراس الكوفي دونه وهانحن نراه كأتجاه يجمع أكثر الراشنين تطفلاً شعراءً وصحفيين وفنانين تشكيليين وسياسيين وبهلوانيين وقع على بعضهم إداء الخدمة العسكرية في الجيش الأسرائيلي وأتونا به من ثكناته مباشرةً وتقولوناه مُعَنتراً ومقاوماً :قاتلاً ومقتولاً هكذا وفرض مُستلفَقاً بهذه الهيئة عليه نفسه في البدء فأستخلبها مضخمةً بهذه الصورة في حافظته لتأخذه الغلواء وإذا بها تنسيه سيرته الفعلية ألأولى هذه ليفرض ودونها أيضاً على مجمل العلاقات الثقافية العربية السائدة وهي علاقات سقيمة وغير قابلة للشفاء انه محمود درويش بن بني القينقاع وهو يعود الى مسقط اديولوجيته الصهيوني عقب السقوط الجماعي في أحضان العدو الدائم حيث يستسلم الزعران ولِمَ لايستمد وطنيته من إقصاء ذاته بهذه الماهيه المضادة تماماً لشخصية الفلسطيني أو منها وهي تنسجم مع ماضيه هذا وهو يعيث غلاً بالتأريخ الأسلامي عبر مشاركته الصليبين المعاصرين الأحتفال بالحملات الصليبية ألأولى في بلاد الهنود الحمر(جنوب أمريكا) 500 عام ، على ما سمى زوراً وبهتاناً باكتشاف "كولومبوس" عام 1492 التوافق والمعطيات هذه التي تنفي صفة الأستكشاف عنها وتضعها في نصابها الحقيقي الأتفاق الموقع عليه من قبل حاكمي أسبانيا في العام ذاته المجرمة "إزابيل" وزوجها المجرم "فيردناند الثاني" الذين عملا وبأساليب ماكرة على ألأيقاع بين هذا الملك العربي وأبنه ثم بينهما وأبناء جلدتهم في الأندلس لتسهيل إحتلال غرناطة في العام المذكور وفيما بعد وبالتحديد عام 1512 احتلال ماتبقى من الأندلس عبر حرب صليبية وحشية وعلى هذا المنوال يغدو الأحتفاء بذكرى الغزو الصليبي لبلاد الهنود الحمر احتفاءً بأكثر الغزوات الأستعمارية وحشية وإنحطاطاً ومن الطبيعي ان يكون احتفاءً بصاحبيهما المجرمين فرديناند الثاني وزوجته ايزابيل وفي نهاية التحليل بأعمالهما الصليبية الأجرامية الموغلة في الوحشية ضدنا نحن معشر المسلمين وضد حضارتنا الغاية في الرقي من حيث قيافتها وطاقتها التنويريتين ونحن قد رأيناه محمود درويش بن بني القينقاع نفسه مساء السبت كما نشرته كعادتها "القدس العربي" إعلاناً فاقع الوطنية في عدد الثلاثاء المصادف7 كانون الثاني ‍1999 في تضاعيف ضجيج ذهني وخَطَهُ الهوس وخلط الحابل بالنابل وبلغة ركيكة للغاية يستغني عن: ("المؤرخين الجدد" لنحمل الدولة الأسرائيلية المسؤلية عن الظلم التأريخي الذي ألحقته بالشعب الفلسطيني دون أن تعترف أو تعتذر لتحسين مناخ السلام على الأقل) لايجوز وبأي حال من الأحوال تجريده من شخصيته الفعلية هذه التي تمخضت عن كل جرائره المركوز عليها وصولاً لما آل اليه اعتلاجنا له في العيان وإستتب عليه في البرهان أن يضع هو الدولة الفاشية المفتعلة في الموضع هذا يمنحها مواصفات دولة قائمة بذاتها ومتساوقة في هذه الذات بما تشترطه سيرورات التأريخ المتناميات طبيعياً وليست مواصفات دولة إحتلال لم يقيض لها الوجود أصلاً دون بطش التأريخ وسبيه ودون بطش الأرض وسبيها ودون بطش العباد وسبيهم وبهذا المعنى انها لم تلحق الظلم بالشعب الفلسطيني بصفة كونها دولة ذات مقام تأريخي متنامي في ذاته ومتسق وإياه وإسرائيل هذه بمعتبرها هذا هي حسب طبيعتها ولوازم هذه الطبيعة وحملياتها وبحلها وترحالها هي الظلم نفسه الظلم بحد ذاته وبحدوده وماتحدده هي بنفسها من شروط بما فيها تمسيخ خلقة العناصر الباطشتها أن محمود درويش بن بني القينقاع هو أكثر الأمثلة نموذجيةً لهذه الخلقة الممسوخة المنسجمة مع ذاتها بأحكام كهذا الذي يجعله يتعامل مع أكـــثر أشكال الأحتلال خطورة وخبثاً سرطانيين على بلاد المسلمين برمتها بالكيفية التي عرضنا للتو ( لتحسين مناخ السلام ـ نفس المصدر) ، وإلحاق الجزء الأسير من الشعب الفلسطيني لشتن هذا الأحتلال حيث يتصوره ويصوره بهيئة أقلية في نفس الأعلان وحسبه دونما حسب ( أن للأقلية القومية ذاكرة جماعية لها تداعياتها ومطالبها الثقافية والحقوقية والسياسية ودورها في وعي ذاتها وفي تحديد سياسة الدولة تجاهها وتجاه قضية شعبها الذي لن تتشظى هويته الوطنية الى هويات مبعثرة ومتنافرة مهما ابتعدت مسيرة السلام أو اقتربت من جوهر السلام ـ نفس المصدر). وبذلك يدرك بنفسه حاجة للأحتلال ستبقى على الدوام ألأشد إلحاحاً بالنسبة له الأعتراف بشخصية قومية متميزة له هو لم ولن يتوفرعليها قط وهذا ديدن سيدفع شخصيتة ألأجرامية نحو نفسها تواترياً دأباً في تحقيقها بكيفيات مختلفة كلها لاتخرج ولاتسمح بالخروج على شروط وجوده وإستمرار سيرورة هذا الوجود بذات المجرى قيد أنملة وحسب ماسلف لم يتمخض عن محمود درويش بن بني القينقاع من حيث اللفظ ومن حيث المعنى مايجعله أقل أو أكثر فسولةً ولكنه مع ذلك لم يحافظ على مستواه في حدود كونه شويعراً لم يقيض له الدخول في حذاء أقل الشعراء موهبة كيف يجوز التحدث عن تميزه شعرياً ؟ ولم يتميز سوى بالأنتحال الذي تمكن هو منه قينقاعياً وساعده على تعاطيه استكتاب صحفيين كـ"صبحي حديدي" مقابل مبالغ مالية لتصريفه بيبليكريليشنياً بما يتوائم وعلاقات السوق عرضاً وطلباً تحقيقاً للذات االمصهينة المتقمصها هو بجشعها ودناءتها ومكرها وكل ذلك تقصينا حمياته في سيرته وأدركناه بالوقوع ولم نأت به من جيوبنا وهاهي الدولة الفاشية اليهودية تستيقن نفسها منه بهيئته هذه موضوعاً في جغرافية الأحتلال بقرار إدراج قصائده ضمن مقررات دراستها الثانوية وحسب وزير تربيتها "ساريد" نفسه " أن هذا القرار يعبر عن مجمل التعددية الثقافية في إسرائيل" ولأن القضية في هذا المقام لاتتعلق بعملية إعتراف بشعره من قبلها لأنها أصلاً وبحكم طبيعتها الفاشية هذه التي لاتني تتطور آخذة أبعاداً أكثر خطورة مما كانت عليه لاتهتم بالشعر بزصفه هذا بقدر اهتمامها به كوسيلة لتحقيق أكثر أغراضها إنحطاطاً وهي إذ تستخدم الأنسان قاتلاً ومقتولاً بالكيفية هذه وعلى منوالها الأرض والسماء وتتدخل بشؤون العالم بما تشترطه من خيلاء وشعور إصطناعي بالتفوق فلمَ لاتعمل على إستخدام الشعر لأغراضها الموغلة في الظلامية ؟ ولِمَ لا تضع "الشاعر" نفسه محمود درويش بن بني القينقاع في نطاق إستخدامه في عملياتها الحربية منفرداً أو في إطار سلطنة الزعران وهو أصلاً بحكم جبلته الفعلية قابل للقيام بوظيفة قذرة كهذه هذا ماأعلنه بنفسه في محادثته التلفونية مع الجريدة المروجته " القدس العربي:"( انهم يريدون تجريد شعري وتجريدي شخصياً بالتالي من أي جوانب إنسانية وأدبية وجمالية. لست عاشقاً لأسرائيل ومامن سبب يجعلني عاشقاً لها ولكنني لاأكره اليهود. انهم منذ البدء يشترطون عليك أن تعلن حبك لهم وبعدها فقط يمكن أن يبدوا إستعدادهم لمحاورتك أو التعرف عليك - 2 ذو الحجة 1420 هجرية ) وحسب كاتـبه الشخصي صبحي حديدي : (أن ماقاله ممثل حزب الوحدة الوطنية في الكنيست "كتابات درويش هي التفسير الفني للميثاق الفلسطيني" وماقاله أيضاً ممثل الليكود روبي روفلين " درويش معاد للصهيونية وكاره لأسرائيل وهو يدعو الى تدمير الكيان الصهيوني أكاذيب وتهويل وتحريض وتهديد – المصدر نفسه) وبذلك يدفع عنه هذه التهم ليجترحه هو الآخر وعلى السليقة في سياقه الفعلي وبوضوح يكرسه هو نفسه محمود درويش بن بني القينقاع في ذات السياق فاقعاً حيال ذات " الأكاذيب والتهويل والتحريض والتهديد" بما يوحي بأرتباط " الجوانب الأنسانية الخ" بعدم معاداة الصهيونية وعدم مناصبة اسرائيلها العداء وعدم تدميرها ليحكم ضمنياً على المعادين للصهيونية والمناصبين اسرائيل العداء والمجاهدين من أجل تدميرها بأفتقداهم الجوانب الأنسانية هكذا