فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل

فلسطين من النياط : كشف حساب مع الخط الفلسطيني المصهين ...
 
 

ihtilal

الأحتلال ،أكريل على قماش الرسم ، الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتلة

 



أن المدى ألزمني المستوعب سيرورة دولة إسرائيل منذ إفتعالها وتطورها بالصورة المشكلتها حالياً أو ألتي ستكون عليها في المستقبل سوف لن يغير من حقيقة هذا المشروع بصفته الصهيونية التي لم تذهب في مقتبل عمره أبعد من التمني الرومانسي بما يحتمله من نفاسات بصناعة وطن لليهود ولم تك الأنظار آنذاك موجهة لفلسطين ألبتة غير أنها سرعان ماإنحرفت نحوها منسحبة من بعض أمصار" أمريكا الجنوبية "بعد التأكد من تعاطف الدول الأوربية معها وإستجابة ألأستعمار البريطاني الغاشم بالمضمون الذي أراده له وكرسه عبر مجمل سياساته وصولاً لترسيخه ميدانياً وبشكل رسمي عبر وعد بلفور المشؤوم الذي بدونه لم يك بوسع هذه الدولة أن تقوم لها قائمة وهكذا أصبح بأمكان المجهودات المكرسة بهذا ألأتجاه عبر الهجرات اليهودية لأرض فلسطين منذ الحرب العالمية ألأولى وحتى قبلها بعقد أو أكثر بقليل أخذ نفسها على محمل الجد لتدفعها بأتجاه التكوين المرتجى من قبل الأستعمار البريطاني الغاشم الذي كان يهمه صناعة بؤرة عدوان دائمة ضد معشر العرب وعبرهم ضد معشر المسلمين لتسهيل مهمة السيطرة على بلادهم بهذا المعنى يصبح اليهود بصفتهم هذه ألموصوفين بها أداة في صناعة السياسة الأستعمارية البريطانية بجبلاتها الأجرامية الذائعة الصيت ان هذه المعلومة تفيدنا كثيراً في إستثبات قضية غاية في الأهمية قوامها أن الدولة اليهودية المفتعلة لم تك نتاجاً لأضطهاد اليهود في أوربا وعلى هذا المنوال أن الوجود اليهودي في فلسطين لم يتحقق إعتباطاً بفعل إزدحام اليهود الفارين من هذه الأضطهاد طلباً للخلاص بصفتهم ضحايا مسالمين كما هو مشاع في العالم عامياً بل على أساس مخطط إستعماري غربي ماحق يراد من وراءه بالدرجة الأولى احتلال بلاد المسلمين واسئتصال شأفتها روحياً وفي هذا السياق لم تستهدف الدولة اليهودية فلسطين بعيداً عن نياطها أي لم تطالها لوحدها بأعتبارها وجوداً جغرافياً مجرداً عن محيطه الأشمل والحاسم والأمور ينبغي أن تؤخذ بالروية فأن فلسطين قياساً لما حدث منذ إحتلالها لايمكن وبأي حال من ألأحوال إقتطاعها بعيداً عن هذا المحيط الذي بدونه لم تكتسب القيمة المتوفرة هي عليها حتى بالنسبة للقوى الأستعمارية التي ساهمت في صناعة الأحتلال أو تلك التي كرسته ولازالت تستخدمه كقاعدة بالمعنى الحرفي للكلمة وفي المطاف الأخير وحسب ذلك أنها ستجد نفسها دون هذا المحيط بنفوطه ومايترتب عليها من شروط إقتصادية وسياسية خارج نطاق العلل التي تجعلها معنية بتوطيد هذا الأحتلال والأنتصار له حتى ضد المتواطؤين معها من أعراب الجزيرة كآل سعود لأنها لاتنظر له بعيداً عن الدور المملى عليها ضمن إستراتيجية