فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ – الرعد 17

el-karamatt222

الناشر: الفقير لله والغني بفيضه ناجي الحازب آل فتله

 

 

 

 

 

 

 

الملصق

للتواصل

 

السنور

جرائم الأحتلال

أعمال شعرية

أعمال تشكيلية

المقالات

المستهل

في النقد الجهادي
مقالان للمجاهد شنكاي النجدي
 



المقال الأول
بترايوس وبانيتا: عنوان لمرحلة جديدة في مواجهة القاعدة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،
قامت الحكومة الأمريكية في الأيام القليلة الماضية بعدة تغييرات على صعيد الوزارات الأمنية، وكان أبرز هذه التغييرات هو تعيين رئيس المخابرات الأمريكية ليون بانيتا وزيراً للدفاع خلفاً لروبرت جيتس، وتعيين قائد القوات الامريكية في أفغانستان رئيساً للمخابرات الأمريكية، وهو الذي كان من قبل قائداً للقوات الأمريكية في العراق، ومن ثم تولى قيادة القوات الوسطى، ومن ثم أضيفت له مهمة قيادة القوات الأمريكية في أفغانستان خلفا لماكريستال، بعد أن قام الأخير بمعارضة سياسة أوباما علناً والتحدث ضده في واحدة من أشهر المجلات الأمريكية وهي مجلة "رولنغ ستون" فما هي أسباب هذه التغييرات؟ وما هي دلائلها؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذه المقالة بعون الله. علماً أن أغلب ما في المقالة جهد تحليلي بشري قابل للخطأ ولا أدعي أنه الحق المطلق وأتمنى أن يتم المناقشة فيه لتعم الفائدة، أسأل الله التوفيق والسداد.
بداية إن هذه التغييرات تتمحور حول الإستراتيجية الجديدة في مكافحة التمرد"كونتر انشورجينسي- سي.أو.آي.أن-1-" اختصاراً، وهي الإستراتيجية التي وضعها الأمريكان لمقاومة حرب العصابات الجهادية التي واجهوها في العراق وأفغانستان، حيث أنهم وبعد الإخفاقات المتكررة التي عانوها في العراق تنبهوا إلى ضرورة الخروج من عقلية القوة المفرطة والحرب التقليدية التي كانوا يحلون بها جميع المشاكل التي يواجهونها إلى عقلية جديدة تضع استراتيجية متعددة المحاور والجوانب، هدفها القضاء على المجاهدين وتتمحور حول أساليب جديدة غير تقليدية لم تعهدها أغلب الجيوش لمواجهة حرب العصابات الجهادية التي هي في طبيعتها حرب غير تقليدية تتسم بالكر والفر، وأبرز جوانب قوتها هو أن المجاهدين كالأشباح يقاتلون في الوقت الذي يريدون فيضربون ويختفون، ويكررون هده الهجمات حتى تستنزف قوة العدو ويضربوا معنوياته ويزيدوا عدد خسائره مما يؤدي إلى حدوث رأي عام رافض لهـذه الحرب وبالتالي يفقد الرغبة والقدرة على مواصلة القتال. وبالفعل قام الأمريكان بوضع هده الاستراتيجية التي اتسمت بالواقعية، وألخص أبرز معالمها في الآتي:
1-تضمنت هذه الإستراتيجية اعتراف الأمريكان عدم قدرتهم على هزيمة المجاهدين هزيمة نهائية وأن هده الحرب تحتاج إلى أجيال وأنها قد تستمر خمسين سنة أخرى.
2- وبما أن الامريكان لا يستطيعون خوض حرب لهذه المدد الطويلة فإن عليهم أن يوجدوا قوى محلية من داخل هذه البلدان (المرتدين من الصحوات والقوات الكرزائية) تقوم بالدور الرئيسي في الحرب وتتيح للأمريكان تقليل عدد الخسائر وسحب أغلب قواتهم مع استمرار قوات صغيرة نسبياً تتولى مهام ثانوية في دعم القوات المحلية. وبالتالي يضمنون عدم فقدان نفوذهم في هده البلدان وفي نفس الوقت كبح الضغوط الشعبية الأمريكية الداخلية من خلال الإدعاء أنهم سحبوا أغلب جنودهم وأن المتبقين لا يتولون مهام قتالية.
3-بعد تدريب هذه القوات المحلية العميلة يجب أن يقوم الأمريكان بأنفسهم بكسر ظهر المجاهدين ليتيح لهده القوات المحلية تولي المهام الأمنية لأن تولي المهام في عز قوة المجاهدين سيجعل هذه القوة المحلية عرضة للإستئصال. وعملية كسر الظهر هذه تحتاج زيادة عدد القوات الأمريكية لتستطيع اقتلاع المجاهدين من المناطق التي سيطروا عليها، وكذلك تحتاج تحمل الامريكان لزيادة كبيرة ولكنها مؤقتة في عدد القتلى.
4- لضمان نجاح ما سبق يجب أولاً انتزاع زمام المبادرة من المجاهدين واشغالهم بأنفسهم، وتحويلهم من موضع الهجوم إلى موضع الدفاع وهي ما اصطلحوا عليه بـ "تغيير اتجاه المد -2- تيرنيننغ ذا تايد" أي أن زمام المبادرة الهجومية تنتزع من المجاهدين وتدفعهم إلى حالة الدفاع المستمر. لتحقيق نجاح هده الاستراتيجية يجب العمل على مختلف الجوانب والصعد الاعلامية والمعلوماتية والتمويلية وغيرها وما الجانب العسكري إلا جزء من هده الاستراتيجية وليس كلها.
5-يجب الفصل بين تنظيم القاعدة العالمي والجبهات القتالية في أفغانستان والعراق، ويجب إيلاء الأهمية الكبرى لتنظيم القاعدة وضرب قياداته أينما وجدت باعبتاره المحرض الرئيس وقائد الجهاد العالمي، وهو الأمر الذي صرح به أوباما علناً ودلل عليه بزيادة عدد الطلعات الجوية للطائرات بدون الطيار في وزيرستان وزيادة أعداد ضحاياها. ففي حين تتولى القوات المحلية وبمعاونة محدودة من الأمريكان القتال في الجبهات الرئيسية كالعراق وأفغانستان يجب على الأمريكان أن يتولوا بأنفسهم قتال القاعدة والتركيز على رأسها وقياداتها المحرضة والموجهة. ويجب أن تكون هذه الحرب حرب نخبوية غير تقليدية أدواتها القوات الخاصة والعمليات المخابراتية والإعلامية والطائرات بدون طيار وليس الجيوش الكبيرة على أرض العدو. وهم بذلك يحاولون منع المجاهدين من الإستمرار بإستنزافهم من خلال تركيز جهودهم على رأس الأفعى الجهادية وهو تنظيم القاعدة وقياداته بالدرجة الأولى وباقي قيادات الجماعات الجهادية وخاصة تلك التي في وزيرستان التي لها توجه نحو العمل الخارجي.
فالنقاط الأربعة الأولى تهدف إلى إيقاف نزيف الخسائر الأمريكية في الجبهات المفتوحة كالعراق وأفغانستان، والنقطة الأخيرة تهدف إلى إيقاف النزيف الإقتصادي في حال عودة المجاهدين لأسلوب العمليات الخارجية بنفس الكثافة التي كانت عليها بعد السنوات الأولى لغزوتي نييورك وواشنطن.
ولكي نقوم بفهم الاستراتيجية على اكمل وجه وأوصل الصورة الكاملة التي أريدها، سأقوم بدراسة الحالة الجهادية في العراق على ضوء هذه الإستراتيجية حيث أنها تمثل التطبيق الأول والأنجح حتى الآن وهو الدي أعطى هده الإستراتيجية مصداقية ودفع صناع القرار في أمريكا لاعتمادها أسلوباً أمثل في أفغانستان أيضاً.