من حيث المنطق والمستنطقه والناطقه في علاقة إرتجاعية تتراكب ببعضها وبما أن الشاعر هو لغته وهي قصيدته فيكفيه القول :تجريد شعري ليجرد في مخيلة المتلقي نفسه فيبطل التأكيد في هذه الحالة على التجريد الشخصي وإن إقترنت "بالتالي" وجملة كهذه ضعيفة وأقرب منها الى لغة العامة منها الى لغة شاعر عربي بمعناه الفعلي وهو يستقطب لغتة روحياً من كل حدب وصوب ويذوب في أرجاءها هياماً ليذوبها معه وفيه وبما أن القضية تتعلق بدولة فاشية وهي دولة إحتلالات ودولة حروب وهي ذاتها وليس سواها دولة المجازر والأغتيالات وأخيراً وليس آخراً دولة الحرب بصيغة السلام وماستكون عليه جبلوياً سيتمم السيرة الأجرامية الطويلة هذه وهي بذلك ليست بنت البارحة بحيث يصعب على المرء تفسير جبلاتها أو التعريف بها حسبها ألا تكفي خبرة أكثر من نصف قرن معها بهذه الماهية تجعل من شخصنة اليهود كأفراد مجردين من أدوارهم وعلاقاتهم كعنصر وجودي لنشوءها وتطورها أكثر تُرهاته دونيةً: (أنهم منذ البدء يشترطون عليك أن تعلن حبك لهم وبعدها فقط يمكن أن يبدوا إستعدادهم لمحاورتك والتعرف عليك- درويش ، ألمصدر نفسه). ثم كيف يمكن أن يحدث هذا إذا كان همهم الهام فرادى وجماعاً عبر هذه ألدولة وفيها وبها هو ألقتل أو ألقتل مرة أخرى والعودة للقتل حيث يتواتر هو هذا القتل في سياقه يهودياً خالصاً وبمواصفات مختلفة تقصيفاً وتجويعاً وتلويعاً ومن أين سيرقى اليه الشك إذا كان التباهي به والتهديد به يحتل المساحات في الذاكرة ويحتلها على الأرض وفي تضاعيفها الذاكرة والأرض معاً وقد أدمنت هذه الدولة هذا القتل كله جبلوياً سيصبح ألأقلاع عنه انتهاكاً لذاتها وبهذه الكيفية لايبدو أنها ستكون بحاجة لحب هذا الشخص أو سواه المؤسسةُ هي أصلاً على إحتقاره والمشبعة بالحقد عليه والمستمدة لذتها من إذلاله ومن لايتفق مع ذلك وهذا التشخيص للمختبر من مواصفاتها الفعلية والفاعلة على مدى تأريخها الفاشي سيكون عليه اما اثبات مايخالفه أو أن يكون متواطؤاً معه واما القبول بكينونته كمغفل أن محمود درويش بن بني القينقاع كما تستثبت العناصر المكونته هو خليط من متواطؤ ومغفل معاً في علاقة إرتجاعية فهذه الدولة بمجرد تجريدها من اليهود ستفقد مقومات وجودها وفي هذه الحالة سيفقد اليهود بعدم وجودها مايبرر وجودهم ثم عداءهم للتأريخ حيث يجتمعون حول تشهويه وتمزيق أواصره وذبح نياطه التنويرية هذه المهمة القذرة التي تختلبهم منذ القدم وبهذا المعنى تستحيل الـ (لكنني لاأكره اليهود) من حيث المنطق والمستنطقه بالعيان عدم كراهية دولتهم المفتعلة إسرائيل وهذا القول إذ يبدو وكأنه تحييداً للمواقف أو تعويماً لها فأنه لايدعو الى أخذه على علاته بهذه الهيئة لأن "لا" النافية هنا لايمكن التعامل معها بالضرورة كحب لهم ولكنها تحتمل مالا يُغَيبه حسياً وسيكون من حيث اللغة أمراً قابلاً للتعاطي في سياق " لست عاشقاً لأسرائيل " ، والصحيح " لست عاشقاً إسرائيلَ " وليس لأسرائيلَ ألذي يضاعف امكانية كهذه الحب ويزحمها في المخيلة الى حد لم يعترضنا فيه شك وحيث لاترى الجاهل إلا مفرطاً أو مُفّرطاً فأن وصوله إلى هذه ألأقاصي متسربلاً بالعار ستجعل شخصية الخائن المستشرية في نفسه أكثر وضوحاً وقبل ذلك أكثر إنسجاماً مع إتضاعه ثم أكثر إستقراراً على هذا الحال وهو يعيث فساداً باللغة ويبذل فيها إعتسافاً وتنكيلاً وإلا كيف سيكون بوسع المرء فهم تصاعداً حسياً تبلغه كلمة العشق وتزدهر في أعطافه يستخدم بهذه الصورة الشنيعة للتعامل مع دولة وظيفتها ذبح الأنسان جسدياً وروحياً وهذه الدولة تستوعب الأرض وأفلاذ كبدها في مضمارهذا الذبح جغرافياً وتأريخياً تتوجه عملية الذبح للغة بأعتبارها وجوداً شاملاً يستقطب جميع التفاعلات والأنفعالات على هذه الأرض وحيالها وعبرها والمترتب عليها حسياً وعقلانياً ليعكسها بالضرورة على مجمل النشاطات الأجتماعية وفي هذه الحالة ستقع هي نفسها ـ اللغة شأنها شأن جميع آلات التعبير تحت وطأتها في هذا الأنسان المذبوح ولانريد إختصارها ههنا على الكلمة أنها جميع الأنفعالات المرئية والصوتية بما فيها الصمت صامتاً أو نفسه ألصمت مكتوماً في سيرورة إنتظام نفسها بالكيفيات التي يحددها الوعي ومستويات الأنفعالات الحسية المتنوعة أن محمود درويش بن بني القينقاع بـ "لست عاشقاً" لايجحد سوى عشقه إسرائيلَ وبذلك يضطر المخيلة عملياً لأرتسام مستويات أخرى من العلاقة معها وبما أن العشق هو إشتداد الحب وفرطه فأن ألأقل فعالية منه مهما بلغ مستوى هبوطه سوف لن يقل عن الود وفي كل الأحوال أنه سيكون بعيداً عن الكراهية وهو بجحده كراهية اليهود يستثبتها فيثبتها عند هذا المستوى فيمنع المخيله من تصور امكانية إنقلابه على ماضيه البعيد وقد أُستركح ـ نسبة لحزب راكاح الصهيوني ـ بما فيه الكفاية :ـ
فأخرجوا من أرضنا
من برنا .. من بحرنا
من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا
من كل شئ وإخرجوا من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
وهل الأرض هذه في القطعة هذه ألأشبه بالمحفوظة المدرسية الأبعد بكثير من بديعيات الشعر :تسطير الشعارات على غير عقدٍ هي فلسطين ؟ إذا كانت هي فلابد أن تكون كما يراها هو بالمعتلج من سيرته وهي حسبها ليست نفسها:وهي تضيق ذرعاً بالمحتلين وهي تتفجر حقداً عليهم وبما أن الحقد هو أمساك العداوة فأنه أشد وقعاً من الكراهية وأمضى:هذا الحس الأنساني الرفيع المستهجن من قبله حيث يتركهم يمرون "بين الكلمات العابرة" هكذا ! دون أن يدرك أن العابر ههنا هي الكلمات وليسوا هم أنفسهم! ومالم يدركه أيضاً في هذا المجرى،أن المرور في لغة العرب العرباء ليس "بين" وإنما على وبـ وليسندنا جرير بصحيحه وبحسب المبرد في كامله بحذف حرف الجر وإنشاد أهل الكوفة له :
تمرون الديارَ ولم تعوجوا     كلامكمُ عليّ إذاً حرامُ         
وحيث يرى كاتبه الشخصي إبراهيم درويش شبابه ( متجولاً في سياج الذاكرة الفلسطينية ـ القدس العربي ، 3 مارس 2000) فأنه يضعه بسبب فهاهة في اللغة خارجها دونما قصد ـ والصحيح حذاء أو إزاء أو ميتاء السياج ـ وهو خارجها بالفعل وحيث نراه عائداً إليها بتأشيرة دخول "إسرائيلية " تستحيل مطالبة بالخروج كهذه ألتي في " المحفوظة " إعتياضاً مما لم يتوفر عليه أصلاً مثله في ذلك مثل العنين المناشد الباه وهذا ينطبق على مجمل الأتجاه المصهين ويسقط تقاسيمه على سلطنة الزعران حادةً ليحملها ممثلها في بون عبدالله فرنجي في القناة ألتلفزية الألمانية الـ "في دي أر" في برنامج "متفوخ مت" كرغبة في الأندماج الكونفدرالي بالدولة الفاشية إسرائيل بعد أن بذل تشهيراً وتنكيلاً بأعمال مقاومتها وهو المعروف بخفة عقله ولو أثقلته بشماريخ ثهلان لهفاً لم يترك فرصة خلال البرنامج دون وصفها بالأرهابية أما اذا لم يك لدى عبدالباري عطوان شاعراً سوى محمود درويش بن بني القينقاع فذلك أمر يخالف ماذهبت اليه الصحيفة التي يرأس تحريرها (القدس العربي) يوم ألأربعاء المصادف 22 كانون ألأول 1999 في رأيها الى اعتبار الشعب الفلسطيني ( من أكثر الشعوب العربية تعليماً وثقافةً ) لأننا إذا اقتنعنا من قبيل الأفتراض بصحة هذا الذهاب فينبغي ان ننتظر عدداً أكبر من الشعراء والفنانين والعلماء لديه وليس واحداً ..