الهيمنة ألأمبريالية على مصادر الطاقة وعبر ذلك على العالم وحسب ذلك سيصبح هذا الأحتلال إعباءً مالياً عليها إذا لم يك هناك مايبرره بالنسبة لها ومايجعلها قادرة على دفع المصاريف المترتبة عليه وحيث تترابط الوقائع بنفسها بعلاقات إرتجاعية فأن هذه القوى متبلورة في شخصية السياسة الأمريكية عملت منذ البدء فيما سميت بعملية السلام على فصل القضية الفلسطينية عن نسيجها الفعلي والفاعل متجسداً بجبلات المحيط فكانت الحرب بصيغة السلام لتذهب أبعد من ذلك مصهينةً الطرف المصاغ أوسلوياً لتعمله بالماهية هذه في الدائرة المرسومة له ضمن شروط الأحتلال ومايترتب عليه بالطبع من مشاهد تدمير الذات الذي يشترط بدوره تدمير الآخر المخالفهُ والأمثلة هنا لاتضيق في حدود إعتساف المقاومة وإستنبالها شراً والحال هذا اننا لاننوي بأي حال من الأحوال أن نتوقع ولو من قبيل الأفتراض تراجع الطرف الفلسطيني المصهين عن سياسة التعويل على المشروع الأمريكي كقناعة تبدو ثابتة بالنسبة له فالجبلات المميزة له وتطيره المستديم وإعتماده على المحاور الدولية تجعله في مرحلة كهذه ألتي يبدو فيها مظهرياً وكأن "النظام الدولي الجديد" قد إستتب وإلى الأبد أكثر إستساغة لتثبيت شخصية الطفيلي في تضاعيفه وهي ذاتها شخصية الجلاد ألذي خبرناه في الأردن والجلاد نفسه في لبنان بتلاوين مختلفة بصورة أبوالزعيم مختطفاً ذاك ومعتقلاً ألآخر أو بهيئة نبيل عبدالرحمن الذي كان يسحب مسدسه بمجرد مصادفته فكرة لاتحتملها مخيلته الأضيق من نفسها وهي إمتداد لشخصية الشرطي متقمصة من قبل محمود درويش بن بني القينقاع المكرس نظرية " أبناء عمنا اليهود " : هؤلاء الذين لاتربطنا بهم أية صلة سوى تلك التي تستثبت كونهم قتلتنا القادمين من بولونيا وأمريكا والمانيا وروسيا وبلاد الواق واق وفي كل الأحوال بعد تجويف هذا الطرف تماماً كما نشاهد وسنشهد على ذلك سوى إعتساف القوى المناهضة للأحتلال وتا هي شخصيته الطفيلية وسنرى انه سيعمل حتى على بيع نفسه أو تأجيرها إذا إقتضت الحاجة أن الدوائر الأمريكية بأعتبارها مركزاً للدولة اليهودية المفتعلة "إسرائيل" لم تعمل على التعامل مع الشخصيات الماسكة بزمام هذا الطرف إعتباطاً وخارج نطاق إستراتيجيتها خلال وعقب حربها ضد العراق ومادمنا من قبيل ألأنصاف لانتوفر على معلومات عيانية فيما يخص وجهة النظر هذه لايسعنا إلا أن نطرح السؤال عن الأسباب ألموجبة لأنتقال هذه الشخصيات دونما مقدمات من موقع مناصرة العراق إلى الأعتذار عن هذا الموقف وصولاً للقبول ودونما مقدمات أيضاً بالتعاطي مع المشروع الأمريكي ان مثل هذا التصرف ينبغي أن يستثير الريبة وإذا ماأوصلناه بالتساؤل عن الكيفيات ألتي أغتيل بواسطتها أبو جهاد تدفع الطاقة ألأيحائية نفسها نحو إفتراضات أكثر تعقيداً ومع ذلك سوف لايمنعنا هذا التعقيد من إفتراض إزاحة عائق ممكن بأغتياله أمام مشروع تهويد القضية الفلسطينية هذا الذي يجترح هذا