بدء الامريكان بتطبيق هده الإستراتيجية في العراق منذ نهاية عام 2005م، ولكن معالمها النهائية لم تتوضح إلا في منتصف سنة 2007م، حيث أنهم استغرقوا أكثر من سنتين في الإعداد والترتيب والعمل الدؤوب الذي أثمر في النهاية العديد من النجاحات لهده الإستراتيجية الأمريكية. فقد قام الأمريكان بتنفيذ العديد من الخطط الخبيثة على مختلف الصعد والتي تبدوا في الوهلة الأولى خططاً منفصلة ولكن تبين أنها جميعها مدروسة وموضوعة بحيث تخدم هده الاستراتجية الواحدة. ولعلي ألخص تفاصيلها في النقاط الآتية:
أولاً: أدرك الأعداء أن قوة المجاهدين الرئيسية تكمن في الدعم الشعبي الهائل الدي يتمتعون به واصطفاف الناس الكبير خلفهم ولذا توجب عليهم معالجة هذا الأمر وسحب الدعم الشعبي من المجاهدين وشنوا حرباً ضروساً لتحقيق هذا الامر واصطلحوا على تسميتها بحرب القلوب العقول، ولعل أبرز معالم هذه الحرب تتلخص في الآتي:
1- شن الأمريكان حرباً إعلامية قذرة هدفت لتشوية صورة المجاهدين وحذف صورة الطهورية والنقاء من عقول الناس والتي تركزت في عقولهم بعد أن شاهدوها بأم أعينهم. ولتحقيق ذلك جندوا عشرات الفضائيات وآلاف الإعلاميين وبدئوا ببث الإشاعات وخلق الأكاديب، وبدئنا نسمع عن حرمة وضع الخيار والطماطم مع بعضها، وأن على الرعاة أن يلبسوا الأغنام ملابس لتغطية عوراتها، وعن قطع أصابع المدخنين، وقتل الناس بعد اختطافهم من اجل الفدية وغيرها من الأباطيل التي كرروها ليل نهار لعل التكرار يضفي الصدقية على تلك الأكاذيب. وقد ساعدهم في هذا كثرة اعداء المجاهدين من الرافضة وأصحاب المناهج الهدامة كالمرجئة والحزب الإسلامي وغيرهم.
2-قيامهم بشن هجمات انتقامية في المناطق التي تدعم المجاهدين ومحاصرتها ومنع الأكل والشرب عنها وقصفها قصفاً استراتيجياً يهدف إلى زرع الأثر النفسي أكثر من التدمير المادي، حيث قاموا بقصف البيوت التي تؤوي المجاهدين على من فيها من الاطفال والنساء، وكذلك قصفوا بيوت الناس الذين ليس لهم علاقة بالجهاد والمجاهدين، محاولة منهم لبث الذعر في نفوس الناس وبالتالي دفعهم للوقوف ضد المجاهدين وعدم إيوائهم واستقبالهم. وهو الأمر الذي أعلن عنه وزير الدفاع السابق المرتد سعدون الدليمي عندما قال سنقصف البيوت التي تؤوي الإرهابيين على من فيها من النساء والأطفال. وكثيراً ما كانوا يتبعون مثل هدا القصف بتعويضات مادية ورسائل اعتدار حتى يضمنوا عدم ارتداد هده السياسة عليهم. (وفي أفغانستان نشاهد اليوم نفس السياسة ويخطئ من يظن أن قصف المدنيين المتكرر هو أخطاء غير مقصودة وإنما هي مسألة مدروسة ومحسوبة ولكنها سترتد عليهم بإذن الله)
3-اخفاء الخسائر الأمريكية والتعتيم على عمليات المجاهدين مما يدفع الأهالي وبوسوسة من بعض علماء السوء وأصحاب المناهج الهدامة إلى التساؤل عن جدوى عمليات المجاهدين في ظل غياب الخسائر وعدم تحقيقها لشيء ملموس على الأرض زعموا.
4- الإعلان عن وجود ثروات هائلة في الأراضي التي فيها مجاهدين وأن الأمريكان مستعدين لاستخراج هذه الثروات وجعل الأهالي يستفيدون منها لولا وجود المجاهدين، وقد استطاعوا إغراء الكثيرين بهذا الأمر وخاصة في الأنبار حيث أعلنوا عن وجود احتياطيات كبيرة من النفط الغير مكتشف في الأنبار وهو أحد الأمور التي جعلت لعاب الصحوات يسيل بعد ان وعدوا بأنهم سيستحصلون على نصيب الأسد من هذه الثروات. (واليوم يتكرر نفس السيناريو في أفغانستان من خلال إعلان الامريكان عن وجود احتياطيات كبيرة جداً من الاحجار الكريمة تتجاوز التريليون دولار وأن الأمريكان مستعدين للإستثمار فيها لولا وجود المجاهدين)
5- تجنيد عدد كبير من قطاع الطرق والمرتزقة للقيام بأعمال قتل للمدنيين من خلال استخدام نفس أساليب المجاهدين ومن ثم الصاق هذه الأعمال بالمجاهدين لتشويه صورتهم.
6- فتح المجال للرافضة لارتكاب المجازر بحق أهل السنة، بل ودعم الروافض والإيحاء بأن الحل الوحيد لوقف هذه المجازر هو مهادنة الامريكان التوقف عن قتالهم والتخلي عن المجاهدين في مقابل قيام الأمريكان بكبح جماح هده الميليشيات الإرهابية وإيقاف المجازر الرهيبة.
كل ما سبق لم يحدث الأثر المطلوب ولم يتخلى الناس عن المجاهدين، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلت الناس يتخلون عن المجاهدين هو حدوث الإقتتال الداخلي بين المجاهدين قبل ظهور الصحوات بشكل رسمي، فهدا الإقتتال، الـدي تبين فيما بعد أنه مخطط له وأنه كان بين الصحوات الذين تلبسوا لبوس المجاهدين وبين المجاهدين الحقيقيين، هذا الإقتتال هو الذي دفع الناس للتخلي عن المجاهدين وهو الذي توج الجهود السابقة كلها للأمريكان والتي لخصتها في النقاط الست السابقة. وهو ما سينقلنا للنقطة التالية وهي الصحوات.
ثانياً: مند اليوم الأول لدخول الأمريكان علموا وبشكل دؤوب على ايجاد قوى بديلة تحارب المجاهدين وتكون مصدات ودروع واقية لهم، ليقللوا خسائرهم ويتفادوا الهزيمة، وقد وجدوا في الرافضة خير معين وجندوا منهم عشرات الآلاف ودربوهم وأعدوهم وأنشأوا لهم مراكز للتدريب في دول الجوار وعلى رأسها الأردن، وكدلك اخضعوهم لدورات مكثفة في الإمارات ومصر وغيرها، ولكنهم اكتشفوا مع مرور الوقت أن هذه القوة لا يمكن الاعتماد عليها ولكي ينجحوا في استراتيجيتهم لا بد أن يوجدوا قوى من داخل المناطق السنية التي هي معقل الجهاد، ونتيجة لهذا الإدراك قاموا بتجنيد الآلاف من السنة عن طريق شيوخ العشائر الخونة ودفعوهم للأردن ليقوموا على تدريبهم، وبعد مدة أدخلوهم وبشكل سري للعراق، وكثير من هؤلاء انضم إلى الجماعات الجهادية، وبعضهم أصلاً كان من تلك الجماعات حتى قبل ذهابه للتدريب في الأردن، وحاولوا أن ينشؤوا بهم قوات للشرطة في الرمادي والفلوجة والغربية غيرها من مناطق السنة إلا ان المجاهدين رفضوا ذلك، فاضطروا إلى إيجاد قوات بديلة أخرى وأدركوا أنها هذه المرة يجب أن تأتي من صفوف المجاهدين أنفسهم لكي يضمن لها النجاح وهذا الذي حصل، حيث استطاعوا جر الكثير ممن كان في قلبه مرض ومن المنافقين الذين انضموا لصفوف الجهاد ، وشكلوا قوات الصحوات وهي القوات التي تشكلت في الأساس من أبناء العشائر من خلال رشوة قياداتها، وكذلك ممن تلبس بلبوس الجهاد وممن كانت له سابقة فيه كالجيش الإسلامي وحماس العراق وجامع وغيرهم. تشكيل هده الصحوات كان الحدث المحوري في تغيير مسيرة الجهاد في العراق وفي نجاح الاستراتيجية الأمريكية. ولعل أبرز أسباب نجاح الأمريكان في إنشاء الصحوات من الجماعات الجهادية هو سياسة المحاور والتحزب التي ظهرت بين الجماعات الجهادية والتي أفرد لها النقطة التالية.