واحداً فقط كهذا المصهين أصلاً الذي لايزال في طور التكوين لغوياً وفنياً وبهذا المعنى وجود إزدهار ثقافي يكون سبباً من أسباب فخرنا وتباهينا نحن معشر العرب بحيث تجعله متماسكاً الى حد يظلف عنده عن مفاضلتنا بهذه الطريقة المبتذلة المصابة بالخيلاء وعلو الهمة هو أصل الرياسة كما يقول صاحب المستطرف ألأبشيهي فسيكون من الصعب بمكان إتيان صاحب هذا الرأي بالذوق وقبله بالعقل السليم لصقله حسياً وقد فاته مايترتب على هذا الخبيص من نتائج خطيرة على كيفية فهم الأحتلال اليهودي لأرض فلسطين وانعكاساته المدمرة المترامية الأطراف والغاية في التعقيد والتدامج على مجمل العلاقات ومن ضمنها الثقافية على ألشعب الفلسطيني فأنه يستثبت بنفسه اعرابيته (الجاهل من العرب) في فهم ظاهرة الأحتلال وهو بذلك يقر ضمنياً بصحة نظرية ماركس المتقولة إمكانية تطوير المجتمعات المستَعمَّرة من قبل الأستعمار نفسه وبما أن رأينا يستقرعلى أساس كون ظاهرة الأحتلال وإن كانت في كثير من تقاسيمها الأساسية تشابه ظاهرة ألأستعمار بصيغتها القديمة وتستمد نسغها منها وتتدامج في تضاعيفها في علاقة ارتجاعية توالدية من حيث جبلاتها هي أخطر بكثير منها وتغدو بنموذجها اليهودي أكثر خبثا وأكثر مكراً بسبب هذه الماهية وإنجذاب بطون القوى الأستعمارية نحوها وتأثيرها عليهاعلى نحو حاسم انها فلذة منها ولكنها لاتقبل سلب إرادتها حيث نراها تتحرك في هذه المساحة أو غيرها بما ينسجم مع مصالحها بالشكل الذي تفهمه هي تقتل هنا وهناك وتختطف هذا أو سواه وتتجسس حتى على سيدتها أمريكا حياضها ولاتتواني عن تقديم الدروس لبريطانيا وفرنسا في إختصاصات جمة والعمل على إبتزاز ألمانيا متى تشاء وبكيفيات مختلفة لتخرج دائماً بعد أن تكون حساباتها المصرفية قد امتلأت حد الثمالة ولنذهب مستدركين حلمها بالأخصاء المطلق للتأريخ ألأنساني وبهذا المعنى اننا لانتحدث بفرط الرغبة عن تجربة مفترضة أن خمسين عاماً من الأحتلال كفيلة بوضع النكوب المترتبة عليه في نصابها الفعلي بالثبوت وليس بالوهم بحد ذاته سيخفف من وطأة الشخصية المضخمة الواقع تحت وطأتها أصحاب الأتجاه المصهين في تخييل الأحداث والظواهر الملازمتها من قبيل التعويض عما هو مفقود أصلاً في قوامها وبما أن احتلال فلسطين إقترن بأجتثاث شعبها وتكريس نماذج من يهود هم شذاذ آفاق كثيرٌ منهم تعاملوا مع النازية وتعلموا منها ماعملوا على تطبيقه من جرائم عليها ولنستدرك بكون الدولة التي تؤسس ذاتها على كفر قاسم سوف لن تكتف بعملية تطوير آفاقها الأجرامية عبر صبرا وشاتيلا لتشيم بهما متباهيةً انها من حيث هذه الماهية لاتعاف نفسها بعد أن تكون قد حققت ذاتها وأصبحت حقاً باطلاً من حيث وجوده إصطناعياً وحتى إذا كان في نيتها أن تفعل ذلك فأنها سوف لن تستطيع التخلي عنها لأنها بمجرد الذهاب بهذا الأتجاه ستتداعى منهارةً وليس هناك في ظل موازين القوى الدولية الراهنة مايبرر بالنسبة لها حماقة كهذه وحيث نذهب مستثبتين كون قطع المرء من جذره كأنك تقطعه من نفسه أي تقتله وبذلك يكون الشعب الفلسطيني قد قتل ذعطاً وسحطاً وهو قتل الذبح وقُتل إصباراً وهو قتل النفس وكل قتل منهما عمل على التأثير بالآخر وأمده بأسباب التواصل وكلاهما معاً متضافرين أمدا سياسات الدولة المفتعلة إسرائيل بأسباب الدوام بالمضامين الفاشية المعروفة المقومتها والتي إكتسبت أساليباً هي من حيث الخبث أكثر خطورة مما كانت عليه على بلاد المسلمين ولانبالغ إذا قلنا على العالم برمته لأسباب تعود لتدامج مشروعها في المشروع الأمبريالي ألأشمل المستوعب في المدى المنظور عملياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحسب ذلك يصبح تصور امكانية كالمتقولة كون :( الشعب الفلسطيني أكثر الشعوب العربية تعليماً وثقافةً) ضرباً من ضروب الرعونة حتى إذا إفترضناه موجوداً تحت ظروف غير ظروف الأحتلال أن تطور شعب ما يخضع بالضرورة لشروط تصنع عوامل هذا التطور وتحتفزها وهي ترتبط عضوياً بالشروط الأقتصادية والتأريخية والأجتماعية ومدى صلتها بماهيتها اسلامها وليس بناءً على رغبات صحافية عقدها متهورة ونفاساتها أكثر تهوراً وبجميع المعاني ان غيابها بهذه الهيئة هيأ بشكل حاسم شروط نشوء دولة إسرائيل اللقيطة وهي نفس الشروط التي آلت الى هزيمة التجربة القسامية الجهادية بسبب خيانتها من الداخل وعزلها عن محيطها الأسلامي بما يضمن إنتصار الأعداء عليها وهانحن نرى بأمهات عيوننا الرجوع إلى هذه التجربة الكارثية وإحياء فعاليتها التدميرية بأشكال تبدو من الخارج وكأنها عملاً تحريرياً لكنها من حيث حقيقتها أنجزت مالم يتمكن الأحتلال نفسه من تحقيقه بنفسه:وأد انتفاضة الحجارة وحجر نشاط المقاومة والقيام بأكثر المهمات قذارةً على وجه الأطلاق الأشتراك مع الأحتلال في اغتيال أبرز قيادتها العسكرية كيحيى عياش واعتقال سواهم وسبي البقية الباقية أو مطاردتهم على رؤوس الأشهاد وحسب ذلك بأمكان المرء حمل خيانات الماضي بصفتها هذه ونتائجها الكارثية تلك وهذه كخيانات أكبر من عظمى وبدونها لم يك بوسع هذه المعاصرينها منطقياً أن تحدث غير أن الخونة أولئك وهذه قضية يشترطها الأستقراء لم يساهموا في عمليات تصفية الثوار جسدياً مباشرة كما فعل هؤلاء الخونة من الطراز الأكثر زعرنةً وهم يلعقون دماءهم منتشين فرحاً ليطبعوها قبلاتٍ على خدود القتلة وحيث الماضي تحت وطأة الأحتلال يجلو ذاته في المرتكم السياسي الحالي كارثياً فمن غير المعقول أن تنفصل نتائجه على الثقافة ألتي تأثرث كبقية القطاعات ألأجتماعية ألأخرى، بل وأكثر من سواها بهذا المرتكم وأصبحت بهذا المستوى أو ذاك نتاجه كما نفرها الشتيت جغرافياً وبشرياً ونفسانياً وإقتصادياً وماترتب على ذلك من شتات سياسي وكان من الطبيعي ان تنعكس عليها مجمل العلاقات القائمة في هذا الشتيت وأقساها تلك الواقعة تحت سلطة الأحتلال مباشرة وقد انتظمتها سياسات (ألأونروا) التي عملت على طحلبة هذه العلاقات في الأطر المرسومة من قبل هيئة الأمم المتحدة والتي لم تخرج قيد أنملة عن المشروع الأمبريالي عبر دولة الأحتلال وليس من عجائب الدهر أن تقوم الثورة الفلسطينية بكل شعاراتها الديماغوجية المعادية لهذا المشروع على هذه العلاقات لتحمل نفسها من هزيمة الــى هزيمة أكثر شناعةً ليصل الخط المصهين بها أخيراً الى الأرتباط العضوي بالمشروع ذاته بهيئة سلطنة الزعران ومن سينكر ان هذا الخط كان أكثر إنحطاطاً من سواه فقد ارتبط مالياً بأكثر القوى تواصلاً بهذا المشروع كآل سعود والصباح ان حرب التقصيف الثلاثينية ضد العراق كشفت والى حد لايرقى الى أسبابه الشك أبداً أدوراها ألأكثر إنحطاطاً وإذا بدى للوهلة أن هذه الخط قد خانها ليصطف الى جانب العراق فالأمر لم يتعد حدود الحركة البهلوانية الأنتقال من وضع الى آخر تنافياً كبائعة هوى لايهمها سوى الربح مالياً ضمن العلاقات الطفيلية ذاتها مع "الأونروا ـ الحكام هولاء" وإذ تواترها ـ الدول المانحة ـ فضمن هذا المشروع وبأتجاه نشر الأحتلال رسمياً في بلاد المسلمين وتكريسه ضمن صحنه الأمبريالي الأشمل وبمعنى أدق وأوضح لايقبل المغالطة بأي شكل من الأشكال أن يكون هذا الخط أداة الى جانب أدواتها التقليدية ألأخرى في تنفيذ مخططاتها على أصعدة مختلفة الثقافي من بينها يتدامج في سواه أو يخرج من جوفه متأسساً ومؤسساً وهو بدوره يلعب في حدود معينة هذا الدور وعلى هذا المنوال أن أفضل ماأنتجه الشتيت من ثقافة فيما سميت بمناطق 48 ومايسميها الخط المصهين ولِمَ ألحرج بأسرائيل وتطورها بالهيئة المعروفة بها حالياً هي الثقافة المنتجة راكاحياً وقد مثلتها أكثر الشخصيات ارتباطاً بالدولة الفاشية المفتعلة إسرائيل أميل حبيبي الذي إعتبر حصوله على جائزة هذه الدولة بمثابة امساك بالمجد من ناصييته وسميح القاسم الذي أدى الخدمة العسكرية في جيشها كما فعل ابن جلدته ورفيقه الحزبي السابق الذي