الطرف من جميع نياطه ويستحوذ عليه ولابد في هذا السياق من إستدراك كون هذه الأفتراضات لاتلغي بأي حال من الأحوال إمكانية التعاطي التفاوضي مع العدو في علم السياسة بالأشكال التي توفرها الظروف المعينة دون التفريط بجوهر القضية على خلاف تعاطي هذا الطرف الذي يشكل خطورات كبرى على حياة الأمة الأسلامية وهو تعاطي يفتقر لدعائم عملية ضاغطة بالفعل على الأحداث تضطر العدو على القبول بالشروط المملاة عليه والتي يمكن البناء على أرضيتها لخلق معطيات مستديمة تدفع بسيرورة الصراع مع العدو صعوداً وعلى المستويات المختلفة بما فيها إستخدام السلاح عسكرياً الذي ينبغي عدم التخلي عنه كعامل أساسي في صناعة هذا الصراع وتوجيه مجراه نحو تحقيق الأهداف الكبرى حتى أثناء التفاوض الذي ينبغي أن تشترطه هو الآخر كجميع سياقات الصراع هذه الأهداف كشكل من أشكال المقاومة وليس ألتخلي عنها بذات المستوى من الروية عدم التخلي عن فهم الأحتلال خارج كينونته هذه بمنطوياتها العدوانية ذات الأنسجة السرطانية التوسعية المستثبتة مختبرياً وفي هذا السياق لايسعنا توخياً للدقة إلا إختبار مدى صحة توصيفنا الطرف الفلسطيني المعني بالمصهين إذ ليس من السهولة بمكان إطلاقه على طرف لايزال يدعي من قبيل التلفيق فلسطينيته عبر دفاعه عن فلسطين وهلم جراً شعاراتياً فماهي فلسطين ؟ هل هي مجرد أرض تقع على البحر في الهواء الطلق بعيداً عن ماهيتها وإرتباط هذه الماهية بتواصلاتها حضارياً بما تشترطه من عوامل صانعة لشخصية الأمة الأسلامية والمثبتة تقاسيمها الأكثر فعاليةً وتفاعلاً ومادامت فلسطين هي ذاتها فهي تتواصل موضوعياً بنياطها التأريخية الحاسمة عربياً - إسلامياً فأن أي نشاط لصالحها ينبغي أن يأخذ بنظر الأعتبار نتائجه على جذرها التأريخي الذي بدونه لايمكن لها أن تقوم وتتقوم على نحو يمكنها من الديمومة بماهيتها الفعلية بهذا المعنى أن أي إنقطاع عن هذا الجذر سيؤول بها للفساد بدنياً وروحياً وبتدامج هذا وذاك الى خراب شامل ماوراءه خراب وهذا بالضبط مايستهدفه ألأعداء بمختلف تلاوينهم ومن ضمنهم أعراب ألجزيرة كآل سعود والصباح وآل ثاني إلخ ومايتوسله هذا الطرف ألمصهين نفسه إذا قلنا دون وعي سنكون خاطئين حتماً لأنه بحكم طبيعته ألطحلبية وكما حملناه للملأ فيما عرضنا حتى الآن لم يتمكن من صناعة سياسته دون ألأرتباط بهذا ألطرف ألدولي أو ذاك والتعويل عليه كمنقذ وهو إذا وجد ضالته في هذه الفترة لدى العدو الصهيوني فلأن ألأفلاس ألسياسي وصل به إلي حد لم يتمكن عنده من رؤية خيارات أخرى غير تلك التي تجعل المحتل في مخيلته محرراً ومالايتمكن من رؤيته أيضاً : أن مايفعله ألمحتل الصهيوني في هذه المرحلة لايتعدى حدود إعادة تنظيم نفسه وصياغتها على نحو ينسجم وتطورات ألأحداث لتُخرج هذه الدولة عن عادتها حيث كانت ومنذ إفتعالها تشعل ألحروب وتخوضها خارج نطاق هيمنتها أن عامل المقاومة في عمقها في إتون الصراع الأشمل