ثالثاً: نتيجة لعدم اجتماع المجاهدين تحت راية واحدة حصلت العديد من الخلافات والمشاكل حتى قبل ارتداد بعض الجماعات التي كانت مجاهدة، ولأن هده المشاكل لم يتم حلها بالأسلوب الصحيح تفاقمت وتشكلت نوع من أنواع الحزبية بدئنا نشاهدها في منتصف 2006م، وأصبحت تتسلل بين صفوف الجماعات الجهادية، وهذه الحزبية وما نتج عنها من استقطاب (واكرر أن كل هذا قبل نشوء الصحوات) سهل المهمة للأمريكان والمرتدين للعمل على ضرب المجاهدين من الداخل وبث الفتنة والفرقة فيما بينهم. وعندما أعلنت الدولة الإسلامية خشي الأمريكان من أن تتوحد صفوف المجاهدين فعمدوا ومن خلال خطة خبيثة جداً إلى تقوية الخلاف وتجذيره من خلال إنشاء محور معادي للدولة الإسلامية، وكان هذا المحور هو جبهة الجهاد والإصلاح ومن بعدها المجلس السياسي حيث أنشأ بوسوسة خبيثة وبتمويل من "قطر"، وأشدد هنا على أن ليس كل من انضم إلى هذا المجلس كان يعلم ما يراد له وما يراد منه، وليس هنا محل نقاش مثل هذه المسألة ولكنني أهتم هنا بالنتائج أكثر من الأسباب، المهم أن النتيجة كانت تشكل محور من المجاهدين ضد محور آخر، واحد مرضي عنه له حرية التحرك والظهور في الإعلام والآخر مغضوب عليه محاصر يعمل على تشويهه ليل نهار. (وهو ما نشاهده اليوم في أفغانستان من خلال محاولة عزل القاعدة عن طالبان، وكذلك محاولة إنشاء محور حقاني المتشدد في مقابل محور بقية طالبان المعتدل، ونقول لأسيادنا في أفغانستان احذروا من "قطر" وتفصيل هذا التحدير في المستقبل القريب إن شاء الله)
رابعاً: بالتزامن مع كل ما سبق قام الأمريكان بعمليات جمع معلومات كبيرة جداً واستطاعوا معرفة الكثير عن شبكات المجاهدين وخلاياهم وعن القيادات الفاعلة وأماكن تحركها وعن مخازن السلاح وغيرها من المعلومات المهمة لهم ولعل أبرز الوسائل التي استخدموها لجمع هده المعلومات هو قيامهم بالإنسحاب من مناطق شاسعة من الأرض وتركها ومحاولة جر المجاهدين للإنتشار فيها، وهذا ما حدث فعلاً، ولعل أبرز سمات هذه المناطق هي أنها مناطق مفتوحة ليس فيها سواتر طبيعية وكل حركات المجاهدين فيها مكشوفة، وهي في نفس الوقت مناطق تماس بين مختلف الجماعات الجهادية، حيث كان الهدف من الإنسحاب من هذه المناطق مزدوج، الاول هو جر المجاهدين لمناطق مفتوحة ومن ثم مراقبتهم وجمع المعلومات عنهم وكشف شبكات القيادة ومناطق تخزين السلاح وغيرها من خفاياً وأسرار المجاهدين، والثاني هو محاولة إيقاع قتال بين المجاهدين من مختلف الجماعات في هذه المناطق. وقد تحقق الأمر الأول ولم يتحقق الثاني إلا بعد أن تشكلت الصحوات وارتداد بعض الجماعات التي كانت مجاهدة. وكان الطائرات المسيرة هي الوسيلة الأمثل لمراقبة المجاهدين وتحركاتهم في تلك المناطق المفتوحة بالإضافة إلى المصادر البشرية. وقد ترك المجاهدين فترة من الزمن يسرحون ويمرحون في المناطق المحررة لا وجود للأمريكان فيها إلا من المسيَّرات، وهو ما أستطيع الجزم بأنه كانت خدعة من الأمريكان لأننا سنرى كيف كان هدا الإنتشار كارثياً على المجاهدين. (نشاهد اليوم في أفغانستان إنسحاب الأمريكان من العديد من المناطق وترك المجاهدين للإنتشار فيها ونحن نحذر أسيادنا الكرام مجاهدي أفغانستان الأفاضل من ضرورة الإنتباه وعدم الوقوع في الفخ الذي وقع فيه المجاهدين في العراق)
خامساً: في هذه الأثناء قام الامريكان بدفع الحكومات المرتدة وعلى رأسها حكومة آل سلول باعتقال كل من له صلة بدعم المجاهدين، وهكذا استهدفت وفي فترة وجيزة عشرات من شبكات دعم وإمداد المجاهدين سواء تلك المتعلقة بالدعم المادي أو الدعم البشري، وكل ذلك حصل في فترة زمنية وجيزة أدى إلى حدوث خلل في إمكانيات المجاهدين المادية. وفي نفس الوقت قام الأمريكان بضرب شبكات تهريب وبيع السلاح التي كان المجاهدين يعتمدون عليها في شراء أسلحتهم، من خلال اعتقال تلك الشبكات أو من خلال شراء السلاح منها حيث اشترى عملاء الامريكان كميات كبيرة من السلاح وسحبوه من الشارع، وكذلك اتبع الأمريكان سياسة خبيثة من خلال قيامهم عن طريق عملائهم ببيع سلاح مشرك ينفجر على من يستخدمه وذلك لدفع المجاهدين إلى التوقف عن شراء السلاح إلا من شبكات محدودة موثوق بها.
سادساً: في غضون دلك أرسل الأمريكان قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي وكل ذلك ضمن الإستراتيجية العامة وضمن الخطة الموضوعة.
بعد أن جهز الأمريكان المسرح من خلال إيجاد القوات التي ستتولى محاربة المجاهدين نيابة عنهم وخاصة في المناطق السنية وهي قوات الصحوات، وبعد أن أحدثت الشرخ بين المجاهدين، وبعد أن خلقت رأي عام معارض للمجاهدين، وبعد أن ضيقت عليهم في المسائل المادية من خلال ضرب شبكات التمويل، وبعد أن جمعت كميات هائلة من المعلومات عن شبكات المجاهدين وقياداتهم ومخازن أسلحتهم، وبعد أن استجلبوا قوات إضافية قوامها ثلاثين ألف جندي، بعد كل هذا بدء الأمريكان بعملية عسكرية واسعة النطاق، كانت أبرز سماتها الآتي:
1- أغلبها كان عبارة عن عمليات لقوات النخبة الأمريكية، حيث بدء الأمريكان بالعمل من خلال المعلومات التي استحصلوا عليها، فشكلوا قوات خاصة بمجموعات صغيرة وبدئوا بشن هجمات مركزة على رؤوس الجماعات الجهادية والأخوة الفاعلين سواء من الممولين أو الفنيين أو الشرعيين أو العسكريين، وقد اتسمت هذه العمليات بأنها كانت تهدف إلى القتل، حيث من كان يأسر من الأخوة يتم اعدامه على الفور، وقد قامت هده القوات بمئات الإنزالات في فترة وجيزة أسفرت عن مقتل واعتقال عشرات القيادات وبالتالي حدث نوع من الفراغ بعد أن نجحت هده القوات بكشل نسبي من تدمير نظم التحكم والسيطرة عند المجاهدين. (وهو ما أثر على المجاهدين كثيراً حيث أن المجاهدين كانوا يعانون في الأصل من قلة الكوادر الإدارية والشرعية الفاعلة وخاصة بعد إعلان دولة العراق الإسلامية، حيث انضم الكثيرون للدولة وحصل نوع من التوسع الأفقي الذي فقد بموجبه الهرمية التنظيمية خاصة بعد أن استحر القتل والإعتقال بالقيادات، وهو الأمر الذي نتج عنه ارتكاب الكثير من الأخطاء التكتيكية والشرعية من قبل القيادات الميدانية التي سدت الفراغ وخاصة أن الكثير منها لم يكن مؤهلاً لشغل هذه الشواغر)