عراه بنفسه محمود درويش بن بني القينقاع رداً على كشفه لسيرة حياته الفعلية وعلاقات عائلته المشبوهة بها ومن لم يتابع ذلك فعليه العودة لمجلة "الحرية"وثقافة كهذه تواصلت بثقافات السبي بعيداً عن فلسطين وقد تنوعت حسب إختلاف البلدان ومصائرها السياسية ومستويات سيروراتها الثقافية والأتجاهات المهيمنة عليها فثمة ثقافة "جبرا ابراهيم جبرا" الممركز أوربياً والمصنوع بهذه الصيغة من قبل شركات النفط البريطانية في العراق و"أدوارد سعيد " المصهين ديمقراطياً حد إنصاف المحتل و"منير شفيق" اللامسلم المتأسلم ارتزاقياً و"ناجي علوش" الذي يطلب حز عنق الأسلام من جسد العروبة قومياً ليجهز بهذه الواسطة على الحضارة الأسلامية على مدى قرون طويلة ومن منطلق صليبي وثمة اسماء جمة غير قابلة للحصر حملت هي نفسها فلسطين بمخزونها التأريخي الفعلي والفاعل وكل هذه الثقافات والمترتب عليها من إنفعالات وتفاعلات هي بنهاية التحليل نتاج لأوضاع إجتماعية شاذة وشذوذها يجعلها بالوضع التي هي عليه حيال أوضاع عربية تبقى في حدود العلاقات النسبية ذات جبلات مستقرة لايمكن خلقها بأي حال من الأحوال سيما وأن الجبلات المعنية من حيث علاقتها بالتأريخ الأقدم كانت في موقع المحيط حيال المراكز الحضارية في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق ومصر والأندلس ولم يتوفر لها في أي يوم من الأيام تشكيل خصوصيتها ولاتزال بهذا الحال ألأمر الذي قد سبب هشاشة هذه الجبلات وعدم قدرتها على مواجهة الغزوات الخارجية لفلسطين في فترات متفاوتة وخاصة الغزوات الصليبية الأولى والأعتماد فيما بعد على صلاح الدين الأيوبي في عملية دحرها وليس ثمة مايدعو للحرج إذا قلنا أن نجاح المشروع الأمبريالي ـ الصهيوني على أرض فلسطين وليس في مكان آخر من بلاد المسلمين يعود أيضاً لهذه الجبلات الرخوة وليس أدل على ماذهبنا اليه من هيمنة الخط المصهين في هذه المرحلة فيها وارتباطه بعلاقات وطيدة وضمن اتفاقيات مبرمة مع الأستخبارات الأمريكية ـ الأسرائيلية وفي هذا المقام لاندري والحال هذا لايؤخذ إلا بخيانته حيث لايجوز للمسلم أن يقبل بثقافة كهذه المستمدة قوتها من الأحتلال والعقل الفاعل والمتفاعل إذ يرخي العنان لنفسه أخذاً وعطاءً فأنه لايعمل حسب نظرية الأستحسان القائلة بترك الأستقراء ومعالجة الأمور بما يرضي الجمهور فأن المفاضلة الجوفاء التي اعتلجنا خواءها هي حالة من حالات الهذر التنفيسي للخط المصهين والظواهر تؤخذ بنتائجها اذا لم تدرك طبيعتها في الحين فأنه بالوضع الموجود هو فيه أقرب الى نفسه الى حد التطابق التام معها مما كان ثورجياً. فما كان يتعاطاه سابقاً في الخفاء يعمل حالياً على بثه علانية ولكن مايخفيه الآن هو الأكثر خطورةً على وجه الأطلاق وحيث لاتزال (هزيمة صدام) تفعل فعلها أراني عائداً إلى نهايات عام 1991الى محاججتي المهذار "عبدالباري عطوان"في معهد شومان بألأردن عقب محاضرة له أدارها "أسعد عبدالرحمن" إجترها فيها إجتراراً طويلاً وقد قيض لي تأكيدها برؤية أخرى بحضور المئات من أهل الثقافة والمهتمين بها بسَوق الأفتراضات وتوضيح المعلومات ومقاربتها تقديراً وتحليلاً ثم تفسيراً بما يستلزم الأتيان بالدليل على امكانية احتفازها نقائضها وستأخذ أشكالاً جمةً خروجاً على العلاقات الأديولوجية التي أنتجتها والعلاقات التي سوغتها وانتهت إليها وماسيكشفه المستقبل سيضع العراق بالمنصب الذي يليق به وماسيليق به يدفع ثمنه حالياً وإذا كان هذا الثمن غالياً فهو ليس إختياراً لكن الأغلى منه بكثير أن يسلم نفسه بقضها وقضيضها لقتلة وظيفيين كهؤلاء وهؤلاء ليسلم بهذه الواسطة عنق الأمة على طبق مصنوع من خيانات وبما أن المتنافيات في العلاقات الذهنية من التداخل بمكان وخاصة في أوضاع كهذه المضيعة في إتونها تقاسيم ألأحداث وتقاسيم الأشخاص وتقاسيم لابد من التحلي بما يكفل الأنجرار وراء مشاريعهم "التحريرية" الأستعبادية ولِمَ لانخوض غمار الفروزات المترتبة على الحروب كلها وستكتسب هي عاجلاً أم آجلاً حدتها كل مانستطيع تشوفه واستشفافه حالياً ومااقتضى عملياً مناهضتنا بلاهة "تكيف الشعب العراقي " مع الحصار التي انبرى هو نفسه عنها معمماً بما يشترط قبوله هو بالضرورة بذبح الذات على بكرة أبيها تجفيفاً وتجويعاً وإسقاماً خلافاً لما يحتمله الصراع على مدى الأزمنة كلها ماضياً وحاضراً توضيحاً وترميزاً وتلميحاً وتوريةً وبسطاً مواخضهُ الممكنات وهي بالنسبة لنا ضالتنا وسنعول عليها كثيراً كثيراً وسنتركه خابطاً في ترهاته حيث الخيانة بهيئة التواطؤ "ثقافياً" ذاتها مسكونة بحداثة مستهلكة تعود مصادرها لمؤسسة فرنكلين ألأستعمارية والأدوار ذاتها بما تنسجم وصروف الدهر في حين لايزال القاتل نفسه هذا الموغل في أحراشها بتبختر أنيقاً كما يجب أن يكون وصليبياً بالقدر الذي لايطغي على يهوديته وديمقراطياً الى حد توفره على تبرير عمليات القتل وإعطاءها مواصفات إنسانية ومن سيقوم بوظيفة المخبر إذا لم يك هذا وهذا وذاك والحبل على الجراروقد قُتل تحت وطأته مايقارب المليونين نسمة وعلى رؤوس الكون برمته الحصار ذاته بوصفه أكثر الحروب وحشيةً وليس سواه لايسعنا إلا دفع ألأحتجاج شديداً بوجه عبدالباري عطوان وهو يراكب تهوره في ذات المشهد التلفيقي أسفعاً مستمداً من طريقته السوقية في ألتفكير تلك التي أسقطت على الشعب الفلسطيني من التطور مالايمكن توفره عليه تحت ظل الأحتلال الفاشي أليهودي وفي هذه الحالة: المجد للحصار وهو يختم (وضع الشعب العراقي أفضل بكثير من أوضاع الشعوب العربية الأخرى) حيث إقتنصه الطرطور قيس العزاوي الباحث عن السانحات من الفرص لتصريف هشيشه وبشراهة الملهوق إرتزاقياً يقر بكارثة الحصار ليمخض نفسه متباكياً على أبناء العراق بطلاً لايشق غباره ولكنه سرعان مايولد ميتاً ليلتف على نفسه وإذا بنا نراه موتوراً يتبدل الحقائق بالكيفية التي من شأنها تكريس الأحتلال الإنجلوسكسوني لجزيرة العرب والمساهمة في العمل على تطويرعناصره التدميرية عسكرياً وتصعيدها حربياً ضده منذ 1991 تقصيفاً وتهجيجاً وإسقاماً أن هذه العلاقة تستوعب من حيث تفاعلاتها الظاهرة والباطنة المساحة الأوسع للصراع دولاً وقوى وعلاقات بكل مايمكن لمفردة تدامج إحتماله والتعبيرعنه وتتوجه بالضرورة حتى ضد "ألآل السعودية نفسها". وهي بهذه الكيفية وبسبب عملية تكييفها إمبريالياً ستكون سبباً بخرابات أعظم بكثير وأخطر بكثير من تلك التي سببتها على مدى تأريخ حكمها الذي لم تقم له قائمة دون ارتباطها بالأستعمار وبأعماله الأجرامية ألماكرة،وبحروبه كلها وصولاً لهذه وماذا سيكون بوسع هذه "ألآل" عمله إذا استقطبت مصائراً تفقد عندها أكثر الدبابات الألمانية تطوراً فعاليتها حيث الخيارات ستكون حاسمة إلى حد اللعنة أن وضعاً بهذه الدرجة من الدقة والتعقيد الشديدين يقتضي في سبيل تفرسه كشفاً وفهماً وإعتلاجاً العقل العاقل بنفسه وبملكته وبفعله والمستفاد من نياطه وليس ضخات من إنفعالات هوجاء تشط تارةً حقداً وتارةً أخرى غيرةً وتارات ملقاً وخرفاً ورهلاً ذهنياً وإرتزاقاً ولاندري مالذي سنستدره من الأسف مهما بلغت شدته على امعات كهذه الغاية في الأنحطاط غير الحزن وهو خير مانشحذ به أذهــاننا ونصقل به حواسنا وبينما لايزال هذه الحزن يستغرقنا عاد الينا "عبدالباري عطوان" التافه نفسه وهذه المرة بأحد أكثر أشكال التضامن مع العراق عدواناً :( ويستطيع اللبنانيون أن يقتدوا بالسابقة العراقية فالحكومة العــراقية تدفع تعويضات للكويت عما ألحقته بها من دمار أثناء عملية الأجتياح في صيف عام 