سيزيد من مخاوفها واضطراباتها بلا ريب أن تصوراً كهذا يبدو معقولاً في حدود تلقيه فوتغرافياً لكنه سيصيبه ألشحوب بمجرد إستثبات فعاليته النفسانية على جمهور المحتلين الذي أخذ يتلقى مترتبات الصراع على نحو مختلف تماماً عما كان عليه في الماضي وبالتأكيد أن منتجي سياسة هذه الدولة المفتعله سوف يتعاملون مع هذا الواقع الجديد بما يحتمله من علاقات وحسب المراكم عملياً على مدى الصراع تأريخياً الذي لم يغير الواقع في نفسه ولنفسه وحسب إنما أيضاً الفاعلين في إتونه كل حسب كينونته ودوره والكيفيات التي يتلقى بها هذا التغيير:ثمة تحاتات شاملة إذا كان ينظر إليها من قبل ألأطراف ألمضادتنا بجدية فأن المثقف العربي الدوني يحتقرها ولن يعرها أي إهتمام أما ألقوى ألعربية التي إستوعبت بعض جوانبها فلاتزال تتدلى بعيداً عنها وعلى وجه الخصوص في المجال الثقافي المُتّحكم به من قبل المركزية الأوربية ومن النكد الثقيل جداً أن تفهم هذه ألتحاتات كدليل على إنحطاط معشرالمسلمين وتصريف هذا الفهم المغرض ديماغوجياً ملصقاً بنظرية إقتراب حتفهم بحلهم وترحالهم ألأكثر تفاهةً وألأمور ينبغي أن تعتلج بالروية كيف يجوز تخيل امة يجتمع ضدها القاصي والداني مدججين بأسلحة الفتك والضغينة إذا لم تحمل ـ والمنطق يستدعي الذهاب بهذا ألأتجاه وليس الشعارـ نفسها محملا ًيستدعي ألحيطة حيالها من قبل منتجي العدوان على مختلف مضاربهم وفي هذا الصدد يمكننا تفنيد فكرة الطرف المصهين المتقولة عدم توفر شروط أخرى غير هذه التي تستدعي الأستسلام للدولة المفتعلة إسرائيل التي تقوم جبلاتها ألفعلية على ألأحتلال وتتوطد أصلاً من خلاله وعبر إمتدادته ألتوسعية ولايمكن أن تعافه يوماً بطيب خاطر وبناء على رغبات خلبية هكذا بمعتبرها ألحربي المستديم هذا ودون البحث في تفاصيل هذا ألشكل من أشكال ألأسهال ألذهني فأن المصابين به بأختيارهم " سلام الشجعان " قد كشفوا عن جبنهم بأم عينه هذا الذي تستخدمه الدولة المفتعلة بأقضى مواهبها الثعلبية في المكر وكسب الوقت والمناورات والتحضير للحروب حتى ضد هذا الطرف المصهين نفسه أن لينا رابين في مقابلة معها في التلفزيون ألألماني آ أردي ببرنامج بلوار بيو كشفت بلغتها الخاصة عن مضمون هذا السلام كما أريد له صهيونياً:" أن إسرائيل من ألقوة بمكان بحيث تجنح للسلم " . والحال هذا سيكون على الطرف الفلسطيني المصهين ألمتسلط عبر ألأحتلال الأستمرار بلعب دور بائع الخضروات ألذي يهمه قبل كل شئ تصريف بضاعته وجني مايمكنه من أرباح وإذا وجدنا بين فترة وأخرى يعمل على ألظهور بمظهر المتمرد وحامي الحمى فلا بأس أن يفعل ذلك ولابأس أيضاً من مغطه ألأحتقار وهويستلم ألضرائب المترتبة على إسرائيل حيث ينتقل بهذه الكيفية عبر التدامج بالجبلات الأقتصادية للأحتلال من بائع خضروات إلى بائع وطن حدوده أوسع من فلسطين حيث تقع هي : ألجرح الأسلامي ألأكثر عمقاًً...

جمادي الآخرة 1418هـ
تشرين ألأول 1997م