2- تأمين المناطق المسيطر عليها من خلال عمليات التقدم بالكونكريت وهي سياسة أول من ابتدعها (على حد علمي) الإسرائيليون، حيث بدء الأمريكان بالهجوم على المناطق التي يسيطر عليها المجاهدين وبعد أن يؤمنوا منطقة معينة يقوموا بعزلها تماماً عن باقي الأحياء من خلال تحويطها بالكتل الخرسانية الكونكريتية التي يبلغ ارتفاعها أربعة او خمسة أمتار. فقاموا بتطويق الأحياء وتقطيع أوصالها فكل حي قسموه إلى ثلاثة أو أربعة أقسام ولا يمكن التنقل بينها، وكل قسم له مدخل ومخرج واحد فقط وعند المدخل هناك سيطرة كبيرة وفي داخل القسم هناك سيطرات بين الشوارع وأي هجوم يحصل تقوم القوات باعتقال كل شباب الحي وإيداعهم في السجون لفترة طويلة حتى توقفت المقاومة في الأحياء بشكل شبه نهائي في تلك الفترة. وهكذا أصبحت المدن عبارة عن سجون كبيرة مقسمة إلى أجزاء وكانتونات ببوابات مسيطر على الداخل والخارج منها.
3- في أثناء كل ذلك أنزل الأمريكان آلياتهم الجديدة والتي يسمونها "أم .أر.أي .بي.سي." وهي الآليات التي تتميز بأنها أكثر تحصيناً في مواجهة الألغام والعبوات الناسفة وقد زادوا تدريعها بشكل كبير ووضعوا ألواح جانبية على هده الآليات لكي لا يستخدم المجاهدين العبوات الجانبية. وفي نفس الوقت قاموا بإنزال تقنية التشويش وتعميمها وتحسينها مما سبب مشكلة عند المجاهدين حيث لم يعد هناك عبوات تعمل عن بعد وأصبح المجاهدون يستخدمون وسائل أخرى أكثر خطورة مثل الضغط والمسطرة والعدسات وغيرها من الوسائل التي يتطلب المجاهدين أن يكونوا قريبين جداً من الآليات لتفعيل العبوات مما يزيد من إمكانية قتلهم واعتقالهم أثناء المهمات الجهادية.
4-في أثناء دلك بدئت الصحوات بالإنتشار وبدئوا يقاتلون المجاهدين جنباً إلى جنب مع الامريكان، وكانوا هم أخطر من الامريكان لأنهم كانوا في يوم من الأيام مجاهدين ولدا فهم على علم واطلاع بخبايا وأسرار المجاهدين مما كان له الأثر الأكبر في نجاح الخطة الامريكية.
كل ذلك حدث في فترة زمنية لم تتجاوز الستة أشهر، وكان منطق الحرب يحتم على المجاهدين أن ينسحبوا ويعيدوا بناء ما فقدوه، فالهجمة كانت غير مسبوقة ووجب الإنحناء للريح الشديدة إلى حين، فقد رمي المجاهدين عن قوس واحدة فتخلى عنهم أقرب الناس ممن كان يظهر لهم الود والإحترام والنصرة وفقدوا حاضنتهم الشعبية، وقام رفاق السلاح ممن كان يزعم انتسابه لمنهج المجاهدين بكشف عورات المجاهدين وطعنهم في ظهورهم، كل دلك بالتزامن مع فقدان القيادات الفاعلة وضرب الشبكات المهمة وإدخال الأمريكان لوسائل تقينة قتالية جديدة احتاج المجاهدون إلى وقت لتجاوزها، وفقدان المجاهدين للدعم المادي والبشري الخارجي، كل ما سبق حقق الهدف الأمريكي بتغيير اتجاه المد ودفع المجاهدين للدفاع وأفقدهم زمام المبادرة القتالية. عندها أصبحت الفرصة مواتية لنشر القوات البديلة التي ستتلقى الضربات بدل المجاهدين وهدا الدي تم, حيث قاموا بنشر الجيش والشرطة العراقية المرتدة في كل المناطق التي كان يسيطر عليها المجاهدون واستطاعوا احكام السيطرة على المناطق بمعاونة صحوات الردة، وهكدا نجحت الخطة الأمريكية واستطاع الأمريكان سحب الغالبية من جنودهم من العراق ليتولى المرتدين مهمة قتال المجاهدين نيابة عن أسيادهم الصليبيين. (ولعلي أفرد في المستقبل إن شاء الله مقالاً حول كيف واجه المجاهدين هده الإستراتيجية وبعضاً من الدروس الكثيرة التي استفادو منها من هده التجربة)
وللأخوة أن يتسائلوا: ما علاقة كل ما سبق بعنوان الموضوع ومقدمته؟ وهنا بيت القصيد، فالاستراتيجية الأمريكية التي نتحدث عنها "كوإن" أحد أبرز واضعيها هو بترايوس، وهي كما لاحظنا تعتمد في كثير من جوانبها على جمع المعلومات والعمليات الخاصة وليست استراتيجية عسكرية صرفة. وهي الآن تطبق في أفغانستان مع بعض التعديلات البسيطة ولكن الإستراتيجية العامة هي هي. ويعتقد الأمريكان بأنهم نجحوا في دفع المجاهدين لمواجهة القوات البديلة في العراق وكدلك أوشكوا على النجاح في أفغانستان وهو ما سيعني توقف دوامة الإستنزاف العسكري التي أدخلهم المجاهدون فيها مند أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ولم يبقى إلا تطبيق البند الأخير من هده الإستراتيجية وهي التركيز على تنظيم القاعدة وقياداته لكي لا يستطيع المجاهدين العودة إلى سياسة العمليات الخارجية والبدء من جديد بضرب المصالح الأمريكية في مناطق العالم المختلفة وبالتالي الرجوع للإستنزاف من جديد. وهنا يبرز العنوان الكبير لهده التغييرات التي حصلت وهي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة المواجهة المباشرة مع القاعدة، فبترايوس من خلال خبراته المتراكمة في أفغانستان والعراق ومن خلال خبراته السابقة في الجيش كقائد لكتبية 101 المجوقلة والتي تعتبر من كتائب النخبة في الجيش الأمريكي، قادر على تولي قيادة المخابرات المركزية الأمريكية لتضطلع هي وليس الجيش الأمريكي بالدور الأكبر في مواجهة القاعدة. والتي ستكون كما ذكرنا سابقاً حرب غير تقليدية، أدواتها خاصة، العنصر الأبرز فيها جمع المعلومات والعمليات الخاصة في كل زوايا المعمورة. وكدلك فإن اختيار ليون بانيتا وزيراً للدفاع وهو الدي كان يتولى قيادة المخابرات المركزية يندرج أيضاً في نفس السياق المذكور آنفاً.
وختاماً فإن هده التغييرات هي دليل واضح لكل من يشكك في المجاهدين ويحاول الإنتقاص منهم ومن أعمالهم وخططهم، وإلى هؤلاء نقول: انظروا كيف أن أعدائنا أدركوا حقيقة المجاهدين وقوتهم وأهمية أعمالهم وما أنجزوه، فأصبحت التغييرات في وزاراتهم ومناصب قياداتهم تفرضها المواجهات مع المجاهدين، وليس مع الصين أو روسيا. فتأملوا يا عباد الله وكفوا عن المجاهدين شركم.
هدا وما كان في هده الوريقات من صواب فمنة من الله وفضل، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشارات:
 