1990بل أن الأمم المتحدة أجبرت العراق على دفع تعويضات لأسرائيل بسبب الصواريخ التي سقطت عليها أثناء الحرب نفسها ـ القدس العربي،5 ذوالقعدة 1420 هجرية) فالمثل كما شاخص للعيان هو أقرب الى التمثل إذا لم نقله بعينه تماماً حيث يجعل أولاً من الحق باطلاً وكنتيجة طبيعية لهذا النوع من التفكير الضحل المستحلي الخيانة والحال ليس بهذه السهولة ولايمكن حسمة بواسطة بلاهات كهذه مهما بلغت سيولتها فأن الوقائع السابقة كما بلورتها الأحداث وإستخلصتها بصورة صافية أعمال "آل صباح" كواجهات عدوانية لأكثر حروب الأمبريالية الغربية إجراماً وشراسة ضد العراق هذه التي لاتزال بأشكالها المختلفة تفترسه جسدياً ونفسانياً وفي هذا الصدد يصبح من الأستبداد الفكري بمكان وضع العلة بمنصب المعلول أن عملاً كهذا مهما كانت المضامين المحتفزته سيؤول بنهاية المطاف الى تحويل الجاني الى ضــحية وبذلك يتم اخضاع مجمل العلاقات ذات الصلة لهذا التزوير ولنذهب نحو أكثر المناطق توتراً في تقصي سايكوبيكويتها وهي تمزق نياط بلاد المسلمين حيث يكتسب الـ" فرق تسد " فعاليته وتفاعلاته وفي خضم حشد الأفكار الهائل هذا كيف سيفوتنا مشاهدة "أمجد ناصر" وهو يخرج من مكمنه مزعنفاً على أمل : ( أن لايكون عراقياً في الداخل ولايكونه في الخارج ) رعديداً يركب رأسه في الهواء المختنق بطلقه الزائف وقد تسبب الى هذا التجريح الشنيع خطل في نظرته ألأعرابية للعراقي وهو يعاني الأمرين هنا وهناك ومهما سيكون عليه الحال فأن وضعاً كهذا يستدعي من ذوي ألأباعد كل شئ إلا الأنف سيما منهم هؤلاء الذين لايزالون رغم محنة العراق العظمى يجلسون في أبواب طاغوته طالبين المال جَديةً وجديةً النفط إبتزازاً وسواه من النشب وكيف كان بوسعنا آنذاك الرد عليه إذا كان هو نفسه قد إستبشرنا قبل ذلك بفترة قصيرة خيراً بمنع نشر كتاباتنا في جريدة"القدس العربي"كما أخبرنا مراسلها في في باريس بسبب صدورمجموعتنا الشعرية "محمود درويش بن بني القينقاع"وذلك ماكان ينبغي أن يحدث في ظل سطوة المعتسف هو بأمره ولابد أن يكون صاحبي "ناجي العلي" قد شاهد صورته في وجه قاتله عندما أطلق النارعليه وكان قد انجز رسمها بهنيهات وقد (رحم الله امرءً عرف قدر نفسه) فأن عراقاً بكل ماينفر ويتنافر وأخيراً وليس آخراً مايُستَنفر فيه وبسببه ومن أجله وضده ماضياً وحاضراً وسرمداً من التواضع بمكانين:مكان في الروح الكونية لأنه صنع الحرف وعبره الكلمة ومكان آخر في الروح الكونية أيضاً لأنه صنع الورق كما نعرفه الآن وإذا لم يقيض لأمجد ناصر إكتساب معرفة شاقة كهذه فقد كان الأولى به عدم التفريط بذاته من خلال افراطها سوقياً وكان عليه في حالة كهذه بادئ ذي بدء إقصاء المركوم الثقافي العراقي المكون بعض نياطه الذهنية على هشاهشتها وسيبقى مضطراً إليه وجودياً قبل نفي رغبتة بكينونة عراقية وحيث يضطر:سيبويه جبلوياً الى "الخليل بن أحمد الفراهيدي"وعلماء النحو البصريين والكوفيين لهما معاً والعرب بحلهم وترحالهم لهم جميعاً فمالذي سيعمله أمجد بنفسه في هذه الحالة هل سيلقي بها حيث يجب أن تكون ولنذهب متواترين في المجرى ذاته حيث المركزية الأوربية تعمل على الأعتساف ديمقراطياً للقوى والأحداث والحضارات بأختزالها في حدود الفهم السوقي لها وبأتجاهات مختلفة تهاجمنا في بيوتاتنا وبمستويات لغوية هشة تكاد بسبب فضاضتها لاتحمل نفسها لكن تنميقها وتزويقها ثم تسويقها يجعلها قابلة للهضم سريعاً و"قناة الجزيرة"تعتبر رائدة في عمليات التقصيف الثقافي من هذا الطراز وهي الأكثر ديمقراطية من سواها فأنها الأكثر تمثلاً وإمتثالاً لهذه المركزية بآفاقها الصهيونية الأشمل حيث تسقط تارةً شخصية اليهودي على شاشات أذاهننا بالصورة المسوقتها وسائل الأعلام الأوربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عبقرياً ومبدعاً ومتميزاً وفي جميع المجالات على عكس صورتها قبل هذه الحرب جشعاً ومتآمراً ولايفي بالعهود تماماً كما هو نفسه وتارةً أخرى تستغفل المشاهد لتصرف لنا هذه الشخصية دون مواصفاتها اليهودية كفنان أو كاتب أمريكي أو أوربي ولكن المطلع على سيرتها يعرفها بهذه الصفة وضمن علاقاتها بالحركة الصهيونية العالمية ومايترتب عليها من نشاطات وبما أن دور هذه القناة هو هذا بالضبط كما يفضح نفسه بنفسه عبر هذا النهج فأن تواصلاً مع المتثاقفين العرب الممركزين أوربياً يصبح من المهمات المتممة له دونياً و"مشهدها الثقافي " يرتقي بها في بعض الحالات الى مستوى تحقير العرب واستخفافهم:ألأنصاري الأستاذ في جامعة البحرين في عدده في آواخر رمضان 1420 هـجرية يستفقعه (بخسارتهم الحضارة الغربية وفشلهم في مقاومة الأستعمار الغربي ) لأنهم لم يفرقوا بينهما ليقتل نفسه وذا هو مقتله: فالأستعمار الغربي بأشكاله وقبل ذلك بقومياته المختلفة لاينظرالى نفسه مجرداً منها بما تشترطه من علاقات إقتصادية وثقافية ودينية في علاقة إرتجاعية سلباً وإيجاباً وهي جميعاً بدورها وفي نسقها هذا تحدد علاقتها بالخارج بما فيه نفسها كدول لاتزال دولاً قومية بالمعنى الدقيق للكلمة وسوف لن يكون بمقدورها موضوعياً مغادرة جبلاتها هذه بأي حال من الأحوال ليس لغوياً فحسب وإنما إقتصادياً وسياسياً أيضاً غيرأن مايفرقــها حيال بعضها البعض في محيطها يوحدها حيال الخارج وخاصة الخارج الأسلامي وهي في هذه الحالة لاتفقد أيضاً مواصفاتها الفعلية القائمة بها وعليها وعبرها فرادى بذلك يجهر الدكتور ألأنصاري جهله التام في هذا المجال ومن أجهله هذه قضية ربما تكون شخصية بحتة بالنسبة له ولكلٍ إجتهاده غير أن يحملنا هو على الجهل فومعتصماه اذا لم يك بمقدورنا استنجاد حاضرنا ووامعتصماه منتصرين لماضينا وإذ لم يقدرالدكتورألأنصاري على التمييز بين الحضارة والتطور فالمعاذ بالله وحده فالتطور بقياسنا يمكن حدوثه دونما حضارة والعكس صحيح مع ألأخذ بنظر الأعتبار التدامج بينهما في حالات معينة مثال أوربا التي انتزعها الأسلام من غياهب القرون الوسطى وظلت من حيث جبلاتها الفعلية وفيةً لهذه القرون وفيةً لتخلفها روحياً وفية لأستبدادها وعنصريتها ثم لفاشيتها وأكثرمن هذا وذاك ونتاجاً لذاك وهذا وفية لحروبها ضد نفسها وضد العالم عبر الحملات الصليبية ثم وفية لحرب الثلاثين عاماً والحروب الأستعمارية الأولى والثانية في سياق حروب أخرى تمكنت بواسطتها إحتلال امصار كثيرة في العالم لتخضعها وتعمل على استعبادها وسرقة خيراتها وتمزيق أنسجتها ألأجتماعية والدينية والسياسية وبهذا الصدد اذا كانت قضية البحرين الذي لايزال مستعمراً أنجلوسكسونياً وهو ليس أقل انحطاطاً وقذارةً عن الأستعمار الفرنسي او البرتغالي أو الأسباني والهولندي والألماني لاتهم هذا الأنصاري على صلتها المباشرة به شخصياً بأعتباره أحد ضحاياه المجندلين ثقافياً ولاجَرَمَ سياسياً فأن خبرة دموية مع الأستعمار الفرنسي في الجزائر كان يجب أن تشغله ذهنياً لكي لايضع شهادته الأكاديمية على الأقل موضع شك فأن يكون المرء "دكتوراً"عليه أن يكون مجدرةً بذلك وقادراً على التعامل مع الظواهر ضمن علاقاتها السببية وإعتلاجها حسبها وفي صلة متقنة مع سيروراتها ونتائجها ومايترتب عليها تواترياً من حمليات وإحتمالات الى مالانهاية وفي هذا السياق وصولاً الى إبادة أبناء جلدتنا ذبحاً وتعذيباً وتقصيفاً والدفنَ أحياءً بأوامر من حكومة التحالف الأوسع وكانت منتخبة من قبل اغلبية جمهور الفرنسيين سحقاً مما يلغي إمكانية ألفصل بينهما تماماً حيث نستثبت مشاركة الجميع وبذلك يحمل التأريخ الفرنسي نفسه ليعبر عنها دموياً بما يتضمنة من موروث فاشي وتخريبياً إلى حد أبعد منها وديمقراطياً إلى حد الأنسجام مع هذا الذات المجتمعة صليبياً على قتل مليونين وليس ألفين أو إثنين أنهم مرة أخرى أبناء جلدتنا وليسوا غرباء علينا وللأمر صلة فنحن إذا إفترضنا كون هذه الجبلات هي الحضارة نفسها كما إختلبها هذا وذاك وليس الأنصاري وحده فأن تنمذجنا إياها سيساوي قتل أنفسنا روحياً وجسدياً بالتمام وسيكون علينا في هذا الحال تبني جميع أشكال الأستعمار وتبريرها في العالم ويترتب على ذلك في بلادنا الأعتراف بشرعية اتفاقية سايكوـ بيكو المشؤومة وبشرعية إحتلال فلسطين وبحملاتها الصليبية كلها وإحتلالها مصر ثم تقصيفها ثلاثياً والأعتراف بشرعية جميع حروبها إسرائيلياً وبشرعية تقصيف ليبيا والسودان وأفغانستان،وأخيراً الأعتراف بشرعية قتل العراقيين وعلى هذا المدى الفاشي تقصيفاً وتجويعاً وإسقاماً وتمسيخاً وماذا سيكون علينا أن نفعله أكثر من هذا؟