1- Counter Insurgency.” COIN”
2-2turning the tide.
 1-MRAPs

 

 

 
 
المقال الثاني
خطورة حرق المراحل في حرب العصابات
نصيحة للأفغان من واقع التجربة العراقية

 

كنت قد ذكرت في مقال سابق بعض معالم الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة المجاهدين، وذكرت أنها تعتمد على دفع القوات المرتدة لمواجهة المجاهدين في الجبهات المفتوحة، ويكون ذلك بعد أن تهيأ القوات الأمريكية الأجواء لمثل هذا الأمر، يعقبه انسحاب أمريكي وتوجيه القوة الأمريكية لمواجهة القاعدة من خلال حرب غير تقليدية مفتوحة على الصعيد الجغرافي وعلى صعيد التكتيكات والأساليب. وقمت بدراسة الحالة العراقية كتطبيق عملي على هذه الإستراتيجية وقلت أن إستراتيجية مشابهة يتم اتباعها في أفغانستان. وفي هذا المقال سأحاول بإذن الله طرح تصوري عن كيف قام المجاهدون في العراق بمجابهة هذه الإستراتيجية وكذلك الفروق الموجودة بين العراق وأفغانستان، حيث أن الصليبيين يقومون بتغيير التكتيكات العملياتية لتتوافق مع هذه الفروق مع الإبقاء على الإستراتيجية العامة وعلى أهدافها الرئيسية.
إن أخطر خطأ يمكن أن يرتكب في حرب العصابات هو حرق المراحل، وهو الإنتقال من مرحلة إلى أخرى قبل تهيؤ الظروف والأوضاع لذلك، وخصوصاً مرحلة الإنتشار والسيطرة على المدن، فدائماً ما يحذر خبراء حرب العصابات من المجاهدين وغيرهم من خطورة الإنتقال لهذه المرحلة قبل التأكد من كسر العمود الفقري للعدو وتدمير قوته الرئيسية. وغالباً ما يدفع العدو بهذا الإتجاه من خلال قيامه بالعديد من المناورات الخداعية، ليدفع القوة المعادية للوصول لهذه المرحلة وبالتالي تمكينه من مهاجمتها، حيث أنه قبل مرحلة الإنتشار يواجه أشباح لا يستطيع مهاجمتها وإنما فقط يتلقى الضربات منها.
ولعل أبرز النقاط التي قام بها العدو في العراق لدفع المجاهدين للإنتشار هي:
 1- إدعائه الضعف والإنكسار وتسريب أخبار غير واقعية تشير إلى ضعفه وعدم قدرته على المواصلة، وأحياناً تكون الأخبار صحيحة ولكنه في الحالة العادية لا يقوم بنشرها لألى يستفيد منها المجاهدين معنوياً وإعلامياً، ولكنه يتحمل الخسارة المعنوية في مقابل دفعه باتجاه تقييم خاطئ ينتج عنه إنتشار وسيطرة على المدن. ومثال ذلك الأخبار التي كان يسربها العدو عن عدم قدرة الجيش الأمريكي على التجنيد، وأنه استمر أشهر طويلة غير قادر على تجنيد الحد الأدنى المطلوب من الجنود، ورغم صحة هذه التقارير إلا أن نشره لها كان يهدف إلى اقناع المجاهدين بأن العدو غير قادر على زيادة عدد القوات، ولكنه فاجئ الجميع بزيادة قدرها 30 ألف جندي.
2-الإنسحاب من بعض المناطق وخلق فراغ يضطر المجاهدين لسده، لئلا تقوم قوى أخرى بسده كالبعثية وغيرها، وذكرنا الأهداف الأخرى لمثل هذه الإنساحابات في المقال السابق.
هاتان النقطتان، إضافة لانشغال القيادات المجاهدة المكلفة بالتخطيط الإستراتيجي بالإدارة العملياتية اليومية، وبالتالي استهلاكها عقلياً وذهنياً بالشؤون اليومية (وذلك لكبر المصيبة وعظم البلاء وكثرة الأعداء وقلة الكوادر)، كل هذا نتج عنه تقييم خاطئ لقوة العدو مما أدى لحرق المراحل وانتشار المجاهدين، وذكرنا في المقال السابق النتائج الكارثية لهذا الإنتشار.
ويشدد خبراء حرب العصابات (كالشيخ يوسف العييري تقبله الله والشيخ أبو مصعب السوري فك الله أسره) إلى ضرورة أن تتمتع قوات العصابات بالمرونة اللازمة للإنسحاب من المدن في حال تبين أن الإنتشار والسيطرة على المدن حدث قبل أوانه. فالمراحل تقتضي سيطرة جزئية، تليها سيطرة كاملة ولكنها تجريبية، ثم تقييم جديد وعلى أساسه نحدد البقاء أم العودة لحالة العمل السري والإختفاء، وهذا يتطلب مرونة كبيرة ومحافظة على الجسم الرئيسي لقوة العصابات أثناء الإنتشار التجريبي، وكذلك المحافظة على نظم التحكم والسيطرة التي تصدر مثل هذه التوجيهات والأوامر. ولكن في الحالة العراقية واجه المجاهدين العديد من العوائق والعوامل التي حدت من القدرة على العودة إلى العمل السري في الوقت المناسب، أي قبل حدوث الضرر الرئيسي في جسم قوات العصابات. ولعل أبرز تلك العوائق هي:
1- فقدان الحاضنة الشعبية وكثرة الأعداء: حيث فقد المجاهدون حاضنتهم الشعبية، وصاروا غرباء في بلادهم، وظهرت الصحوات وارتدت بعض الجماعات وكثر الأعداء، مما أثر على قدرة المجاهدين على العودة للعمل السري بالسرعة المطلوبة. (وقد عرجنا على هذه المسائل بشكل مختصر في المقال السابق)
2- التأخر في تغيير الأساليب: إن أساليب الحرب هي أمور تكتيكية خاضعة للتبدل والتغير، وهي أيضاً عرضة للإنكشاف من قبل العدو ولذا وجب على المجاهدين تغييرها بين فترة وأخرى، وأعني بالأساليب طرق القتال التفصيلية كأساليب زرع العبوات وطرق القنص وأساليب التواصل والإتصال وغيرها من الأمور التفصيلية في العمل الجهادي. وقد ركز الأعداء كثيراً على هذه المسألة حيث أنهم أدركوا أن معرفة وفهم وكشف الأساليب هو مقدمة لضرب المجاهدين، فبدئوا بعملية استخبارية ضخمة لهذا الغرض، فحاولوا جاهدين إيجاد نمط متكرر في هذه الأساليب وفهمها بحيث يتوصلوا إلى طرق مجابهتها-1- وقاموا بدراسة تفصيلية لهذا الموضوع، من خلال البيانات التي يجمعونها لأعمال المجاهدين الحربية، ومن خلال استجواب المعتقلين وغيرها من الأساليب. ومثال ذلك إدراك الأمريكان أن هناك زيادة في العمليات كل يوم اثنين وخميس حيث يكثر الصائمون بين المجاهدين فقللوا من تحركاتهم في هذين اليومين بالذات، ومثال آخر هو تمكن الأعداء من معرفة أسلوب التواصل بين القيادات والقواعد مما مكنهم من مراقبة أساليب التواصل هذه وبالتالي الوصول لبعض القيادات.
فتأخر المجاهدين في إيجاد الأساليب البديلة واستمرارهم بالعمل لمدة معينة بالأساليب القديمة كان أحد المعوقات التي حدت من مقدرة المجاهدين على العودة للعمل السري بالسرعة المطلوبة.
3- انكشاف شبكات المجاهدين: نتيجة للتسرع في الإنتشار والظهور والذي جاء نتيجة للتقييم الخاطئ للوضع الميداني، أدى في ما أدى إليه إلى انكشاف أغلب شبكات المجاهدين وبالتالي كانت العودة للعمل السري صعبة ومعقدة لأن الكثير من المجاهدين أصبحوا مكشوفين ومعروفين بشخوصهم. ولعل أبرز الأسباب التي أدت لهذا الإنكشاف هي:
-- إعلان الدولة الإسلامية أدى لانكشاف المئات من الشرعيين والإداريين الذين أضيفت لهم مهام جديدة كالقضاء الشرعي بين عوام المسلمين وإدراة شؤونهم الحياتية. فاستغل الصليبييون هذه المسألة وقاموا من خلال عملائهم بجمع معلومات مفصلة عن هؤلاء الأخوة وبالتالي أصبحوا مكشوفين بشخوصهم وأصبحت عودتهم للعمل السري أمراً يحتاج للعديد من الترتيبات الأمنية واللوجستية المكلفة، كتغيير مناطق سكناهم وإيجاد هويات بديلة لهم مع ضمان عدم انكشافها. وقد كان عبئ إدارة شؤون الناس من أعظم الأعباء التي واجهها المجاهدون بعد إعلان الدولة، فإدارة دولة في الظروف العادية أمراً غاية في الصعوبة، ويحتاج لتوفر ظروف وإمكانيات مهولة، فما بالك أن هذه الإدارة تمت في وقت الحرب ومع كثرة المتربصين والأعداء.
جنوح الكثير من المجاهدين للعمل بدون لثام وبشكل علني، في إظهار للتحدي ومحاولة كسب الناس بإظهار قوة المجاهدين، وهو الأمر الذي أدى لانكشاف الكثير منهم. ولقد انكشف الكثير من المجاهدين في مناطقهم رغم تلثمهم، بسبب الطبيعة العشائرية في المناطق التي احتضنت المجاهدين حيث أن الناس في تلك المناطق مشهورين بدقة الملاحظة وحدة النظر، فيعرفون الأخ من طريقة مشيه ومن سيارته وغيرها من الأمور.
الإعتقالات التي تمت في تلك الفترة والتحقيقات التي نتج عنها انكشاف الكثير من الشبكات وقد بلغ عدد المعتقلين في فترة من الفترات أكثر من نصف مليون معتقل في السجون الصليبية وفي سجون المرتدين. وعند إطلاق سراح المعتقلين يتم إعادة اعتقالهم في حال حدوث أي شيء في مناطق تواجدهم ويتم التعرف عليهم من خلال بصمات العين، وهو ما صعب موضوع تزوير الهويات.
4-استخدام الصليبيين لوسائل جديدة صعبت التنقل وتغيير الأماكن للأخوة الذين يتم كشف هوياتهم، ومن ضمن هذه الأساليب استخدامهم لتقنية بصمة العين في السيطرات الرئيسية بين المدن، وكذلك نشر صور المطلوبين مما يجعل تحركهم عسيراً إلى أبعد الحدود. وكذلك استخدام التقنيات الحديثة لوضع خرائط لتواجد السكان في بعض المناطق الساخنة، وهو ما يطلقون عليه"ديموغرافيك مابنغ" حيث قاموا بوضع خرائط لتلك المناطق تشمل القبائل والعوائل التي تعيش فيها، وعدد السكان وأسمائهم وبصمات أيديهم وأعينهم، وبالتالي لا يستطيع أحد دخول هذه المناطق في حال كونه من غير أهل هذه المناطق.
إذاً كان هناك حرق للمراحل نتيجة للتقييم الخاطئ لقوة العدو وإمكانياته، وكذلك فقدان المرونة اللازمة والذي أدى لتأخر المجاهدين في العودة للعمل السري والإختفاء، ونتج عن هذا التأخر تدمير القوة الرئيسية للمجاهدين وضرب قدرات التحكم والسيطرة عندهم، مما أدى لنجاح استراتيجية العدو في سحب زمام المبادرة من المجاهدين وبالتالي سحب قواته والدفع بالقوات المرتدة لمواجهة المجاهدين. ولو أن المجاهدين تمكنوا من العودة لمرحلة العمل السري بالسرعة المطلوبة مع محافظتهم على قوتهم القتالية الرئيسية لما نجحت خطة العدو، ولاستطاع المجاهدون أن يدمروا القوات المرتدة في فترة وجيزة وبالتالي إفشال الإستراتيجية الأمريكية، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا. (وهناك عوامل أخرى تصب في نفس السياق ناقشناها في المقال السابق)