: "أيها المعتصم وآ أنتَ وأنتَ تتفرسنا غضباً علينا ولنا" وفي هذا السياق مالذي يبرر السكوت على جهلٍ أفرزته فرانكفونية عنصرية فاشية ديمقراطياً بما فيه الكفاية في مخ "فيصل جلول" ليجومها على العرب العرباء قديماً وحديثاً في ذات العدد من هذا المشهد التلفيقي وبلغة لم يجرأ على إستخدامها أكثر المستشرقين تفاهةً وعدواناً فمن جهة ينظر للعلماء العرب ألأوائل كمترجمين للثقافة اليونانية ليبرر لنا ضرورة تبني فكرة الديمقراطية كظاهرة ليست غريبة على تأريخنا لأنهم هم الذين جاءوا بها كمترجمين إلى الغرب فيالهذا الكرم وبالقدر نفسه يالهذه البلاهة وهذه الدونية وهذا البلاء السئ كله وهو يختزل الحضارات المنتجتهم والحضارات المنتجينها هم في هذه الحدود الأضيق من ذهنه وهي حدود رسمتها المركزية الأوربية لنفسها فرانكفونياً للحط من قيمتها بحلها وترحالها وتغطية سرقات علومها ومنظوماتها الفلسفية المستقلة وقصصها ونوادرها وحكاياتها ونستطيع أن نذهب في هذه الحالة مستيقنين عدم اطلاعه عليها ولو قدر له فعل ذلك لما ذهب هذا الذهاب الشنيع جداً فهي جميعها على إختلاف اتجاهاتها قد خرجت بسبب علاقتها بالأسلام على المنظومات الفلسفية اليونانية كل بطريقتها الخاصة وحسب المعطيات العلمية في زمنها وعلاقة هذه المعطيات بمجمل القطاعات الأجتماعية والسياسية وبقدر ماخرجت عليها أسست في ضوء الشروط الجديدة المتوفرة لديها وعليها لعلاقات تقافية إسلامية متميزة قبلت ماكانت تراه صحيحاً في هذا الجانب وفندت مالاتراه بهذه الهيئة وتبنت مايتفق وماهيتها ولكنها لم تلجأ بأي حال من الأحوال لأعتسافها أو التقليل من شأنها وعلى مر عصورالنهضة الأسلامية وبمعنى آخر انها كانت منفتحة ومتفتحة الأمر الذي مكنها من التطور والأزدهار بالصور الغاية في التنوع هذه الموجودة بين أيدينا والأمثلة عليها لاتحصى ومن بينها توكيدات "الغزالي" في كتابه تهافت الفلاسفة على" الزمن النسبي" وهي توكيدات ذات صلة بمجترحات العلوم في دهره ولم تك محض صدفة ومالديهم جميعاً كمثال لايمكن التعامل معه كمفردات منعزلة بعضها عن بعض ومنعزلة عن تساوقاتها الحضارية وعلاقاتها المتدامجة وهي ليست نتاجاً لمرحلة دون أخرى والترجمة كان لها أصحابها تا هي "حميدة نعنع" تستقوم ايديولوجيتها القومية الفاشية بذبح المسلمين في الشيشان روسياً لتستقيم بنفسها هراءً وكذباً فاقعينِ ينتصران للروس إعتسافاً: (كأصدقاء إستراتيجيين للعرب) بحجة كونهم داعمين للعراق وهل يبرر ذلك إذا إفترضناه صحيحاً الوقوف متشنجة ضد الأسلام لأنه حسبها (يضطهد المرأة في أفغانستان) ويفعل هذا وذاك وحسبها أيضاً تلفيقياً لتخلط كسواها من المتثاقفين مالايمكن خلطه شعرياً تعاطفها الفج مع العراق وتعاطي الشعارات الأمريكية واليهودية ضد الأسلام باُعلانية تحتمل من الخلاعة والأبتذال مالايليق بوظيفة (خبيرة في الشؤون ألأسلامية) التي لُفقت لها من قبل قناة "الجزيرة "وبما أن التصديق لايصل الى مقام الحجة الممكن الأحتجاج بها قياساً وإستقراءً وتمثلاً إلا في حال تطابقه مع الواقع فأن حرب التقصيف الثلاثينية ضد العراق وماترتب عليها من نتائج قد اكتسبت (شرعيتها) الدولية عبر جملة قرارات صدرت عن "هيئة الأمم المتحدة" ولم يقيض لها الفلاح دون موافقة الأتحاد السوفياتي ولابد من القول انه لم يساهم عملياً بهذه الحرب لكنه إستخدمها ولايزال بهيئة امتداده "روسيا ألأتحادية" بمثابة حرب من طراز آخر كعامل ابتزازي في صناعة السياسة إنتهازياً لأكتساب مايمكن الحصول عليه سياسياً وإقتصادياً وهذا بحد ذاته يكفي لأن يضعه وسيبقى بالنسبة لنا عدواً بمنصب العدو على أقل تقدير والحال هذا سيجد "صدام حسين" بعض العزاء في تبرير العلاقه بها بقول أبي الطيب المتنبي :(ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى ـــ عدواً له مامن صداقته بدُّ ) لكن الواقع العملي لايتركها تفلت من كفيه وهي تضاعف النكد تواترياً: لأنها لم تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من تقصيفه ولا مرة واحدة ولعله بتوصله مؤخراً الى كون:(الحصار سوف لن يزول بقرار من هيئة الأمم المتحدة) يعلن يأسه في البدء من نفسه ثم منها هي نفسها "روسيا الأتحادية" التي ورثت الجبلات الأمبريالية للأتحاد السوفياتي مضعضعةً ولكنها لم تفقد مضامينها هذه وعلاقاتها ومايترتب عليها من مواقف ومعاهدات اسهمت الى حد كبير في نشوء الدولة اليهودية المفتعلة والمبادرة ألأولى لللأعتراف بها ثم العمل على مدها تواترياً بشروط التطور إقتصادياً وسياسيا وبشرياً وفي السنوات الأخيرة ارتقاءها بالعلاقة معها الى مستويات لولا وصولها الى وضعٍ أفضل وأفضل بكثير مما كانت عليه لما عرض باراك عليها المساعدة في حربها ضد المسلمين الشيشان بحماس وشهوة القاتل المحترف وهذا بالضبط ماتريد الدكتورة "حميدة نعنع" كبته وحرف الأنظار عنه والكارثة أعظم في إصابتنا لُمَّةً من "المثقفين العراقيين" وقد أدرك الشعث بما يـحتمله من معان رؤوسهم وعقولهم معاً حيث الخواء يعصف في الرهل والرهل في اللغة:( نحن في ماإعتبرناه "ملتقى" حريصون على الأسهام في تفادي خطر واقع هو إنهيار الثقافة الوطنية بنسيجها العربي والكردي بعد أن مهد الحكام الآبقون ،لهذا الأنهيار بتهديم البلد على رؤوس بنيه وبمحاولة إقتلاعة من جذوره ليكون طوع الطغاة والمستعمرين والنهابين ـ كلمة سعدي يوسف ،القدس العربي 7 كانون ألأول 1999). و(أن الضمني بدهي بمعنى أن متابعتنا الشأن الثقافي تتضمن بديهية اهتمامنا بتلك القضايا ذات الألحاح المعين" كالحصار وإسقاط النظام وامور المعارضة ـ من الكلمة ذاتها). وألأباق هو هرب العبيد من أسيادهم،ومن الممكن استيقان هذا المعنى بتعبيرات مختلفة في "لسان العرب" لأبن منظور المصري و"فقه اللغة" للثعالبي و"كتاب التعريفات" للشريف الجرجاني،ولابد أن يكون في "العين" و"الصحاح".