وبما أن المجاهدين في العراق، هم أهل إيمان وصدق كما نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا، وهم في الوقت ذاته أصحاب معرفة بالسنن الكونية والعادات الإلهية، علموا أن هذا البلاء لا بد أن يأتي وأن هذا هو درب الأنبياء والصالحين، فلم يكن ليفت في عضدهم ولم يكن ليمنعهم من مواصلة طريقهم، فقد عزموا على أمر وتبايعوا عليه، فإما نصر أو شهادة، ولم يكن في قاموسهم تراجع أو نكوص، بل مواصلة للجهاد وبذل الوسع في نصر الإسلام ما دام في قلوبهم نبض وفي عروقهم دم. وعلموا أن الله مبتليهم ليرفع من درجاتهم وليمحص صفوفهم ويتخذ منهم شهداء، وعلموا كذلك أن الله لم يتعبدهم بالنتائج وإنما أمرهم بتأدية ما افترضه عليهم من جهاد ومدافعة لأعداء الله سبحانه وتعالى. فلم يكونوا ليجلسوا في بيوتهم ويتخلوا عن دربهم بسبب معركة خسروها، وتماثلت لهم أحد وما أصاب المسلمين فيها، وعلموا أن مرحلة الأحزاب ستتلوها، وبعدها الفوز العظيم والفتح الكبير بإذن الله الواحد الأحد.
فاجتمعت القيادات الجهادية وقرروا وضع استراتيجية جديدة للمواجهة. وبما أن التجربة ما زالت مستمرة فلا يمكننا قول الكثير حول هذا الموضوع ولكنني سألخص بعض الذي أستطيع قوله في النقاط التالية:
1-أدرك المجاهدون أن عليهم إعادة بناء القوة الرئيسية للمجاهدين وإيجاد جيل جديد ووجوه غير معروفة لتقوم بالعمل الجهادي، وبدأ المجاهدون بهذه المهمة العظيمة التي تنوء الجبال بحملها، فأعادوا بناء الكثير من الشبكات الجهادية وأوجدوا شبكات جديدة، وجندوا مجاهدين جدد وبدأوا بتدريبهم وتعليمهم رغم صعوبة الأوضاع الأمنية وتعذر القيام بهذه المهام من دون السيطرة على الأرض.
2- قام المجاهدون بتغيير جميع التكتيكات والأساليب القديمة والخروج بأساليب جديدة وطرق للعمل غير مكشوفة.
3-بدأ المجاهدون في غضون ذلك بتنقية الصف السني من المرتدين والتركيز على هذه المسألة، فأدخلوا تكتيكات ووسائل جديدة كالكواتم واللواصق للتوافق مع طبيعة المرحلة والوضع الأمني الجديد، وحولوا نقل العمل الرئيسي من العسكري إلى الأمني، وبدئت عمليات قطف الرؤوس (وهي العمليات التي أطلق عليها أخونا الحبيب عبد الرحمن الفقير رحمه الله حياً أو ميتاً تسمية "قرصة العقرب")، وكان لهذه العمليات أثر كبير في تدمير قوة الصحوات وانهيارها، واستطاع المجاهدون بفضل الله من إنهاء ملف الصحوات بجزئه الأكبر في أقل من سنتين، وهو ما يعتبر معجزة عسكرية بحد ذاتها بالنظر للخسائر المهولة التي تعرض لها المجاهدون في المرحلة السابقة.
4-العمل على إعادة ثقة الناس بالمجاهدين وكسب تأييدهم من جديد وإعادة بناء الحاضنة الشعبية للمجاهدين، من خلال التواصل مع بعض الشخصيات في الحدود التي يسمح بها الظرف الأمني، ومن خلال معالجة الأخطاء التي أدت لنفور الناس، ونفي تلك التي ألصقت بالمجاهدين زوراً وبهتاناً.
5-في غضون ذلك وريثما يتم إعادة بناء الشبكات الجهادية وجب استنزاف قوة العدو الرافضي بكل الطرق والوسائل وعدم ترك الوضع ليصل إلى أي نوع من الإستقرار، وذلك من خلال القيام بالعمليات النوعية الكبيرة التي تضرب معنويات العدو وتنكي في صفوفه وتهدم ما يحاول بنائه من استقرار لنظامه المرتد.
هذا باختصار، أبرز نقاط وجوانب استراتيجية المجاهدين لإعادة كسب الوضع في العراق. والمجاهدون هناك بفضل الله من نصر إلى نصر وقد قاموا بعمل قل نظيره في التاريخ رغم كثرة الأعداء وقلة الأصدقاء ورغم قلة الدعم المادي والحصار الشديد المفروض عليهم من جميع الجهات وعلى كافة الصعد، وقريباً بإذن الله سيعود الوضع في العراق أفضل مما كان وفي وقت أقرب مما يظن الكثيرون بإذن الله وحده.
وبعد نجاح هذه الإستراتيجية في العراق انتقل بها الأمريكان إلى أفغانستان محاولين تطبيقها والحصول على نفس النتائج، مع تغيير في التكتيكات هنا وهناك، ولكن الهدف واحد، وهو تغيير اتجاه المد وسحب زمام المبادرة من المجاهدين ولو لفترة وجيزة ليتمكنوا من نشر القوات البديلة وليقوموا بعدها بسحب أكثر جنودهم من الأرض ليوقفوا خسائرهم جراء حرب الإستنزاف هذه التي يتعرضون لها.
ولا يشك عاقل أن أفغانستان فيها فروق جوهرية وتختلف عن العراق بأمور كثيرة وكلها في صالح المجاهدين بفضل الله ومنته، والواحد من تلك الفروق يكفي لضمان نجاح المجاهدين وكسر استراتيجية الصليبيين، ولعل أبرز تلك الفروق هي:
1-وجود السواتر الطبيعية التي يستطيع المجاهدين الإحتماء بها والإنسحاب إليها، وأقصد بذلك الجبال الواسعة.
2-وجود العمق الإستراتيجي الذي يمكن المجاهدين من إعادة بناء قوتهم وترتيب أوراقهم واجتماع قياداتهم ألا وهو المناطق القبلية في وزيرستان.
3- انحسار الرافضة وهم أكثر الناس استعداداً للخيانة والتعاون مع المحتل، حيث أن وجودهم في أفغانستان لا يتجاوز هيرات وباميان.
4- اختلاف الطبائع بين الشعب الأفغاني والشعب العراقي حيث أن الشعب الأفغاني أكثر تديناً بطبيعته وخاض العديد من الحروب الطاحنة وليس لديه ما يخسره باعتبار الفقر الذي يعيش فيه. ولم يحكم من قبل نظام بعثي كما في العراق الذي غير طبائع الشعب العراقي ونشر فيهم النفاق وسوء الأخلاق.
5-كثرة طلبة العلم عند المجاهدين الأفغان، باعتبار أن الطالبان فيهم الكثير من الملالي ممن تخرجوا من المدارس الدينية، وهذا الأمر يساهم في حل المشاكل وتثبيت الحاضنة وترشيد الجهاد وتغليب الحكمة. (وهذه المسألة، أي وجود طلاب علم بعدد كافي، شكلت مشكلة عند المجاهدين في العراق وقد توسولوا مراراً وتكراراً لمدهم بطلبة علم، وأذكر مقولة الأمير الشهيد، سلوة الروح وحب الفؤاد وداهية العراق ومسعر الحرب أبو حمزة المهاجر تقبله الله وألحقنا به غير خزايا ولا مفتونين، أذكر عندما دعا لمد المجاهدين بطلبة العلم وذكر أن هناك مسائل تعرض علينا لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر، ولكن الله المستعان على خذلان العلماء لنا في العراق إلا من رحم الله وقليل ما هم)
ولكن رغم هذه الفروق على المجاهدين الحذر والإنتباه حيث أن الأمريكان لا يحتاجون أكثر من ستة أشهر، يفقد المجاهدون خلالها زمام المباردة ويتحولون فيها من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع.
ولذا أتمنى على ساداتنا المجاهدين في أفغانستان الإنتباه لهذا الأمر، والمحافظة على قوتهم الرئيسية، وعدم الإصرار على مسك الأرض، وعدم حرق المراحل، والتأني في الإنتشار والظهور، والمحافظة على المرونة في الرجوع للمرحلة السرية، وتهيئة جيل جديد غير مكشوف ولا معروف يستطيع مواصلة العمل في حال حدوث نكسة ما في العمل الجهادي لا سمح الله. وكذلك المحافظة على الحاضنة الشعبية والإبتعاد عن العمليات الغير ضرورية التي قد تؤدي إلى إيجاد شرخ بين المجاهدين وحاضنتهم، وإيلاء هذا الجانب أهمية قصوى وتقديمه على الكثير من الضرورات العسكرية، لأن ما نخسره بإلغاء بعض العمليات وتأجيلها لا يساوي عشر معشار ما نخسره بفقدان الحاضنة الشعبية. وكذلك ضرورة البحث عن طرق ووسائل تضمن استمرار العمل في حال الشدة والإستفادة من التجربة العراقية في ذلك. وكذلك أهمية استمرار العمليات النوعية كزرع المجاهدين في صفوف القوات الأفغانية ومهاجمة القواعد الأمريكية الرئيسية بأساليب جديدة كحفر الأنفاق وغيرها من الأساليب النوعية التي تضمن استمرار الخسائر الكبيرة في صفوف العدو.
هذا ما أحببت إيصاله باختصار، ولعلي قبل أن أختم أنوه إلى مسائل مهمة:
1- كتابتي لمثل هذه المواضيع هو من منطلق النصيحة الواجبة التي أوجبها الله لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولا يعني ذلك ادعائي بأنني أفهم من المجاهدين وأعلم معاذ الله، ولكن من منطلق استشعار المسؤولية ودعم المجاهدين وتذكيرهم، وهي مشاهدات وتجربة لم يكتب عنها الكبار ولو فعلوا لما احتاج مثلي أن يتجرأ على الكتابة عن مثل هذه المواضيع الشائكة والعسيرة، وغاية ما في الأمر أنني لا حظت تشابه الاستراتيجية في أفغانستان والعراق فأحببت تنبيه سادتي في أفغانستان لما جرى لنا في العراق لينتبهوا ويحذروا.
2-هناك نقص شديد يصل لحد الإهمال المتعمد في مسألة تدوين التجارب الجهادية، وهذه مسألة أزلية نوه لها الشيخ المجاهد أبو مصعب السوري فك الله أسره، وهي مسألة غاية في الأهمية حيت أن الأخطاء تتكرر، والنصر يتأخر، والأمة تخسر نتيجة لذلك. فعلى المجاهدين أصحاب الأقلام أن يقوموا بتدوين تجاربهم والإستعجال في ذلك وعدم التسويف، لأن هذه أمانة في أعناقهم ودين مستحق للأجيال اللاحقة. وعلى المجاهدين أن ينتبهوا أن التأخر في التدوين سيفتح الباب لغيرهم ليكتب التاريخ ويحرف ويشوه كما يشاء، وعندها لا نلوم إلا أنفسنا.
3-الكتابة في مثل هذه المواضيع دائماً ما يستجلب المرارة، وخاصة عند دراسة الأخطاء وما نتج عنها، وكثير منا لا يحب سماع هذه الأمور، ولكن هذا واجبنا ويجب عدم دفن رؤوسنا بالتراب فهذه طبيعة الحرب وهذا حال أمتنا، فعدم دراسة وتدوين مواطن الخلل الإستراتيجية والتكتيكية يؤدي إلى تكرار حدوث الخلل كما ذكرنا. فيجب علينا أن نوطن أنفسنا لمثل هذه المسألة واضعين نصب أعيننا قول الله سبحانه وتعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
4-أتمنى على إخواني أنصار الجهاد أن ينكبوا على الإستزادة من العلوم العسكرية، ليكونوا مهيئين ومؤهلين في هذا الجانب في حال نفيرهم للساحات الجهادية، وأنصحهم بالإستماع لأشرطة الشيخ يوسف العييري وأشرطة الشيخ أبو مصعب السوري وخاصة تلك التي شرح فيها كتاب حرب المستضعفين، وكذلك كتب المجاهدين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كدورة التكتيك للشهيد أبو هاجر تقبله الله وغيرها من الأمور المفيدة.
وأتمنى ممن يقرأ هذه الصفحات أن لا ينساني من دعوة صادقة في ظهر الغيب، وأن يكون الدعاء بالثبات والشهادة على رأس ما تدعون لي به. هذا وما كان في هذه الكلمات من حق فمنة من الله وفضل، وما كان فيها من خطأ وخلل فمني والشيطان وأستغفر الله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اشارات:
1-Studying and Recognizing the Pattern
2- (Demographic Mapping