والحال هذا هل بالأمكان تأبق الحاكم بصفته حاكماً أن متلقياً يتوفر على معنى المفردة سيضيق ذرعاً بتوصيفٍ كهذا خاصة في نص مضعضع هو بلاريب يتصل بشاعر ولكنه لايتصل بالشعر ولأنه كذلك فأن فن التأويل سوف لايضطرنا على تحميله أكثر مما يحتمل وبهذه الحالة يجوز للحصيف مالايجوز للشاعر ومالايجوز للشاعر أيضاً أن يعمل الفشل ذريعاً في كشف خطأ شنيع كهذا قبل تداوله وإنتشاره في أرجاء المعمورة ولكن حتى إذا قيض له مالم تتنبه عليه اللمة بكاملها فأنه سيدخل في دَخَلها المشكل "الضمني بدهي" فيه وخارجه أخطر النفاسات إنفلاتاً ضد " الثقافة " ، وقبلها ضد الوطن برمته انه فيما يستفزه يبدو أكثر سخافة من إسقاط ديكارت " أنا أفكر إذن أنا موجود" لتقديمه المعلول على العلة وفي هذا الموضع على العلة التامة وحسبها يرتهن بها وعليها وجود المعلول نفسه فالضمني حسب اللمة تجترحه المتابعة المتضمنة البديهة وبما أن البديهي حسب هذه الصناعة في كتاب التعريفات :( الذي لايتوقف حصوله على نظر وكسب سواء إحتاج إلى شئ آخر من حدس أو تجربة أو غير ذلك أو لم يحتج فيرادف الضروري وقد يراد به مالايحتاج بعد توجه العقل إلى شئ أصلاً ، فيكون أخص من الضروري كتصور الحرارة والبرودة وكالتصديق بأن النفي والأثبات لايجتمعان ولايرتفعان ) فأنها ستدرك بنفسها جهلها باللغة مرة أخرى فالعرض وحده لايكفي لجعل قضية ما قضية بديهية حتى بالمفهوم العامي للكلمة وإن كانت ملحة إلحاحاً قاطعاً فكيف والحال هذا إذا كان الحاحها "معيناً" فسيدفع من حيث معناه تلقائياً ومعنوياً بكارثة الحصار بعيداً عن محط القضية الجوهرية بالنسبة لها ولاندري كيف سترتقي هذه اللمة بنفسها الى مستوى إنقاذ ماسمته هي بـ"الثقافة الوطنية" إذا لم تضع مصائر الأحداث في الوطن وحوله وبسببه في موقع الأكثر ضرورة أن تتلوعه مذبوحاً من الوريد الى الوريد وجائعاً منه واليه ومهدداً الى أبعد من هذا الحد وفي السياق ذاته أن تحمله وتحتمله وفي هذا السياق كيف يجوز تجريدها من أرضها ومن لغتها أو تجريدها من أنامها وأولاً وأخيراً من إسلامها والأخطر من كل ذلك تجريد الأنام منها وفي الواقع المعاش تجريدهم من صروف الدنيا وأنواءها الحرب تقصيفاً والحرب تجويعاً والحرب إسقاماً ثم الحرب تهجيجاً وإذا كانت هذه الحرب تدفع بالحثالات والمدمنين على الخمر واللصوص وأصحاب السوابق والفاشلين سياسياً ومن هب ودب الى الواجهات بوصفهم منقذين للعراق فأن العاديات المكتسبات أكثر المواصفات شموليةً تجعل سيرورات التقتيل وكأنها أعمالاً خيرية ولتشخص أبصارنا هولاً ونحن نقرأ : فاضل العزاوي متحمساً لـ: (امكانات عمل المثقفين في الداخل والخارج من أجل رفع الحصار وهو تفصيل جزئي في ألأزمة ـ القدس العربـي 13 ذوالقعدة 1420 هجرية) ومظفر النواب رداً على سؤال" هل تعتقد أن الجهود المبذولة من المثقفين العراقيين لرفع الحصار عن العراق أو المناداة برفع الحصار عن العراق كافية برأيك أم أنه يجب أن يكون هناك جهود أكثر؟ "(لاياسيدي.بقدر ماتتصاعد الجهود يجب أن نكون معها.لكن دون الفصل بين المسألتين يعني دون ألأنفصال عن الديمقراطية. ذات المصدر 10 ذو القعدة 1420 هجرية) وحسين الهنداوي ( فالمطالبة برفع الحصار عن العراق وإلغاء الأبتزازات التي فرضتها ألأمم المتحدة على العراق ورفض تقييد سياسة العراق يجب أن تتركز أحادياً على إنقاذ الشعب العراقي وحده دون النظام الذي يجب أن يحاصر بشكل كامل حتى الأختناق الكلي والأندحار. ألقدس ألعربي ـ 1 ذو الحجة 1420 هجرية) وهي ذات ألأرتعاصات التي شكلت بيانهم الذي اعتبره فاضل الربيعي "دعوة نبيلة" وإستشف علي الصراف مدلوله الثقافي بـ ( غير ثقافي ومقطوع الصلة بما يجري في العالم من متغيرات ثقافية وذلك فضلاً عن انه يجتر لغة سياسية أفلت.ذات المصدرـ 10 ذو الحجة 1420 هجرية) لتتلقاه فاطمة المحسن كـ : ) ككلمات مضى عليها حين من الدهر غدت فيه كليشات تبعث على الضجر في أحسن وصف لها .ذات المصدر ،ذات التأريخ) ويتلقفه باسم المرعبي فرحاً مسروراً:( حين اطلعت على البيان الموقع من الشاعر سعدي يوسف ومجموعة مثقفين عراقيين آخرين قلت،نعم هذا هو مانريد.نفس المصدر 15 ذو الحجة 1420 هجرية ).والتعاطي بالكيفيات هذه مع الحصار كما يفضح نفسه بهذه الصورة القبيحة فأنه يستوعب بالضرورة نتائجه في تقاسيمها وههنا تطرح الأسئلة نفسها وقد أثقلهتا عذاباته:هل موات مايقارب المليون انساناً " تفصيل جزئي" ؟ وحيث يضعه في اطاره الذهني الغاية في الضيق: (إخراج الوطن والشعب من محنتهما) و( تطوير بديل سياسي وثقافي وطني واقعي يفتح الطريق أمام مستقبل جديد) يستنهض فاضل العزاوي الشخصية الخفية في نفسه بما تنطوي عليها من تعسف وإحتقار للأنسان ليدفع بها إلى هذا ألمستوى المنحط باذلاً في اللغة وهي الوطن ألأم للوطن نفسه "قوازيقه الحداثية" فالوطن بالعربية هو موطن الأنسان ومحل اقامته وحمله بهذه الهيئة يتضمن بالضرورة هذا الأنسان بوصفه مواطناً وعلى هذا الأساس يعمل الفقيه باللغة العربية على كفهما به وفيه وحسب ذلك تتلوع هذه اللغة حين يتناهى إلى أسماعها خبر قصفه وهي تكتفي بأسمه:العراق ليشخص هو بقضه وقضيضة في حافظتها أن هذا الشكل من أشكال الفصل التعسفي يجلو نفسه في العلاقات الذهنية لهذه اللمة ويحدد أطراف نفاساتها وحين نستثبته عند مظفر النواب رافلاً في غباء أوسع فلأنه لم يتنبه للمخاطر المترتبة على عدم فصله "بين رفع الحصار والديمقراطية".أن هذا الشرط بأعتباره موقفاً لابد أن يكون حصيلة لأفتراض وجود مايبرره ويجعله ضرورياً الى هذا الحد الذي يستحيل عنده عاملاً لأنتزاع " الديمقراطية " وإلا كيف يكون بوسع المرء أن يكون (ديمقراطياً) إذا لم يتعامل مع نفسه بهذه الكيفية التدميرية ولأنه لم يوضح شيئاً من هذا القبيل فكرياً فقد أورط نفسه في قضية تكشف عجزه عن إستخدام آلة المنطق في إعتلاج امكانية عدم قبول العراقيين بحلهم وترحالهم بهذا الموات ـ الحصار الواقعين هم تحت وطأته وهم الحكم ألفصل في تحديد حاجاتهم معاشياً وسياسياً ووجودياً وليس مجموعة أفراد شبع حسها موتاً وعدم الفصل بينهما هو المعنى الآخر لربط هؤلاء العراقيين بمنصب الرهينة لأبتزاز سياسي رخيص أرخص منه هو نفسه حين يطرحه شرطاً وبهذه اللغة العامية الضحلة مثله ـ الشرط أو صاحبه سيان: (عندما لايكون لديك صحافة ولايكون لديك منابر ولاقوى سياسية وليس لديك حرية لأن تمشي في الشارع ..ماذا تستطيع أن تفعل.نفس المصدر) أن يضحي بهم مرتقياً بنفسه الى مستوى القاتل إستراتيجياً والحال هذا كيف يمكن لدعوة يتحكم بأرتعاصاتها هذا ألشكل من أشكال الأنحطاط أن تكون نبيلة ؟ ولاندري أيضاً مالذي جعلها بهذه الهيئة "مقبولة تماماً"من قبل فاضل الربيعي المحتج على الحصار إذا لم يك هو نفسه منافقاً فاقعاً بما فيه الكفاية: ( المثير للأهتمام حقاً في النداء انه رفع من قيمة القصاص والعقاب إلى مصاف المهمة المقدسة للملتقى ـ نفس المصدر) وهو من الناحية النفسانية نزوع نحو ثأر الذات الفاشلة عبر الآخر الضديده وهو يراه في صورته الكثيرة الدرن أن مظفر النواب هو النموذج ألأمثل لهذه الذات الأكثر وساخة وهي تعمل على تنظيف نفسها تخييلياً هروباً "الى إيران ثم سلمتنا إيران" ليهرب إلى .. هكذا بلغة تحاكي لغة " الشقاوات البغداديين المزعططة " في القص.( علي لم يحك لي هذا الأمر فقط بل أن هناك كراساً أصدره. هذا الكراس أنا شاهدته ووصلني الى السجن ويذكر فيه ببداية الكراس هذه الجملة "جئنا بقطار ماكينته أمريكية"ـ نفس المصدر) وبما أنه كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي الذي كان بدوره عضواً في الأممية الشيوعية التي كانت ترتبط مباشرة بالأستخبارات الروسية وتستمد سياساتها منها فأن عمالة هذا الحزب للأتحاد السوفياتي آنذاك من الأمور الثابتة علمياً وغير قابلة للدحض بأي حال من ألأحوال فلِمَ لايقولنا عنها شيئاً ولو من قبيل ذر الرماد في العيون أن العميل بنظره هو الآخر فقط أما أناه فمن حقه أن يتستر على سيرتها فتجعله ينأى بها بعيداً عن تعاطياته الحميمية مع المؤسسات العربية كالفاشية البعثية السورية حيث اعتاش وتعايش سنيناً طويلة كفيلة بتفنيد تقولات مثل هذه:(الآن تغير الوضع،وأنا أعتقد أن سعدي ومظفر يصلحان تماماً لعمل من نوع جديد ففي شخصيتهما يجتمع سجل طويل من قيم الأبداع والثقافة والنضال الوطني والأخلاق الحميدة ـ صادق الصايغ ، القدس العربي ، 24 ذو القعدة 1420 هجرية) ولكي نجلس الوقائع على ماهـي عليه وليس كما يراد لها أن تكون تلفيقياً هاهو سعدي يوسف نفسه وبأم عينيه يحكينا:( فبعد 65 عاماً عشتها في الأرض العربية صرت في السنوات الأخيرة وربما في العقد الأخير هذا مقتنعاً تماماً بأن حرية التعبير خرافة في المنطقة العربية ولم تكن هذه المسألة فقط هي القضية الفادحة بالنسبة لي فأنا مثلاً ألفت كثيراً إنعدام حرية التعبير في مناطق كثيرة إبتداءً من العراق وحيثما حللت لكن كان لدي تعويض هو أنني أستطيع أن أكتب وأحتفظ بكتابتي لنفسي وأنتظر زمناً أنشر فيه ماكتبت وحدث هـذا بالفعل. لكن في العقود ألأخيرة من الواقع الثقافي والأجتماعي والسياسي في المنطقة العربية أطبق القيد على الأنسان ،أطبقت الرقابة على الأنسان ،الخطوط الحمراء صارت بلا عد ـ القدس العربي، 5 ذو القعدة 1420 هجرية ) وهل كان قبل هذه " السنوات الأخيرة " في غيبوبة أم مغيباً ؟ ولماذا الـ "ربما" إستدراكاً في حين كان عليه أن يتقصى بالضبط سيرورات تطور مهم كهذا في إطاره التأريخي زمنياً وسياسياً وإقتصادياً في العيان وفي المخيلة عبر التواصل بينهما تمحيصاً وفرزاً وإستقراءً ثم تحليلاً وإستثباتاً قبل التصريح به انها الفهاهة في التفكير وهي تحاكي نفسها في اللغة فقد كان بأمكانه الأكتفاء بقول" العقد الأخير" دون الأشارة اليه لنعرف انه ليس السابقه أو الذي يليه و"ربما" مع هذا وذاك يبقى من حروف المعاني للتقليل ولكن ليس من شأن المعاني كما فعل هو ذلك بفدحه الخرافة عامياً بعيداً عن مايستملحه العرب فيها من كذب وهي الحكايات اللامعقولة التي عرفت في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً كما يستثبت ذلك قوله: "وخرافةُ حقٌ ". وقد قيض لها التطور تواترياً على مر التأريخ في التخييل العربي للعالم وهي في أوج إرتقاء أسباب الجمال الذي لايزال يشغفه عجباً ويمده بخامات الأبتكار أدبياً وتشكيلياً وحيث ينشر هذا العي في تعاطيه ألألفاظ العربية نفسه مستقطباً إياه هنا وهنا وهناك كيف سيكون بأمكاننا التعامل معه وكأنه هفوةً أو شيئاً من هذا القبيل وهاهنا أيضاً حين لايخبرنا بفادحات سواها ويجوز أنه قصد بها نفسه في هواشاته وقد " ألفت كثيراً إنعدام حرية التعبير" بما يتسع له عمره زمنياً "65 "عاماً ليستثبت:(ضمن هذه الفسحة الصغيرة الباقية من العمر أملك الحق في أن أتمتع بدورة حرة من التفكير) وإذا به عبر ذلك يعود الى موضع الخراب في نفسه ليأنس به مجتراً خواءه في ذات الأسئلة المستهلكة صورها الشعرية حد الأستفراغ:( فهل كان علينا معاً أن نغسل الأدران، أن نمنع العدوى التي تسكن بين الضلع والضلع..) واللاجواب هو ألأستئناس بما لايكون سبباً للخلاص منه:تخيله مغسولاً ومكابدته كأعباء ثقيل وصولاً لمواجهة ذاته المستلبتهُ وهي تألف العبودية ومواجهتها نفسها المستلبها هو وهو يألف العبودية بمطلق الحرية ولاعزيمة ليبقى بالوجهين دونما إرادة مضعضعاً : (أشعر حينما صرت في لندن كأنني صرت في بغداد بسبب كثافة الوجود العراقي الموجود هنا ) ليحسر هذه المدينة الكونية بغداد في حافظة ضيقة ضمن حدود "الوجود العراقي" كما استحضره عامياً في لندن بعد نزعها من أكثر تقاسيمها وحشية: داوننغ ستريت 10 حيث يجتمع القتلة منذ 1620 بهيئة مجرمي حروب تقليدين يتوسطهم المجرم "جون ميجر" بينما كان بصدد إتخاذه قرار تقصيفها ليمده "بلير" ممدداً إياه أنها بديعيات القتل تصعد ببناياتها عالياً وماذا كان بأمكانها أن تكون لولاها وقد إختلطت بـسرقات العالم وأكثر أعمال المكر نذالة والمؤامرات وتدبير الأنقلابات والأكاذيب والبلادات الجنسية والتشيم بالأخلاق الحميدة والدفاع عن حقوق الأنسان وإجتماعات عملاءها في مواخيرها والمعجبين بديمقراطيتها المفشتسة منذ "الثورة الصناعية" ومنذ "قبلها": أنها بديعيات القتل وقد لطخت بصراخات العراقيين وهي تختنق في ملجأ العامرية وأنا أرفعه في بغداد صاعداً أسباب السماوات حتى يوم القيامة والحال هذا فالمدن هي ليست بنايات وشوارع وأنام وقطارات وأنهار وما شاكلها وشكلها وسيشكلها دائماً مجردة من شروط وجودها وديمومتها وعلاقاتها بنفسها وبالعالم ذاتياً وموضوعياً أنها أحزاب ومصالح ملوك ووزراء وسياسات وحروب حروب لاتزال تضرى في نفوسنا وتستهدفنا في المخيلة كما في العيان حاضراً ومستقبلاً كوقائع يجترحها قانون التناص ويحدد مجراها ببعضها عودة في جميع الأتجاهات احتلال بلاد المسلمين وتمزيقها إرباً إرباً اتفاقية سايكو- بيكو وعد بلفورالمشؤوم وتسهيل الأحتلال اليهودي لفلسطين والحرب الثلاثية والأخرى الثلاثينية كلها والمتفرعتها أو تلك المشتجرتها بحيث لم يك بوسع المرء العثور على مساحة صغيرة في لندن دون كتالها مقتحماً المخيلة أو قاصفها وحسب ذلك سيصبح إقحام بغداد عليها بهذه الطفيلية من جانبه وهي لاتزال مثخنة بكلومها ضرباً من ضروب تحقيرها والحالة تشاكه اجتلاب القتيل الى القاتل مخفوراً عليه من قبل سعدي يوسف أليس من الضروري إدراك قول الشافعي:ـ
 ولاترجُ ألسماحةَ من بخيلٍ   فما في النار للضمآن ماءُ 
لندرك مافي نفسه وعبرها ما في كنانته نُشاباً هو أم ضراطا؟ ولأننا نفهم الشخصية بماهيتها:هي بأم عينها بما تحتمله كينونتها من نقائض وتساوقات في علاقة مع محيطها والمترتب عليه من تفاعلات هي الأخرى من التنوع مالايمكن حصرها أو نمذجتها بهذه الصورة أو الأخرى بحيث يصبح بأمكان المرء منحها أو منعها حسب المزاج وبناءً على وصفات جاهزة بذلك نحسم هذه القضية خلافاً لما تصر الأطراف المتصارعة ضد العراق وعليه أو من أجله وعليه تحنيطه إعلانياً ولعل سعدي يوسف النموذج ألأكثر توسلاً إليها قلباً وقالباً: ( أستدعيت إلى مقر وزارة الداخلية في منطقة "بير حكيم" مقابل اليونسكو حيث القسم المعني بمراقبة الأجانب ، استدعيت إلى هناك وكان أحد المفتشين هو الذي طلبني. أخرج المفتش ملفاً عني وقال لي: نحن نعرفك ونعلم هذه المعلومات عنك … كنت وقتها رئيس المنتدى الديمقراطي العراقي وكان هذا المنتدى طيف واسع من الأسلاميين الى التروتسكيين وانتخبت بالأجماع رئيساً له.وعرض عليّ المفتش أن أتعاون مع السلطة الفرنسية وأعطاني هاتف منزله وهاتفه في الدائرة .ـ المصدر نفسه): لغة هشيشة والأهش منها غماراته كما نشرت فدولة مثل فرنسا تنظر لنفسها بخيلاء متشيمة بثورتها كمؤسسة لحقوق الأنسان وصانعة للديمقراطية وهي أكثر الثورات إحتقاراً للأنسان وحريته كما تفضح هي نفسها بنفسها عبر مذابحها وسجونها إستبداداتها هذه الدولة التي ناصبت المسلمين العداء وقاتلتهم صليبياً وإحتلت بلادهم صليبياً لتعود مرة أخرى وبذات الحمليات العدوانية لتعمل بها إحتلالاً وتقسيماً وذبحاً وتقصيفاً حتى يومنا هذا أن هذه الدولة نفسها كما تشترطها السياقات التأريخية المقومتها موضوعياً لايمكن وبأي حال من الأحوال إلا أن تعمل بالأتجاه الكفيل بعدم تعريض علاقتها بنفسها للوهن وعلاقة العالم الخارجي بها للأهتزاز حقن القوى بفيروساتها للتمكن من ربطها بأهدافها الأستراتيجية في إتون حروبها المستأورتها تواترياً ضد بلاد المسلمين وهي شأنها شأن جميع دول الديمقراطيات المفشتسة لاتتورع عن إستخدام أكثر ألأساليب إنحطاطاً بما فيها تجنيد "المستثقفين" الى جانب العاهرات وأصحاب السوابق ومن هب ودب لتستخدمهم في نهاية المطاف ضد أنفسهم أيضاً حسب الحاجة وبالكيفيات التي تخدم أهدافها الأجرامية على مديات بعيدة
ربيع الثاني 1421 هـ ـ تموز 2000م